أجبر النزاع الدامي في جنوب السودان، أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم، وحذرت الأممالمتحدة من تفاقم تدهور الوضع، وقال مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير حديث، إنه خلال المئة يوم منذ بداية النزاع في جنوب السودان، فر أكثر من مليون شخص من منازلهم. وأضاف: إن اكثر من 800 ألف شخص نزحوا إلى مناطق داخل جنوب السودان، فيما فر نحو 255 ألف شخص ولجأوا إلى الدول المجاورة، إثيوبيا وكينيا وأوغندا والسودان. واندلع العنف في جنوب السودان في 15 ديسمبر بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمقاتلين الموالين لنائب الرئيس السابق رياك مشار. وفشل وقف إطلاق النار الذي جرى توقيعه بين الطرفين في يناير. وذكر التقرير، أن القتال بين الحكومة وقوات المعارضة استمر خاصة في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل، حيث شهدت البلدات والمناطق الريفية في تلك المناطق أعمال عنف. وتسبب النزاع في تدهور خطير في وضع الأمن الغذائي، حيث يتعرض نحو 3.7 ملايين شخص لمخاطر جسيمة بسبب نقص الغذاء. ولم تحرز محادثات السلام التي تجرى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تقدما كبيرا، حيث يمضي الطرفان وقتهما في الجدال في فنادق فخمة حول من سيشارك في المفاوضات. وتقدر الأممالمتحدة أن خمسة ملايين شخص يحتاجون إلى المساعدات مع صعوبة الوصول إلى مساحات شاسعة من المناطق الريفية برا بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة. ونهبت مخازن ضخمة من المساعدات الغذائية التي تم تخزينها قبل القتال تحسبا لموسم الأمطار. ولذلك بدأ برنامج الأغذية العالمي في توزيع الإمدادات الغذائية والطبية عن طريق إسقاطها من الجو، وهي طريقة مكلفة. وحذر مدير منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) في جنوب السودان جوناثان فيتش أمس الأول، مما وصفه بمؤشرات مقلقة على سوء التغذية وانتشار الأمراض، داعيا إلى بذل كافة الجهود للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية.