أكد عدد من المثقفين اللبنانيين ل«عكاظ» أهمية الاتفاقية التي وقعها مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان، مؤخرا، مع المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، في تعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين المجتمعات الإنسانية، لافتين إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منح العرب على أثر إنشاء مركز الحوار دورا عالميا في مناهضة ثقافة العنف والدعوة إلى الحوار مع الآخر وقبول التنوع الثقافي، مضيفين أن خادم الحرمين الشريفين يضطلع بدور بارز في تجنيب المجتمعات الإنسانية ويلات الحروب والناتجة عن عدم احترام حقوق بعضها البعض، حول ذلك: قال الحائز على جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة الدكتور جورج زيناتي: «نحن نعيش في عالم يسوده العنف بشكل غير معقول رغم التقدم الهائل والمخيف، ولذلك فإن تعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين المجتمعات الإنسانية، ولا سيما الشباب يعد أمرا مهما للغاية، خصوصا أن هذه المبادرة تأتي من قائد عربي مسلم، وفي ضوء ذلك يجب أن لا ننسى أنه حين أغلقت المدرسة الكبرى التي أسسها أفلاطون، أخذ العرب المسلمون في كل أنحاء دولتهم على عاتقهم تدريس كل العلوم، والتي لم تكن مستوردة في الحقيقة، وإنما نشأت بين مصر والجزيرة العربية والعراق، لكنها كانت قد جمعت باللغة اليونانية فترجمها العرب»، وأضاف: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يضطلع بدور مهم للغاية؛ لأنه رفض الرضا بحالة التشرذم والتفتت التي تهدد المجتمعات الإنسانية بسبب تفشي العنف، فأنشأ مركز الحوار لنشر ثقافة السلام والتعايش، ومنح العرب على أثر ذلك دورا عالميا في مناهضة ثقافة العنف والدعوة إلى الحوار مع الآخر وقبول التنوع الثقافي»، وتابع: «إن خادم الحرمين الشريفين يتطلع من أعماق قلبه إلى رؤية مجتمعات إنسانية متفاهمة ومتصالحة مع ذاتها، ولأجل ذلك أنشأ مركز الحوار كمؤسسة منفتحة على جميع الحضارات والثقافات». ومن جهته، رأى الرئيس السابق لاتحاد الكتاب اللبنانيين روحي بعلبكي أن أبرز دلالات هذا التوقيع تتجلى في الاعتراف بمدى الحاجة إلى تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في أوساط المجتمعات، والتأكيد على مسؤولية الدول في ضمان حقوق شعوبها في التعايش والتعاون مع بعضها البعض، مضيفا أن هذه الحاجة باتت بمثابة التزام قانوني يفرضه تطور الظروف والأفكار وتطور الفكر السياسي والقانوني في العالم، وقال: «إن مفاهيم الديمقراطية والمشاركة والحوار تضمن احترام جميع حقوق الإنسان، وهذه الحقوق لم تعد ترفا، بل هي اليوم من متطلبات بناء الأمن العالمي، مع منح كل شعب حقه في التعبير عن خصوصيته والترقي بنفسه في سلم الحضارة الإنسانية، وهذه الخطوة التي تدعو إلى تعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي ستسفر مع الالتزام بتطبيقها إلى انتشار الاستقرار والرخاء على الصعيد الدولي»، ولفت إلى أن دور خادم الحرمين الشريفين في مجال نشر ثقافة الحوار يتسم بالريادة والفاعلية، ولا سيما أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثبت في مختلف الظروف أنه نصير لحرية الفكر والتعبير والحق في المناقشة والرد كسبيل إلى استقامة الشؤون الخاصة. ومن جانبها، قالت رئيسة ديوان أهل القلم سلوى الأمين: «تابعنا منذ البدء انطلاقة مركز حوار الثقافات الذي أنشأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي جرى التباحث بشأن رسالته في منظمة الأممالمتحدة، ونؤيد هذه الانطلاقة كبادرة صادقة لتخليص العالم من جانب كبير من معاناته»، وأضافت: «نعتبر الملك عبدالله بن عبدالعزيز الوالد والولي الشرعي لكل أبناء الأمة العربية والإسلامية، ولا ننتظر من المملكة سوى مثل هذه المواقف التي تجمع أبناء الإنسانية، ولا سيما في هذه المرحلة التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية من ويلات الحروب والتشرذم، ولذلك نؤيد الرسالة التي يقوم عليها المركز في إرساء حوار الثقافات وتعزيز لغة السلام والتعايش بين الشعوب، والتي تتسق مع الشعور بوحدة المصير الإنساني في كل مكان على وجه الأرض، وليس هناك أفضل من المملكة حاملة الإرث الشرعي والأخلاقي للإسلام للتأكيد إلى مبدأ وحدة الإنسانية».