لا يمكن وصف الدعوة إلى الانتخابات الرئاسية في سوريا في هذه المرحلة وهذا التوقيت إلا بأنها ضرب من ضروب الغباء السياسي، والإمعان في تقويض الجهود العربية والدولية لإنهاء مأساة الشعب السوري، فالتوصيف لما يحدث بدقة ودون مواربة أن رأس النظام السوري ما هو إلا نظام ديكتاتوري همجي، لا تهمه مصلحة شعبه، بل الكرسي الذي يجلس عليه فقط. إن بشار الأسد الذي امتهن قتل شعبه وتشريده وتعذيبه منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، ليس غريبا عليه أن يمعن في طغيانه ليبقى على رأس السلطة فوق جبل من جماجم الأبرياء وبحيرة من دمائهم. داء السلطة الذي يعاني منه بشار المريض سيكون بوابة النهاية بالنسبة له، نهاية لا يمكن لأحد أن لا يراها واضحة، فالقاتل يقتل ولو بعد حين، والظالم مهما اختبأ لن ينجو من دعوة المظلوم، وكم من مظلوم سوري رفع يديه شاكيا ظلم هذا الطاغوت الأسدي. وما يسميها النظام السوري بالانتخابات الرئاسية، ما هي إلا مضيعة للوقت ومسرحية هزلية جديدة قوامها الكذب والخداع للشعب السوري. وأي انتخابات تجرى وسط القتل والدمار، ناهيك عن فقدان الأسد للشرعية الدولية والشعبية. وكيف يمكن لشخص لا يحكم كل تراب بلاده أن يجري انتخابات رئاسية، ومن سينتخبه سوى من يعيشون تحت الخوف والإرهاب في المناطق التي تخضع تحت سيطرة شبيحته. إن السوريين خرجوا ضد هذا الحاكم المجرم، فكيف يعيدون انتخابه بعد أن استخدم كل أنواع الأسلحة الثقيلة والكيماوية بحق النساء والأطفال، وتسبب في نزوح ما يقارب تسعة ملايين لاجئ في دول الجوار. إن هذه الانتخابات ليس لها أي معنى على الأرض ما دام هناك قتل يومي وطائرات ترمي البراميل المتفجرة على كل المناطق السورية المعارضة، وعلى المجتمع الدولي سرعة إنهاء مأساة الشعب السوري لكي يعيش في أمن وسلام، وينتهي الكابوس الأسدي الجاثم على صدره.