لم يمنع فقدان حاسة البصر، الشاب محمد سعد، من إجراء اتصالاته واستقبال الرسائل النصية القصيرة، من خلال الأجهزة التي تعمل بتقنية «اللمس»، كالمبصرين تماماً، من خلال برنامج «القارئ» المتوفر في أجهزة «الأبل»، إضافة إلى الاعتماد على هذه الأجهزة في الدراسة، ما وفر عليه وعدد من المكفوفين عناء حمل كتبهم الدراسية الثقيلة الوزن خصوصاً أنها مطبوعة بطريقة «برايل». وقال محمد سعد: «أجهزة أبل وفرت هذا التطبيق الذي سهل على المكفوفين استخدام هذه الأجهزة، والتواصل مع المجتمع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»تويتر». واستعرض سعد خلال عرضه قدمه في ملتقى حضره عشرات المكفوفين وذويهم، ومهتمين في الإعاقة، الفكرة التي طرحها، أخيراً لعدد من المطاعم، لإيجاد قوائم طلبات الطعام الخاصة بالمكفوفين، تكون مطبوعة بطريقة «برايل». وكشف عن قيامه أخيراً بمراجعة أحد القوائم التابعة لسلسلة مطاعم شهيرة في المملكة، التي تمت طباعتها في دبي، متوقعاً أن يتم تعميم التجربة على أفرع المطعم في المملكة. ولخص سعد الورقة، التي شارك بها في الملتقى بجملة «نحن أهل اللمس». وشرح تردد بعض المكفوفين في استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام اللمس، مشيراً إلى أن المكفوفين يعتمدون على حاستي اللمس والسمع، للتعرف والتعامل مع المجتمع المحيط بهم. ونظم الملتقى مركز «الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية» (سايتك)، وجمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي «واعي» في المنطقة الشرقية، لتناول تجارب ومبادرات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، إضافة إلى معرض فني تحت شعار «أنا كفيف وأبدعت» يستهدف المبدعين والمبدعات من المكفوفين. وأوضح المشرف العام على الملتقى خالد الهاجري، أن المبادرة تسعى إلى «تسليط الضوء على تجارب الكفيفين والكفيفات، الإبداعية منها والناجحة في مختلف المجالات الأدبية والثقافية والعلمية والعملية المتميزة لشرائح الأعمار للمكفوفين كافة، إضافة إلى المعرض المصاحب الذي يحكي أعمال المبدعات الكفيفات على مستوى المملكة، إلى جانب أعمال فوتوغرافية لمكفوفين مبدعين تميزوا على أقرانهم من غير ذوي الإعاقة في شتى الفنون العصرية المختلفة، إضافة إلى مشاركات من قبل جهات متخصصة بالإعاقة البصرية على الصعيدين الخاص والحكومي».