تتسع الليلة فرحة علماء المستقبل بتكريمهم وتقدير معطياتهم العلمية ومواهبهم وابتكاراتهم، وذلك في ختام ملتقى شباب منطقة مكةالمكرمة لطلاب وطالبات التعليم العام، والذي يرعى فعالياته صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ويتم خلاله تكريم المبدعين والمبدعات في الصالة الخضراء التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة، وتتضمن مبتكراتهم ومواهبهم ابتكار سترة لحماية المكفوفين وجهاز اليد البصيرة لقراءة المنتجات، فضلا عن نصوص أدبية وشعرية ومواهب أخرى وضعتهم في المقدمة. ويتضمن تكريم الشباب من التعليم العام والجامعي الفائزين بالمراكز الأولى في المسابقات، وتكريم الرعاة والداعمين للملتقى، وذلك بالصالة الخضراء التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة، بحضور أصحاب السمو الملكي الأمراء والوزراء وعدد كبير من المسؤولين وما يزيد عن أربعة آلاف شاب. وكانت محافظة جدة شهدت خلال الأسبوعين الماضيين تنافس ألفي طالب وطالبة، بينهم 1200 من التعليم العام و 800 من التعليم الجامعي على المراكز الثلاثة الأولى في التصفيات النهائية بالملتقى في منافسات علمية، ثقافية، فنية ورياضية، وهم المتأهلون من بين 550 ألف طالب وطالبة شاركوا في التصفيات الأولية في مختلف المحافظات، في تظاهرة شبابية توصف بأنها الأكبر في المملكة تنظمها وترعاها إمارة منطقة مكةالمكرمة. وقدم ملتقى الشباب 335 شابا وشابة موهوبين بينهم 237 من التعليم العام و 98 من التعليم الجامعي، وهم أصحاب المراكز الأولى الثلاثة في المسابقات الثقافية والعلمية والفنية والرياضية، حيث خاض طلاب وطالبات التعليم العام منافسات في 16 مسابقة، هي القرآن الكريم، السنة النبوية، الابتكار العلمي، الشعر، القصة القصيرة، الرسم، التصوير الفوتوغرافي، الإلقاء الفردي، الإنشاد، الرسم الجداري، الروبوت والسومو، كرة القدم، كرة قدم الصالات، كرة الطائرة الشاطئية، كرة تنس الطاولة وألعاب القوى، فيما خاض طلاب وطالبات التعليم الجامعي 18 مسابقة، هي القرآن الكريم، المسابقة الثقافية العامة، الابتكار العلمي، الرسم، الخط، التصوير، الأشغال اليدوية، الشعر، الأعمال التطوعية، الأفلام الوثائقية القصيرة، خماسيات كرة القدم، التزلج على العجلات، الفروسية، بطولة ذوي الاحتياجات الخاصة. «عكاظ» التقت بالعديد من هؤلاء الموهوبين وتعرفت على قصصهم وطموحاتهم ومدى استفادتهم من هذا الملتقى، في البداية كشف يزن عثمان إدريس الفائز بالمركز الأول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي بقوله «فزت بالتصفيات الأولية على مستوى العاصمةالمقدسة، محقّقا المركز الأول وبعد ذلك انطلقت للمشاركة في هذه المسابقة». ويضيف يزن «بدأت موهبتي منذ الصغر، حيث كان عمي محترفا في التصوير وكنت مغرما بهذه الآلة، واستجاب الوالد لرغبتي في شراء كاميرا احترافية وقمت بعدها بتطوير موهبتي من خلال الدورات التدريبية». ابتكار علمي من جهته قال خالد أحمد عطيف من مدرسة الإمام السخاوي بمكةالمكرمة والفائز بالمركز الأول في مسابقة الابتكارات العلمية من خلال ابتكار جهاز سترة