الاتجاه الى فكر تسويقي جديد، الابتعاد عن الشراء العاطفي، تدريب النساء على الحرف والمهن اليدوية، الحد من غلواء اسعار استئجار المواقع، والخروج من ثقافة البازار الرخيص، واشراك هيئة السياحة والاثار.. محاور هامة ناقشتها ندوة نظمتها «عكاظ الأسبوعية» عن استثمارات الاسر المنتجة والعوائق التي تواجهها والتحديات المحيطة بها.. وبحثت سيدات وشابات عاملات وحرفيات جامعيات الحلول الممكنة لتلك العوائق. سيدة الأعمال، عضو المجلس التقني في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتورة عائشة نتو استهلت الندوة بعرض تجربة الغرفة مع الاسر المنتجة مؤكدة حاجتها الى الدعم المعرفي والتسويقي والخروج من «فكر البازار» فالاسر المنتجة لا يوجد لديها فكرة او طموح في الدخول في تكتلات وايصال سلعها ومنتجاتها الى ارفف المحلات التجارية وفق عناصر التسويق المهمة في التغليف بالاسم كعلامة تجارية. وتضيف ان الاسر المنتجة تحتاج بالفعل الى دعم الشركات الكبيرة في عملية التسويق، وهناك تجربة ناجحة لجمعية الامير عبدالعزيز في الجوف التي تعمل على تسويق السدو ولاقى المشروع قبولا كبيرا في مختلف الاوساط في المنطقة.. خلاصة القول ان منتجات الاسر السعودية لن تستطيع منافسة السلع الصينية إن لم تقدم الشركات الكبرى الدعم اللازم والاسهام في التسويق. وزفت سيدة الاعمال البشرى للاسر المنتجة واعلنت انها ستكون على موعد مع مشروع عبارة عن اكشاك صغيرة لسلع اليوم الواحد يوضح عليه اسم المنتج كما يحدث في بعض البلدان وستتولى شركات عبداللطيف جميل عملية الدعم والمؤازرة. التسوّق من باب التعاطف مداخلة سيدة الاعمال وعضو مجلس ادارة غرفة جدة التجارية سارة بغدادي تناولت بإيجاز دور الاسرر المنتجة ورغبتها في العمل والانتاج ومهاراتها والمطلوب تشجيع مثل هذه الانشطة في المحافظات الصغيرة حيث تحتاج العائلات الى مصدر رزق علما بأن تركيز تلك الاسر يكون في السلع والمنتجات التراثية الخاصة بكل منطقة. علما بأن الدعم الذي تجده تلك الاسر من المحال التجارية والشركات لا يزال محدودا ومتواضعا.. والمأمول هو الدعم التسويقي والمعرفي وتحويل المنتج الى سلعة معروفة بالاسم التجاري. وتضيف سارة بغدادي ان الاسر المنتجة تواجه تحدي الاسعار خصوصا ان الكميات المنتجة تكون بسيطة لا تستطيع مواجهة المنافسة في السوق وتقترح في هذا الجانب اعادة منح العمل اليدوي القيمة المعنوية بواسطة المستهلكين وتقدير المشغولات اليدوية كما يحدث مع المنتجات الصناعية. وتضيف ان ابرز التحديات التي تواجة الاسر المنتجة هو عنصر التسويق اذ يكون الاقبال على شراء السلع لحظيا وقتيا من باب التعاطف.. ولا توجد في المجتمع ثقافة الخروج الى السوق لشراء سلع الاسر المنتجة، لذا ينبغي تأهيل الاسر بعناصر في التصميم والتنفيذ كما يحتاج المستهلكون الانتقال من المرحلة الحالية الى مرحلة الخروج الى السوق علنيا. وفي ما يتعلق بالتمويل ليست هناك معضلة فهناك جهات داعمة تقدم لها القروص الحسنة.. فقط المطلوب هنا رفع الثقافة التجارية وتوفير فرص التنافس. إبداعات الأربطة في الأرفف داليا العبدلي (سيدة أعمال) اتفقت مع راي عائشة نتو وسارة بغدادي وحصرت مداخلتها في عرض تجربتها الذاتية وطلبت التفريق بين مفهومي الاسر المنتجة