عزيزاتي الأخوات.. بالجمال تستطعن أن تحصلن على وظيفة لكن لن تدوم ولن تتقنها وستفشلن لأن الوظيفة تحتاج إلى تقنية مهنية لا إلى عرض أزياء. ساعد الإعلام الخاطئ الموجه إلى المراهقات كثيرا في تجذير هذا المفهوم الخاطئ عن أهمية المضمون الشكلي المهم دون المضمون العقلي ببث صور وبرامج لإيقونات جمال من فنانات ومطربات دون الأخذ بالاعتبار النساء الرائدات ونشر أعمالهن وتمجيدهن بالمقابل وللأسف نحن الأمهات تغاضين عن شحذ مواهب صغيراتنا في شتى العلوم ووجهناهم بالبحث عن الموضة والتعلق بها، وكوني أحترم فن الموضة لكن بالمقابل أحترم العلوم الأخرى أكثر. عزيزتي الجميلة.. ما يقال لكِ من غزل وتفتني به هو سم قاتل وكلام لا يتعدى كونه كلمات سخيفة بالأصل لا تنتمي للغزل حتى، فقط اشتهر العصر الجاهلي في عامة الشعب بالشعر الغزلي الصحيح، الغزل الذي لازلنا نتدارسه وندرسه ولم نصل إلى تقانته رغم ذلك اشتهرت النساء في العصر الجاهلي بالذكاء مثل زرقاء اليمامة وسيدات أعمال كخديجة بنت خويلد وفيلة الانمارية وخالدة بنت عبد مناف وبالحكمة كصحر بنت النعمان التي تحاكم عندها العرب عند اختلافهم واشتهرت النساء بالشجاعة والفروسية في العصر الجاهلي كخولة بنت الأزور. وفي العصر العباسي الذي شهد ازدهارا في شتى العلوم واشتهر الشعر الغزلي فيه أيضا كانت هناك النساء اللاتي شاركن في الدور السياسي في الحكم فقد تولت أم الخليفة (المقتدر) رئاسة محكمة استئناف في بغداد ومارست زوجه الرشيد (زبيدة) السياسة وكانت الملكة الثانية في بلاط العباسيين بعد (الخيزران).. نساء العصر العباسي والعصر الجاهلي اللاتي سمعن من امرئ القيس «سموت إليها بعد ما نام أهلها .. سمو حباب الماء حالا على حال»،، وسمعن «أراك عصي الدمع شيمتك الصبر .. أما للهوى نهي عليك ولا أمر؟» من أبي فراس الحمداني ولم ينجرفن وراء الجمال والإغواء والانشغال التام بالزينة المفرطة والأهداف الكاذبة القاتلة والمهلكة.. اليوم عزيزتي المسمومة بالغزل أصبحت سيدة التفاهة أصبحت السيدة اللوحة فقط، وأنت لم تسمعي إلا «يا موزة يا قمر» فأين منك تلك السيدة التي قال عنها عمر بن الخطاب «أخطأ عمر وأصابت امرأة».