حماية المكفوفين، «منذ صغري كنت أحب اللعب في الإلكترونيات والكهرباء ومررت بالكثير من التجارب الفاشلة التي قادتني إلى النجاح لاحقا، وحدث في إحدى المرات أن اشتريت جهازا قمت في تركيبه في قوة كهربائية عالية وأدى إلى انفجار الجهاز في منزلي وبدأت بعدها في تقليل الطاقة الكهربائية حتى نجحت». ويضيف عطيف «ابتكاري عبارة عن سترة يقوم المكفوف بلبسها لتقيه من الاصطدام في الجدران أو التعثر في الطريق، ويتميز الجهاز بقياس مستوى الانخفاض والارتفاع ويحدد عمق الانخفاض ليصدر إنذارات بذلك، وهذا الجهاز يتميز أيضا بأنه لا يصدر أصواتا خارجية ويكون مخفيا داخل ملابس من يرتديه»، ويشير خالد عطيف بأن الجهاز يخدم أيضا الفئة التي لا ترى ولا تسمع، مبينا بأن «الجهاز مودع لدى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وهو الآن قيد التطوير وأنتظر براءة الاختراع». قصيدة وعظية وفي نفس السياق أوضح بسام عصام يغمور من مدرسة الأندلس الثانوية بمكةالمكرمة، أنه حقق المركز الأول عن قصيدته «الشهوات القاتلة» في مسابقة الشعر، وكانت له الكثير من المحاولات لكنها بدأت بالتطور لتصبح أكثر جدية فيما بعد، واستعنت بمواقع على شبكة الإنترنت لوزن الأبيات بمساعدة معلمي في المدرسة محمد الحريري، وبدأت أكتب في أكثر من اتجاه من بينها الوطنية في أيام المناسبات. وأضاف بأن قصيدته التي حصدت المركز الأول كانت وعظية دينية بها تذكير بالآخرة وتزهيد بالدنيا وبها 21 بيتا، وقال بسام بأن طموحاته أن يكون شاعرا يناقش مختلف القضايا وأن يصل إلى منصب قيادي في البحث العلمي. وفي نفس السياق حقق مطلق ذيب السبيعي من مدرسة الشعب المتوسطة بالقنفذة المركز الأول في مسابقة الرسم الجداري، وعن هذا يقول «لولا الله ثم الأساتذة ودعم أسرتي لما حققت شيئا، حيث قدموا لي المساندة ووفروا لي الفرش واللوحات والألوان والكراسات التي أرسم عليها». اليد البصيرة أما الطالبة أسماء باخشوين من الثانوية المطورة الثانية في مكةالمكرمة، فقد حققت وبجدارة المركز الأول في مسابقة الابتكارات العلمية ولفتت إلى أنها دخلت في العديد من الدورات التدريبية في البحث العلمي ورشحت للدخول في الأولمبياد الوطني، وبينت بأن ابتكارها الذي حقق المركز الأول كان عبارة عن جهاز اسمه «اليد البصيرة»، وهو يفيد فئة المكفوفين من عمر تسع أعوام فما فوق وهو يوضح لهم المنتجات في الأسواق والصيدليات والمنزل، بحيث يقوم الجهاز بقراءة المنتج ويحول المعلومات إلى موجات صوتية بحيث يذكر اسم المنتج وسعره وقد تم تطبيقه على طالبات معهد النور بنجاح. وأشارت أسماء إلى أن الجهاز يستطيع بواسطته الناس الأصحاء الاستفادة منه بغرض سهولة البحث عن سعر المنتج، وأضافت بأنها قامت بتطبيق خطوات البحث العلمي على جهازها وبدأت بتوزيع الاستبيانات على فئة المكفوفات لتحصد الرغبة بتصميم الجهاز، وتقول أسماء بأنها تعمل الآن على عدد من الأبحاث منها بحث عن الخلايا التالفة في جسم الإنسان بخلايا مخلوق بحري. من جهة أخرى شارك الطالب مشعل الحسن الشهراني في مسابقة الإنشاد ليحقق المركز الأول، ويقول مشعل الذي يدرس في مدرسة