بمجرد توقف السيارات في الإشارات الضوئية في طرقات النعيرية يتحلق حولها العشرات من المتسولين يستجدون عطف السائقين بعاهات مصطنعة وتقارير طبية مزورة، نساء وأطفال يرتدون ملابس رثة بين جنباتها تختبئ الريالات والجوالات في بعض الأحيان. وما بين فكرة الربح السريع دون مجهود وسهولة الحصول على المال اتخذ العديد من مجهولي الهوية والمخالفين التسول وسيلة لكسب رزقهم وتأمين قوت يومهم بشكل يثير الاستغراب وينثر علامات الاستفهام حول غياب الجهات المعنية عن المشهد وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة التي انتشرت جوار المحلات التجارية وأمام المطاعم ومحطات الوقود والمساجد. وفي السياق يقول نواف الحميدي المطيري «أمتلك بقالة بجوار الإشارة الضوئية الواقعة في المدخل الشرقي للنعيرية وألاحظ أثناء مروري بشكل يومي تواجد المتسولات في الموقع طيلة اليوم وعلى مدار الساعة والكثير منهم أطفال ونساء يستجدون عطف المواطنين أمام المحلات التجارية والمطاعم المجاورة». وطالب الجهات المعنية بالعمل على اتخاذ الحل المناسب للحد من انتشار المتسولين في المحافظة من خلال القبض عليهم والنظر في أوضاعهم بدلا من تركهم يضايقون الأهالي في كافة المواقع. وذكر ماجد علي الدريع أن معظم المتسولات في النعيرية مجهولات ويستخدمن الأطفال للتسول، وتخوف من استخدام المتسولين والمتسولات الأموال التي تصل إليهم في تمويل عمليات أو منظمات خاصة بالتسول. وأضاف «يجب البحث في هذه المشكلة ومراقبة المتسولات والمتسولين للتأكد من أنهم لا يتبعون لعصابات منظمة، ثم بعد ذلك يتم التعامل معهم حسبما يقتضيه الوضع، فإذا كانوا تابعين لعصابات يتم التعامل معهم أمنيا». كما اشتكى عدد من العاملين في المحلات التجارية والمطاعم من انتشار المتسولين وملاحقتهم للزبائن ودخول بعضهم الى المطاعم لطلب المال. واعتبر أبومبارك أن الشهامة وحب فعل الخير تسببا في انتشار المتسولين والمتسولات في النعيرية. وقال «شاهدت في مرات عديدة الدوريات الأمنية تعبر بجوار المتسولين من النساء والأطفال ولا تقبض عليهم». وطالب الجهات الأمنية والمعنية بالقبض على المتسولين للحد من انتشارهم في النعيرية. من جانبه ذكر محافظ النعيرية زيد بن عبدالعزيز الدغيلبي أنه تم تكليف لجنة من المحافظة تضم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة للقبض على المتسولين وتم ضبط عدد منهم وتسليمهم لشرطة النعيرية. وأضاف: التسول عادة سيئة ولا يجب السكوت عنها وعلى المواطنين أن لا تأخذهم العاطفة تجاه المتسولين.