والحرفيات.. حيث تلاحظ ان عدد الحرفيات في تراجع مخيف خاصة في المنطقة الغربية وأهم محور لمنع انقراض الحرف هو توفير التدريب عبر الجمعيات الخيرية ومراكز المسؤولية الاجتماعية في الغرفة التجارية.. والخروج من فترة التدريب الى تسجيل الحرفة كعلامة تجارية عاملية وذات الرأي لشابة الاعمال علا رجب المتخصصة في تجارة السلع الحجازية. أما آمال رضا مدربة متطوعة للحرفيات في رباط خيري فقالت انها اتجهت الى استثمار الساكنات بتعليمهم حرف يدوية توفر لهن موردا ماليا ثابتا ومع ذلك واجهتها اشكالية عدم وجود جهة تحتضنهم.. علما ان تجربة السنوات السبع اكدت مهارتهم في الانتاج خاصة الاعمال اليدوية عالية القيمة من ناحية الجودة والقيمة ومع ذلك تبقى للاسف مخزنة في الارفف لعدم وجود خطة تسويق او فكرة ترويج. سيدة الاعمال سارة بغدادي عادت الى المداخلة مرة اخرى وعقبت على حديث آمال رضا وذكرت ان هناك بالفعل اشكالية في مرتجعات السلع وارتفاع اسعار ايجارات البازارات التي تستمر في غالب الاحوال الى ثلاثة ايام مع عدم وجود عائد مادي مشجع ومن هنا تنشأ اشكالية مرتجعات السلع. تعميم تجربة «بارع» فايزة العمودي من مؤسسة (أيدينا) حثت على ضرورة تغيير ثقافة الشراء بالقناعة لا بالتعاطف مع دعم الاسر ماديا وتقدير اسعار المنتجات اليدوية واعطائها حقها المادي. وقالت ان بعض السياح الاجانب يحضرون خصيصا لشراء المنتجات التراثية فلماذا لا تدعم هيئة السياحة والاثار مثل هذه الانشطة التي تمثل هوية وثقافة البلاد. ومن جانبها تطالب داليا العبدلي بتفعيل برنامح (بارع) في المنطقة الغربية في ما يخص العمل الحرفي اسوة بالمناطق الاخرى، فالمنطقة تزخر بالعديد من الحرفيات ولعل تجربة مشاركة حرفيات منطقة مكةالمكرمة في مهرجان الجنادرية لهذا العام اصدق مثال اذ شاركت 15 حرفية وحققن نجاحات كبيرة كما هي الحال في مهرجان جدة التاريخي حيث لاقت منتجاتهن اقبال كافة الشرائح المجتمعية ومن هذه التجربة ينبغي التوسع في مشروع صنع في مكة وتسويق المنتجات عبر الفنادق والمطارات. تنمية بشرية مستدامة حول دور أصحاب الأعمال من المستثمرين والمستثمرات في دعم مشاريع الأسر المنتجة تقول سيدة الأعمال الدكتورة عائشة نتو «لست راضية عن دعم أصحاب وصاحبات الأعمال والامر يعود إلى ثقافة المجتمع اذ إن العمل المنزلي لم يتحول بعد إلى منتج تسويقي مع تضافر كافة الجهود الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي لمساندة ودعم القيمة المعنوية لمنتجات الأسر الى جانب الدعم المالي المباشر في البازارات والمعارض وتأجير الطاولات وخلافها». وتعود سارة بغدادي للقول في مداخلة جديدة إن الغرفة التجارية الصناعية تنظم سنويا ملتقى للأسر المنتجة وينبغى التحول من المساعدة إلى التمكين لتتحول المنتجة إلى تاجرة بفكر اقتصادي وإثراء معرفي ونأمل أن يتم منحها سجلات تجارية لتكون تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة. واتفقت معها في الرأي مدربة الحرفيات آمال رضا التي دعت الجهات ذات العلاقة الى إيجاد منافذ تسويق دائمة لتسويق منتجات الاسر لتنافس الاسواق الموجودة. أما صاحبة مشروع (أيدينا) رويدا الفضل فتقول إن الاهتمام بمجال الأسر المنتجة يؤكده الايمان الكامل بأن التنمية