عبدالرحمن الداخل المتوسطة بالطائف «منذ كنت في العاشرة من العمر بدأت المشاركة في مسابقات إنشادية وحصلت في إحداها على المركز الأول على مستوى محافظة الطائف وقمت بالمشاركة في مهرجان شاعر المليون في موسمه الثالث للأطفال وحققت المركز الثاني بالإضافة إلى تحقيقي للمركز الثاني في برنامج أعذب الأصوات على إحدى القنوات الفضائية، كما مثلت المملكة في برنامج الموهوبين في جمهورية مصر العربية». موهبة الإلقاء ولم يخرج الطالب بمدرسة عبدالرحمن فقيه بمكةالمكرمة عبدالعزيز حاتم الفضلي عن سابقيه، حيث حقق المركز الأول في مسابقة الإلقاء الفردي واعتبر أن المدرسة كان لها الأثر الكبير في تنمية موهبته من خلال الإذاعة المدرسية، «فقد أصبحت مقدما لها باستمرار وفي المرحلة المتوسطة استطعت الحصول على المركز الثاني على مستوى تعليم مكةالمكرمة إضافة إلى تقديمي لحفل ملتقى الشباب العام الماضي، وكذلك أصبحت الآن مذيعا بقناة أجيال في التلفزيون السعودي». روائي قادم وفي نفس السياق استطاع الطالب علي أحمد الحضريتي من ثانوية الصفة بالقنفذة، أن يحصد المركز الأول في مسابقة القصة، مبينا أن مشاركته بدأت من خلال المدرسة على مستوى المحافظة حتى وصلت إلى المراحل النهائية في ملتقى الشباب، وتمنى الحضريتي أن يكون في مستقبل الأيام كاتبا وروائيا يقدم الكثير من القصص من واقع المجتمع. وبإصرار كبير حققت الطالبة رغد عيدروس البار من المدرسة 30 الثانوية المطورة في مكةالمكرمة المركز الأول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي، حيث ذكرت بأنها أحبت التصوير من صغرها ودخلت في الكثير من الدورات المتعددة لتطوير موهبتها، وأضافت «كانت لدي كاميرا عادية وحين بدأت في التصوير باستمرار أهدى إلي والدي كاميرا احترافية دعما لي»، وتطمح رغد إلى أن تؤسس استديو للتصوير. حلقة التحفيظ من جانبها حققت الطالبة شهد طلعت بسيوني من المدرسة المتوسطة بمكةالمكرمة المركز الأول في مسابقة حفظ القرآن الكريم، وأشارت إلى أن أهلها أدخلوها إلى حلقة لتحفيظ القرآن الكريم وذكرت بأنها شاركت في مسابقة الأمير سلمان بمكةالمكرمة على مستوى الأحياء. لقطات مدهشة وفي نفس سياق المسابقة حققت الطالبة نود محمد الأصقه من المتوسطة 51 في مكةالمكرمة المركز الأول، وبينت بأن هوايتها منذ الصغر كانت التصوير واكتشاف أشياء جديدة فيه، وبذلك تمكنت من الوصول لمستوى عال به، وأشارت إلى أنها قدمت خمس صور في المسابقة كان من ضمنها صورة لقصر السقاف في المعابدة وقصر السليمان في التيسير وغار حراء وبرج الساعة. ربيع القلب وتحدثت الطالبة رزان سالم القثامي من مجمع تحفيظ القرآن الكريم بالقاعدة الجوية التي حققت المركز الأول في مسابقة الشعر، أن مشاركتها في الملتقى أكسبتها الكثير من تبادل الهوايات والتجارب وهو ما يجعل هدفي الخوض في التحديات واكتساب الخبرات، وقالت إنه تم ترشيحها على مستوى محافظة الطائف وبعدها انضممت إلى الملتقى وألقيت فيه قصيدتي بعنوان «ربيع القلب»، وتتحدث عن حافظ القرآن الكريم، وتسعى رزان إلى أن تكون مؤثرة في المجتمع وأن تبذل كل ما في وسعها لخدمته والارتقاء به.