يصل اليوم إلى قطاع غزة قادما من رام الله , وفد المصالحة الفلسطينية برئاسة عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح , الذي كلفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالاجتماع بقيادة حركة حماس للشروع في تنفيذ اتفاقات المصالحة الموقعة في القاهرة والدوحة والقاضية بالإعلان عن تشكيل حكومة التوافق الوطني , تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية , وانتخابات المجلس الوطني . وتبدو المصالحة الفلسطينية هذه المرة على المحك الحقيقي , وأنها قد تصل إلى نهاية الماراثون , أو أنها في ربع الساعة الأخير , نظرا للتطورات والمستجدات على الساحة الفلسطينية , إذ أن أجل المفاوضات مع اسرائيل ينتهي مع نهاية إبريل الجاري , دون حدوث أي اختراق من أجل التوصل لاتفاق. ويسبق ذلك بأيام اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير, لمناقشة تمديد أو وقف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي , وتبعات ذلك على السلطة سياسيا وماليا , واحتمال الاعلان عن حل السلطة الوطنية , وإعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال , والتوجه إلى المنظمات الدولية لمقاضاة اسرائيل على جرائمها . لكن السؤال: هل تقبل حماس بالشروع في تطبيق بنود الاتفاقيات الموقعة في القاهرة والدوحة, وخاصة التوجه للاعلان عن موعد للانتخابات بما لا يتجاوز نهاية العام , وإمكانية إجراء الانتخابات في الضفة الغربية فقط , إذ يصر أبو مازن على تجديد الشرعيات وعدم الترشح للرئاسة في الفترة المقبلة , ومن المقرر أن يدرس المجلس إمكانية تعيين نائب للرئيس , والبحث عن خليفة لعباس. في ظل هذه الظروف الشائكة والمعقدة والصعبة , تؤكد فتح أن الوفد الرئاسي المشكل من الحركة وممثلين عن الفصائل وشخصيات وطنية مستقلة , يتوجه إلى غزة لإقناع حماس بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه , وبدء خطوات جادة لإنهاء الانقسام , إتمام المصالحة ، تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وتمتين الجبهة الوطنية الداخلية ، لمواجهة التحديات المفروضة من قبل الاحتلال الاسرائيلي .. فهل تشهد الساحة الفلسطينية هذه المرة الإعلان عن الاتفاق النهائي للمصالحة, وإنهاء الانقسام إلى الأبد , على طريق الوحدة الوطنية لمواجهة متطلبات المرحلة المقبلة , والتي ستكون مصيرية وحاسمة في تاريخ الشعب الفلسطيني .