استمرت التقلبات المناخية في جدة، أمس، حيث شهدت حالة من عدم استقرار الأجواء وإثارة الأتربة والغبار نتيجة لنشاط الرياح السطحية. وأوضح ل«عكاظ» مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي ورئيس قسم الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور منصور بن عطيه المزروعي أنه من المتوقع أن تخف اليوم بشكل كبير حدة نشاط الرياح السطحية الشرقية التي تتأثر بها حاليا منطقة مكةالمكرمة، ومن ثم تعود حالة الاستقرار في معظم أجزاء المنطقة. واستبعد هطول أمطار على محافظة جدة، بيد أنه أشار إلى أن الفرصة مهيأة لأمطار على مرتفعات المنطقة لاستمرار حالة عدم الاستقرار التي بدأت أمس الأول في عدد من مناطق المملكة، والمصحوبة بنشاط للرياح السطحية تسبب في تدني في مدى الرؤية الأفقية وإثارة الغبار، خصوصا بالمناطق المفتوحة. وقال المزروعي إن التوقعات تشير إلى استمرار التأثر بحالة عدم الاستقرار، اليوم وغدا، في مرتفعات منطقة مكةالمكرمة، خصوصا منحدراتها الشرقية ومناطق حائل، القصيموالشرقية. وفي ظل هذه التقلبات الجوية، حرص العديد من أهالي محافظة جدة على ارتداء الكمامات الطبية أثناء تنقلاتهم. وقال ل«عكاظ» كل من سامي الجحدلي، عبدالإله محمد، برفيز أنور، شكيل عزيز، ومجيب شودري أن الرياح المثيرة للأتربة استدعت اتخاذ الإجراءات الاحتياطية تجنبا لاستنشاق ذرات الغبار والتعرض لأمراض حساسية الصدر. وفي سياق متصل، حذر الأطباء المتخصصون مرضى الربو وحساسية الصدر من التعرض لموجة الغبار والعوالق الترابية التي تغطي سماء بعض المناطق نتيجة التقلبات المناخية تجنبا للتعرض لأزمات الربو، مشددين على ضرورة ارتداء الكمامة الطبية في حالة الخروج في مثل هذه الأجواء. وأوضح استشاري الأمراض الصدرية الدكتور خالد عبدالكريم أن مرضى الربو، وخصوصا الأطفال، أكثر تأثرا بالغبار، حيث تؤدي ذرات الغبار إلى تهييج الجهاز التنفسي، وفي حالة التأخر في التدخل العلاجي، فإن المريض يدخل في مرحلة متقلبة من المرض تستوجب التدخل العلاجي في المستشفى. ونصح بضرورة ارتداء الكمامة في حالة الخروج في الشارع إذا كانت الأجواء تغطيها عوالق ترابية. بينما أشارت استشارية الأمراض الصدرية الدكتورة نورة أحمد إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الربو تتهيج صدورهم نتيجة الالتهاب المزمن في الأغشية المبطنة للشعب الهوائية في الرئتين، وهو ما يسبب زيادة حساسيتها لأي مهيج (كالغبار، والتدخين، وغيرهما)، ويؤدي إلى انقباض هذه الشعب وضيقها، وحجز كميات كبيرة من الهواء داخل الصدر. وأفادت بأن هناك فرقا بين المسبب والمهيج للمرض، فالأول هو الذي يؤدي إلى حدوث مرض الربو عند الشخص السليم، أما مهيجات المرض، فهي مواد تؤدي إلى حدوث نوبة الربو عند الشخص المصاب بالربو أصلا. ودعت إلى ضرورة عدم إهمال نوبة الربو في حالة التعرض لها، وخصوصا الأطفال، والبدء في استخدام الشعب الهوائية والتوجه إلى المستشفى لإكمال العلاج اللازم.