البشرية المستدامة لأفراد الأسرة إنما ترتبط وتستند إلى قوة عمل مدربة ومحترفة فنيا وإداريا وماليا بما يضمن تطوير أفراد الأسرة والمجتمع والوصول الى مجتمع مستقر. والملاحظ هو غياب التخطيط والتفكير بطريقة استراتيجية طويلة الأجل تضمن نمو وتطور المشروع مستقبلا، الى جانب ضعف القدرات التنظيمية والادارية وأغلب المشاريع تدار بصورة فردية بحتة تخضع لثقافة وأهواء الأفراد. كما ان الاعلام مطلوب منه ان يقوم بدوره مسؤوليته فضلا عن البنوك ومؤسسات التمويل و دور الهيئة العامة للسياحة والاثار في دعم وتفعيل الأسر المنتجة واستثمار منتجاتها. تجارب ذاتية ناجحة حنين الحربي (حرفية) تحدثت عن تجربتها الذاتية وقالت انها واجهت البطالة بدورات تدريبية في صناعة الفخار والخزف معربة عن املها في انشاء خط إنتاج مستقبلي في المصانع التي باتت تستقطب العديد من الفتيات للعمل وأن يتم انشاء مراكز أحياء في المناطق البعيدة لاستثمار طاقات السيدات في دورات تدريبية يتمكن من بيع منتجاتها التراثية مع التسويق الجيد. وذات التجربة روتها الحرفية نجوى المتخصصة في مجال تصنيع العود الشرقي فتقول عن تجربتها انها بدأت في تصنيع العطور لكنها اصطدمت بإشكالية غلاء أسعار خامات العطور إضافة إلى عدم إقبال المستهلكين بحجة غلاء الاسعار ما يضطرها الى تقديم اسعار ارخص، ما يؤثر سلبيا في تقدم المشروع. الاعتراضات والغلاء مسؤولة الأسر المنتجة في «باب رزق جميل» هدى الصلبي ذكرت انها من واقع التجربة التي بدأت قبل نحو (10) سنوات فإن غالبية الأسر تتجه إلى القطاع التجاري بما يحتويه من سلع مناسبة ومعظم الاسر تعترض على ايجارات الاكشاك التي تتوافق مع العائدات لكن شابة الأعمال علا رجب تروي جزءا من معاناتها وتقول انها لم تتلق اي دعم في مشروع المأكولات الحجازية «وهذا أمر يصيبني بالإحباط كما ان صاحب المحل لا يرغب في تأجير المحل لمجرد مخاوفه من عدم الالتزام بدفع الإيجار». لكن الدكتورة عائشة نتو ردت على الرأي السابق بالقول ان المشكلة تواجه كل شباب الاعمال والمأمول هو البحث عن علاج للاشكالية. وفي ما يخص مشاركة الأسر المنتجة في مشروع صنع في مكة تقول مدربة الحرفيات آمال رضا أنه ينبغي تخصيص أرض خاصة يقام عليها مشروع الأسر المنتجة للتخلص من غلاء أسعار البازارات. وتتداخل سارة بغدادي وتضيف انه ينبغي على الأسر المنتجة التوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق المنتجات لكن آمال رضا ترى ان تسويق منتجات الأسر عبر التواصل الاجتماعي تجعلها عرضة للتقليد وبيعها بأسعار زهيدة. البيع التراثي أفضل سارة بغدادي كشفت في مداخلتها أن الغرفة التجارية ستعمل على تدريب الأسر المنتجة عبر مركز أكاديمية الغرفة الذي سيفتتح قريبا وهذا يعزز عنصر التدريب وفق حقائب تدريبية. فيما حصرت الدكتورة عائشة نتو مداخلتها الجديدة حول اهمية دعم أصحاب وصاحبات الأعمال مشروع صنع في مكة في ظل التطور السياحي الكبير ومواسم الحج والعمرة. ودعت سيدة الأعمال سارة بغدادي الى ضرورة تمكين الأيدي العاملة حتى تخرج منتجات مشروع صنع في مكة وفق جودة وحرفية عالية المستوى. اما داليا العبدلي فمن رأيها ان يتم تدريب الحرفيات وفق تراث كل منطقة أما شابة الأعمال علا رجب فتطالب بتحديد اسعار المنتجات.