اعتبرت مسفرة بنت سحيم بن محمد والدة شهيد الواجب رئيس مركز الربوعة التابع لقطاع حرس الحدود في محافظة ظهران الجنوب رئيس رقباء عبدالرزاق مشهور الغامدي، أن زيارة وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وأمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود لأسرتهم عززت بين أهل المنطقة مشاعر الفخر والاعتزاز باستشهاد ابنهم عبدالرزاق وهو يؤدي عمله على الشريط الحدودي الجنوبي الأربعاء الماضي مع زميله الجندي محمد أحمد سلمان المقرحي. ورحبت أم الشهيد الغامدي ب(عكاظ) خلال زيارتها لمنزلهم، وحمدت الله على ما أعطى وما أخذ، مثمنة للقيادة الرشيدة وقوفها معهم ومواساتها لهم، مؤكدة أن ذلك ليس بمستغرب منهم، معتبرة الشهيد كان وديعة وهبهم الله إياها بفضله واستعادها بقضائه وقدره. ووصفت الشهيد بالكريم والحنون وداعية الخير، مشيرة إلى أن آخر لقاء لها مع الشهيد كان في السادس من جمادى الآخرة الجاري، قبل استشهاده بيومين. وبينت أنه بعد خروجه من المسجد سألته عن موعد سفره وعن عمله فطمأنها أن كل شيء على ما يرام وسلم عليها وعلى والده وسافر، لافتة إلى أن خبر موته مؤسف ولكنها لا تقول إلا ما يرضي ربها وما يخفف مصابها أنه ذهب شهيدا، كاشفة أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لإصابة، إذ أصيب مرتين في منطقة حدودية في جازان، مرة برصاصة في الفخذ، ومرة ثانية تعرض لكسر في رجله، وفي المرة الثالثة استشهد. فيما روت زوجته جوهرة محمد مسفر (معلمة ابتدائي) في مدرسة أم أيوب الأنصاري في المزرع في منطقة الباحة أن آخر لقاء لها مع زوجها كان يوم الأحد بعد أن أمن مستلزمات البيت، لافتة إلى أنه كان رجلا مخططا ومنظما. وأكدت أنها لم تلحظ عليه الخوف من أي مكروه قد يصيبه، موضحة أنها رأت حلما قبل شهر كان فيه إخوة مشهور أتوا إليها حاملين ملابس الشهيد العسكرية، فعرفت أنها ملابس (أبو خالد) وعرفت أنه مصاب على السرير وبعد استيقاظها من النوم اتصلت عليه وطلبت منه أنه يتصدق عن نفسه لدفع البلاء والشر وأخبرها أنه بخير، وأوصته عند انتهاء المكالمة أن ينتبه على نفسه وكان رده الأخير لها (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)، وطلب منها أن تسلم على أولاده. وتمنت جوهرة أن يجري نقلها إلى التوجيه في مكتب التربية والتعليم لتكون قريبه من بناتها الخمس وابنيها، كونها أصبحت مسؤولة عنهم بعد الشهيد (أبو خالد)، مؤكدة فخرها واعتزازها بأنها زوجة الشهيد لأنه رفع شأن الجميع بالفداء والتضحية في سبيل حماية وطننا، معبرة عن امتنانها لكل من واساها فيه وفي مقدمتهم القيادة. وأكدت ثقتها في ولاة الأمر وأن أبناءها وبناتها هم أولاد عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- كما صرح بذلك سمو وزير الداخلية عند زيارته الإنسانية لهم ومواساته باسم الملك وولي العهد وولي ولي العهد. إلى ذلك، أفادت شقيقة الشهيد (رفعة) أنها أكبر منه وعملت على تربيته ما جعله يناديها ب(أمي) دائما، فيما تتذكر شقيقته حنان كرمه وحنانه ومواقفه الجميلة معها، إذ كان دائما ما يقول «أفديك يا حنان برقبتي». ووصفت نادية علاقتها بالشهيد بأنه توأمها، موضحة أن عبدالرزاق -رحمه الله- كان دائما يردد بأنها توأم روحه، لأنها تفهمه كثيرا وتعرف كيف يفكر. وقالت ابنته ندى التي لم تتجاوز ال16 من العمر إن والدها الشهيد كان دائما يوصيها بأمها وأشقائها، خصوصا بعد وفاة أخيها خالد في حادث منذ عام، فأصبحت هي الكبرى، وأصبح يردد عليها «أنت محل أخيك المتوفى خالد»، معربة عن شكرها الجزيل للجميع خصوصا لعمها سرحان. وأشارت ابنته غادة (13 عاما) أنها تحب أباها ويبقى في قلبها ذكرى خالدة للبطولة والتضحية والعاطفة، مستذكرة وعده بأن يخرج معهم في نزهة الأسبوع الحالي إلى تهامة، إلا أن قضاء الله أسرع، وهي سعيدة بأنه شهيد وفخورة أنها ابنته. ويردد أطفاله دانية وطيف وأحمد وخالد أن أباهم ذهب إلى الجنة وأنهم يحبونه ويتذكرون رد أمير الباحة الأمير مشاري بن سعود عندما قال لهم «أنا أبوكم».