هل يدرك جيل الواتس، والهاتف الذكي، والجينز المثقوب معنى (خلامع) و (مثالث).. إنها أزياء شباب تهامة ممن ظلوا أوفياء لزيهم الشعبي، ولم يتجاوزوه إلى موضة الأسواق والقمصان القصيرة. يرتدون أزياءهم التراثية بكل اعتزاز وتباه لافتين بذلك أنظار السياح و سكان المدن البعيدة ومن في نحوهم، حاملين على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على التراث و تقاليد الأجداد . خلامع وخنجر (عكاظ الأسبوعية ) التقت عددا من شبان التراث في تهامة قحطان في متجر للملبوسات التراثية والفلكورية في سوق الواديين الشعبي فيقول سالم القحطاني: أشعر بالعز لارتدائي الرداء التقليدي وجدت أبي و جدي يلبسانه وتمسكت به، وأشعر أنه أكثر أناقة من الثوب، وأحرص دوما على ارتدائه عند حضوري إلى المدينة كما أن السياح و أهالي المدينة يسعدون برؤيتنا بالزي التراثي كما يحرصون على اقتنائه و ارتدائه ما شغفهم بما هو تقليدي وجميل . و يكمل سالم شارحا طبيعة الزي التقليدي: يتكون من القطعة العلوية التي نسميها (مزندة) و هي مرادفة للقميص، والقطعة السفلية اسمها (مثالث) أو (وزار) و نضع فوقها الجنبية (الخنجر) إذ لا يكتمل الزي التراثي وأناقته إلا بها. و في الرأس نحرص على (الخلامع) و يطلق عليها أيضا العصابة عند بعض القبائل، و هي عبارة عن طوق مصنوع من أعشاب الشيح والبردقوش و البعيثران نصنعه بأيادينا وأحيانا نشتريها من الأسواق الشعبية .. حيث تخصصت بعض كبيرات السن في صنعها وإنتاجها وبيعها وتمتاز برائحة زكية وعبقة الجنز والشيرت عيب أحمد الحياني أحد المتمسكين بالتراث الشعبي والزي الفكلوري وله في ذلك رأي إذ يقول «إن كثيرا من الشبان في تهامة قحطان يتمسكون بالزي التراثي مثله تماما تقديرا منهم و حبا في العادات الجميلة» ولعله من حسن الطالع أن الأطفال أيضا يرتدون الزي و النساء أيضا متمسكات بالزي التراثي.. الجينز والملبوسات الحديثة الدارجة بين الشباب تعتبر عندنا عيبا وغير مسموح بارتدائها ولا يتقبل كبار السن لدينا ارتداء الشباب لها. وينتقد الحياني اتجاة الشباب إلى ارتداء الأزياء العصرية المختلفة. معتبرا أن ذلك غير لائق، و أن الشباب يقلدون الغرب و يحاكونهم في طريقة اللبس متخلين عن عاداتهم الأصيلة، الشباب في تهامة قحطان يعيشون حياة مختلفة عن حياة نظرائهم في المدن، حيث يقضون أوقات فراغهم في رعاية الأغنام، والعمل في المزارع و لعب الضومنة. و لا توجد هناك مقاه و لا يلعبون البلاي ستيشن. كما أنهم يستطيعون العيش في أي مكان و يتأقلمون فيه بلا كهرباء أو بشر يهوون الصيد و يمتازون بتمسكهم بلهجتهم الأصلية غير المفهومة عند الغرباء. ويختم عبد الله صيفي الحياني: زينا التراثي كان حاضرا في مهرجان الجنادرية من خلال المشاركة، والرقصات الشعبية، و سنظل للأبد متمسكين به و بتراثنا و عاداتنا الأصيلة التي لن تعوقنا عن ممارسة حياتنا.