وصف الناقد والأكاديمي والروائي الدكتور معجب الزهراني، نفسه بالفلاح في حقل يحاول فيه الزراع أن يؤنسنوا الثقافة ويرسموا ملامح جمالية للعلاقات الإنسانية. وثمن الزهراني لفتة إثنينية عبدالمقصود خوجة لتكريمه مساء اليوم، مؤكدا أن دور الحجاز التنويري والإصلاحي منذ عقود، يدفع المثقف للابتهاج الرمزي بهذه المبادرات كونها تؤصل لمنهج اعتاد عليه المجتمع النخبوي في الحجاز، لافتا إلى أن التكريم فعل كريم تجاه فعل ثقافي، اشتغلت عليه مع زملاء وأصدقاء في ظل ظروف صعبة ومدافعة حادة وربما سلب منا خطابنا، والتكريم هو اعتراف بفضل الحداثة ودورها التنويري ليس لشخصي فقط، وإنما لجيل من الرواد لم يمكنوا من تمرير خطاباتهم التي كان المجتمع بأمس الحاجة إليها، مرجعا فضل الحظوة بالتكريم إلى خطاب الإصلاح الذي صنع الأسماء وأسهم في حضورها. وقال: ربما أتيت من باريس بلون مغاير، شأن من أتى من لندن أو برلين أو أي عاصمة تنويرية، مؤملا أن يكون لخطاب التنوير حضوره وأن تزول العوائق من طريق النخبة، مبديا اعتداده بتجربته مع تحفظه على وصفها بالمنجز كونها -كما يرى- تجربة رافقها وجايلها تجارب مهمة. ونفى الزهراني أن يكون تحايل على الناقد ليكتب رواية، موضحا أنه تصالح مع الناقد ودخل في حوار مع الذات للوصول إلى حفر فني عميق في الذات، مشيرا إلى أن العمل الإبداعي يحتاج جرأة ومغامرة لتجاوز الكثير من الإشكالات والمعوقات الداخلية والخارجية. وعن مكان النقد ودوره في تعزيز الإبداع، أكد الزهراني أن العربة لا تسير على عجلة واحدة وأن النقد والإبداع فرسا رهان، إلا أن الإبداع هو الأصل إذ لولاه لما كان النقد، فالإبداع الحي يدفع الناقد إلى إبراز التجليات من الحيوات المتجاورة. وعن ماذا يحمله مثل هذا التكريم، قال: تعزيز مفهوم الواجب الوطني والثقافي، فالرهان أن تحضر الثقافة الإنسانية والوطنية وأن تتجلى في يومياتنا وفي علاقاتنا البشرية، وأعد نفسي جزءا من منظومة تعمل بحب وبوعي لإضاءة أكثر من شمعة لتجاوز محنة الظلام.