كما توقعت أسرته، فإن شغف خالد عطيف الطالب في الصف الثاني الثانوي بالأجهزة الإلكترونية، تحول إلى حرفة وفن للاستكشاف والتجديد. ظل يلهو بالأجهزة ويستخرج دقائقها من عمقها وإعادة تركيبها، وهو الأمر الذي فجر فيه لاحقا محبة البحث والتنقيب. سترة استشعار مع تقادم السنوات وأعوام الدراسة، اجتهد عطيف في الدراسة والبحث لإثبات بصمته وحبه لوطنه ومجتمعه، طبقا لحديثه إلى «عكاظ الأسبوعية» الذي قال فيه: أتذكر أن عمري كان 10 سنوات وكنت لا أترك جهازا إلكترونيا إلا عبثت به، الموقف المؤثر الذي شجعني على البحث والابتكار، تعرض أحد أقربائي وكان كفيفا لحوادث السقوط والارتطام بسبب فقدانه لبصره، ففكرت في صنع جهاز متكامل يخدم الكفيف. عطيف، يروي قصة الابتكار وطبيعته، ويقول: إن الابتكار عبارة عن سترة مزودة بجهاز استشعار وسماعات رأسية داخل السترة، ووظيفته مساعدة الكفيف على السير في الشارع وفي الأسواق دون مساعدة الآخرين، حيث يرسل الجهاز تنبيهات وإشارات عند الاقتراب من أي جسم، وبذلك يمكن للكفيف تجنب العوائق دون مساعدة الناس. ويؤكد عطيف، أن ما يميز الجهاز أنه خفي لا يراه الناس، فهو في عمق سترة تبعد عن الكفيف نظرات الفضوليين، كما أن الجهاز لا يصدر أصواتا خارجية لأنه مزود بسماعات رأسية. ولفت عطيف، إلى أنه تم تطبيق الجهاز في معهد النور للمكفوفين، حيث أعدت اختبارات وتعديلات عليه بناء على رغبة المستهلك. ضد المواد الكيمائية اختراع عطيف، نال المركز الأول في ملتقى شباب مكة ومنحه الفوز مزيدا من الدعم المعنوي في أن يسير على طريق الابتكار والعمل على مساعدة المجتمع في شتى جوانب الحياة. وبين بأن لديه عدد من المشاركات في معارض مختلفة في جمعية الإعاقة ومعرض الأولمبياد وملتقى أنتم أولا، فضلا عن مشاركات دولية مرتقبة خلال الفترة المقبلة في أكثر من دولة. ويطمح خالد، إلى أن يجد من يدعم مشروعه، داعيا الشباب إلى أن يضعوا بصمة إيجابية لوطنهم وأنفسهم حتى يشعروا بالإنجاز الذي يحققونه، إذ إن الوطن يستحق منا الكثير. ويعتبر أن الميدالية أو التكريم المادي أمرا ليس بذات أهمية، مثل الدعم المتواصل للشباب، وهو الأمر الذي نجده اليوم في أكثر من محفل وملتقى. وأوضح بأنه يجري بحث حديث، يعمل على التخلص من بعض المواد الكيميائية المسببة للأمراض الخطيرة.