سطر ثمانية أشقاء في المدينةالمنورة، أروع الأمثلة في الوفاء للوالدين، عندما اتخذوا قرارا بإنقاذ حياة والدتهم التي تعاني من مرض الفشل الكلوي منذ عدة سنوات، وتقديم أنفسهم فداء لتحيا. وكانت الأم المريضة بالفشل قد رفضت تبرع أحد من أبنائها خشية فقدانه كليته حتى لو كان ثمن ذلك حياتها، وبين رغبة الأبناء وتحفظ ولدتهم لتسع سنوات حتى أنهك الغسل كليتها، جاء القرار فاصلا للأطباء الأسبوع الماضي، بقولهم: لا جدوى من الغسل، فلم يكن أمام الجميع إلا الرضوخ للأمر الواقع، ليتسابق الثمانية لإجراء الفحوصات للتأكد من مطابقة فصيلتهم وإمكانية تبرعهم بكلية لوالدتهم، ليبتسم الحظ لابنها الأكبر ناصر الحيسوني -كما يصف ذلك أشقائه، حيث تطابق مع والداته، وأجريت لها أمس الأول بنجاح عملية زراعة كلية في مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة. من جانبه، يقول ابنها المتبرع ناصر (39 عاما) والأب لستة أطفال، منذ 9 سنوات ونحن نحاول أن نقنع والداتنا أن توافق على تبرع أحدنا لها بكلية، وكانت ترفض على الدوام وبشدة، فكنا نشاهدها تتألم في جلسات الغسل ولا نستطيع أن نقدم لها شيئا، وبعد إصرارنا على التبرع، وافقت فتحققت أسعد لحظة في حياتي، سائلا الله جلت قدرته أن يديم عليها الصحة والعافية.