الآن، والآن تحديدا، من الممكن أن نسأل على طريقة الأمة الأهلاوية عن حال الإمبراطورية الخضراء إن أصر رائدها وعاشقها الأول الأمير خالد بن عبدالله على قرار الابتعاد، ولن أقول الاعتزال؛ لأن حب خالد للأهلي غير قابل لذلك. الآن، وبعد أن فقنا من الصدمة صدمة القرار وردة الفعل غير المستوعبه لقرار الابتعاد، نسأل: هل تقوى على الهجر يا خالد.. المحبون الأوفياء، يا سيد العشق وأستاذه، يقولون: صعب أن نرى ذاك المكان الذي استوطنته في الأهلي حبا ومتابعه ودعما بدونك، فأنت في نظرهم الأهلي والأهلي أنت. كثر من خارج الأهلي يرون أنك آخر النبلاء في الوسط الرياضي، فوجودك ضمانة لهم وللرياضة مهما تباعد الانتماء! وسطنا الرياضي بكل ما فيه من شاكٍ وباكٍ ومتذمر لم يجمع على شخصية بحجم إجماعه عليك عملا وتعاملا وأدبا وفهما، وهل بعد هذا تقوى على الهجر. أعرف يا سيد الوعي وأستاذ الحكمة أن ثمة من خذلوك وأنت في عز اجتهادك في البحث عما يسعدهم، لكنهم قلة تكاد لا ترى بالعين المجردة قياسا بمن أحبوك ومن أنصفوك بحق أبلج! أيها الكبير قامة وقيمة، أنت من الذين يعرفون أن في الرياضة ثوابت ومتحولات، لكننا نعرف حق المعرفة أنك أحد ثوابت الرياضة في وطننا! أسأل دون أي تردد: هل بعد أن تابعت ردة الفعل في أعقاب تسرب قرار ابتعادك عن الأهلي والرياضة تقوى على الابتعاد! أدرك قبل غيري أنك تعبت وأعرف قبل غيري أنك لا تحب أن تخطئ على أحد أو تتقبل من يخطئ عليك، أي بمعنى أدق إنسان تحترم الكل مع التأكيد أن هذا الاحترام هو من احترامك لنفسك، وهل بعد هذا تريد منا أن نقوى أو نتقبل ابتعادك.. الأهلي، يا أبا فيصل، ماله إلا أنت ولا يمكن أن يقبل أو يتقبل ابتعادك لسبب أو لآخر، فمن أجله ومن أجل عشقك له أطمع وأحلم في تراجعك ويحلم معي كل من يحب الأهلي.. أحترم وأقدر كل الأهلاويين، ولا يمكن بحال من الأحوال وضعهم خارج دائرة العشق، لكن أنت وأنت فقط من قال عنه الراحل الكبير الأمير عبدالله الفيصل قبل أعوام عدة مستقبل الأهلي، وأنت من طالب الأمير محمد العبدالله عليه رحمة الله جماهير الأهلي بالحفاظ على تواجدك في الأهلي، وأنت وأنت وأنت الذي أحبه الأهلي وحب الأهلي، وهل بعد هذه الوصايا تقوى على ترك الأهلي! أكتب هذه الرسالة أو هذا المقال وفي داخلي سيناريو الابتعاد وماذا سيحدث بعده، وفي سطر آخر أجد نفسي مطمئنا على أن هناك أملا مرتبطا بالتراجع، وهي افتراضات جاءت من واقع المرحلة ولم يرسمها خيال كاتب. سيد العشق والعشاق، أخيرا اسمح لي أن أقول: إن هذا الخبر كان بمثابة استفتاء على حب الناس لك من داخل الوسط الرياضي وخارجه، وهل بعد كل هذا الحب تستطيع الابتعاد عن من أحبوك.