أخيرا.. فتحت جامعة الملك عبدالعزيز نافذة على المجتمع، بافتتاحها مكتبة الملك فهد العامة بجدة، على أرض تنازلت عنها الدولة بتوجيه كريم لصالح المكتبة العامة، بعد فترة طال انتظار المواطنين رجالا ونساء وأطفالا لها، حين حلق بعض مسؤولي الجامعة بعيدا عن الأغراض الأساسية التي وضعها الواقفون والمساهمون، ومنهم المغفور لهم بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز، والأمير ماجد بن عبدالعزيز، والشيخ إسماعيل أبو داود، وغيرهم، حتى كادت الآمال تتلاشى، لولا حرص ولاة الأمر وإمارة المنطقة ومحافظة جدة على متابعة الموضوع والإصرار على افتتاح المكتبة، كمكتبة عامة تلبي حاجة مجتمع جدة بشرائحه المختلفة. الجامعة، وإن افتتحت المكتبة بعد طول انتظار وترقب، عليها أن تعوض المجتمع، وترضى غايات وأهداف الواقفين النبيلة، فتعلن عن برامجها لتفعيل دور المكتبة في المجتمع، وترويج خدماتها المعلوماتية والثقافية للكبار، رجالا ونساء، وللأطفال، حيث خطط لهذه المكتبة أن تخدم تلك الشرائح في المباني الثلاثة التي أنشئت وبنيت بأموال المتبرعين والواقفين. ولا حجة للجامعة أن تبقى المكتبة، بعد افتتاحها، هيكلا بلا روح، ولا حيوية، فالمواطنون جديرون وأصحاب استحقاق لخدمات المكتبة العامة في مدينة كبرى كجدة. والجامعة، وإن كانت لها غايات في تنشيط الوقف والكراسي العلمية، والبحث عن التمويلات المادية، فليكن نشاط المكتبة العامة موجها للخدمات الثقافية والمعلوماتية، مستفيدة مما تغدق به الدولة على الجامعة لتحقيق أهدافها خدمة للمجتمع. إن لنا أسوة في توجه المقام الكريم حين تبني خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله إنشاء مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمدينة الرياض، ومكتبة الملك عبدالعزيز في مدينة الرباط، حتى صارتا من أهم معالم الثقافة الحضارية في المملكة وفي الخارج وأنموذجا يقتدى به. واقترح على الجامعة أن تدرس ما تقدمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من خدمات للمواطنين في الرياض، وكافة مدن المملكة، وتأخذهما كنبراس للخدمات النوعية للمكتبات العامة. افتتاح مكتبة الملك فهد العامة فرحة للمثقفين، ولكنها لن تكتمل إلا بما يحقق التطلعات والآمال، والتي نأمل ألا يطول انتظارنا لها زمنا ليس بالقريب، كما انتظرنا ولادتها بعد مخاض. إننا نؤمل في راعي حفل الافتتاح الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة تفعيل نشاط المكتبة، وسموه على معرفة وصلة بالدور الذي تلعبه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بمدينة الرياض، ونحن جميعا على ثقة بتطلعات سموه نحو هذه المكتبة العامة تحقيقا لآمال المواطنين.