صاحب معرض الكتاب الفائت برنامج ثقافي، كان ضمن فقراته ندوة بعنوان: غواية حرف الدال.. ناقشت ظاهرة الشهادات الوهمية، وجهود وزارة التعليم العالي.. بحضور الدكتور عبدالله القحطاني مدير الإدارة العامة لمعادلة الشهادات الجامعية بوزارة التعليم العالي، والدكتور موافق الرويلي عضو مجلس الشورى، الذي بعث هذا الملف إلى النور ورفع صوت الأضابير التي تحمل مئات الشهادات المختومة بالحبر المدفوع بعد أن ران الصمت واستفحل. ابتداء.. أزعم أن فكرة الحديث والاجتماع مع كل جهود التنظيم والعناية المشكورة على كل حال ليس لها مردود واقعي ملموس ومفيد، اللهم إلا في محاولة إيصال رسالة مفادها: التعليم العالي بريء، لمن لا يعلم حتى الآن ذلك!. فالجامعات الوهمية تتكاثر، وعشرات الشهادات المضروبة تتوالد، والراغبون في ازدياد. فحتام تدور الندوات والاجتماعات والمباحثات دون قرار صلب من أهل القرار لا يعترف بقرصة الأذن المتلطفة والتوبيخ الخافت لمن حملوا هذه الشهادات انتفاعا، وكذلك لا يسمح بتأسيس (جامعات) خاصة داخل المملكة لا تنطبق عليها المواصفات والمعايير الملزمة بالاعتراف والمعادلة من وزارة التعليم العالي (حيث إن عدم الاعتراف في الداخل ومن الداخل يعني عدم الفائدة وهذا أمر قريب من نتيجة وهمية الشهادات)؟. بالمناسبة هل يمكن أن نقول: هناك فئة غوايتها بريئة، لا أدري.. ولكن على حد ظني.. أنني لا أدري فعلا. نأتي لغواية حرف الدال، الذي يحمل تراثا من المهابة والإجلال عند كثير من الناس، فالغاوون فئتان مع الفئة التي لا أدري عنها.. الأولى: تحتاجها لسلم المراتب الوظيفية ولتعدد أدوار الوظيفة (من تدريب وقيادة)، والثانية للدخول إلى منطقة الوجاهة وحلب صدر الأماكن التي يجتمع حولها البشر وهي كثيرة ومتعددة. فحين يقال لهم: النظام يحارب الشهادات الوهمية وأصحابها، وكذلك يسمح بالاحتفاظ بكامل الامتيازات، مع الحضور المفتوح في قنوات الإعلام ومنصات المحافل، فالأمر في بدئه وانتهائه، لا يعدو عما قاله الناظم الذي طلب منه أصدقاؤه أن يرتجل بيتا من الشعر، وهو في قارب بحري، فقال: كأننا والماء من حولنا .. قوم جلوس حولهم ماء!.