تعمل المراكز التجارية في المدينةالمنورة على جذب زوار مسجد النبوي حيث تقدم الأسواق الكبيرة عروض أسعار مناسبة خلال فترة العمرة،فيما يتكفل السوق بتوصيل الزائر من الفندق إلى المراكز التجارية ومن ثم العودة إلى الفندق مجانا، وتختلف الأسعار باختلف جنسية الزائر حيث حددت أغلب السواق تسعيرة معينة لكل جنسية، ويستقل الزائر للحرم النبوي الشريف سيارة أجرة ويذهب إلى الأسواق مجانا حيث تتكفل ادارة السوق بتكلفة توصيل الزائر الواحد على النحو التالي: الزائر الإيراني 15 ريالا للفرد الواحد وهو أكثر مبلغ توصيل تدفعه الأسواق،الزائر العربي 10 ريالات، والزائر الآسيوي 5 ريالات على الفرد، أما المعتمر التركي فلا يوجد لتوصيله تسعيرة معينة، ويأتي مشوار السوق على حسابه الشخصي، ذلك لأن أصحاب الأسواق الكبيرة يشتكون من أن الزائر التركي يأتي إلى مركز التسوق للفرجة والتصوير ولا يشتري سوء أشياء بسيطة لا تذكر، حيث حددت التسعيرة تذكرة صعود سيارة الأجرة للمعتمر الواحد بحسب القوة الشرائية التي يدفعها الزائر، فهناك جنسيات تقوم بالشراء بمبلغ 4 آلاف ريال للزيارة الواحدة للمركز التجاري، ما دعا ادارة الأسواق لجذب الزوار بعدة طرق من ضمنها أن تذهب سيارة السوق وتقف أمام الفندق الذي يقطنه الزوار والمعتمرون لتوصيلهم مجانا، كما يقوم «الكداده» بتوصيل المعتمرين إلى الأسواق لكسب مبالغ مجزية من ادارة السوق. «عكاظ» جالت في عدد من المراكز التجارية واستطلعت آراء «الكداده» وزوار المسجد النبوي يقول خالد هاني (يعمل في توصيل الزوار): أجول حول المركزية وأحاول اقتناص الجنسية المرغوبة لدى ادارة السوق، وأنادي بصوت مرتفع للزوار: الذهاب إلى الأسواق مجانا، فيتوافد أمامي العديد من الزوار فأقوم بتوصيلهم إلى أقرب سوق مركزي، وهناك يحاسبني السوق ولكل جنسية معتمر تسعيرة معينة، ويبقى المعتمر الإيراني هو الأكثر قيمة لأنه يشتري بمبالغ طائلة الملابس والهدايا حتى يظن أغلب البائعين في الأسواق أنهم يبيعونها في بلدانهم بسعر مضاعف، مضيفا: أقوم بتوصيل الزوار فترة الصباح الى المزارات بالمدينةالمنورة حيث أعمل لمدة 6 ساعات ثم أرتاح وأعمل في فترة المساء على توصيل الزوار إلى الأسواق المركزية الكبيرة ل6 ساعات أخرى حيث العمل مع الأسواق مريح ومجز ولا جدال مع الزائر حول الاجرة لان الذهاب إلى السوق على حساب السوق، كما أن العروض التي وفرتها ادارة السوق للمعتمرين جعلت العديد منهم يكثف الزيارة على المراكز، ذلك أن مشوار الزائر على حساب مراكز التسويق، ما جعل أغلب المعتمرين يذهبون إلى عدة مراكز تجارية في اليوم الواحد مستغلين المشوار المجاني. حسن محمد (زائر مصري) يقول: عند خروجي من الفندق شاهدت سيارة أجره تنادي: مجانا.. مجانا، فأوقفته وقال لي صاحب السيارة ان مشوار السوق التجاري مجانا على حساب المراكز أصعد لكي أوصلك، فاستغللت الفرصة وذهبت أنا وأهلي إلى العديد من الأسواق دون دفع أي مبلغ للمشوار، وأضاف ان العمل الذي تقوم به الأسواق الكبيرة في المدينةالمنورة عمل كبير تشكر عليه، حيث إن عملية توصيل الزائر ذهابا وايابا على حساب المركز عملية مرهقة ولكن المركز التجاري يكسب زبائن يشترون بآلاف الريالات في الزيارة الواحدة، ولذلك ارى أن تدرس عملية التسوق في المنطقة المركزية في علم التسويق، فبهذا العمل يقوم السوق بجذب صاحب التاكسي أولا واعطائه مبلغا مناسبا وثانيا يجذب زوار المسجد النبوي لشراء كمية أكبر كنوع من رد الجميل للمشوار المجاني الى السوق، لافتا الى ان خطة التوصيل المجاني آتت اكلها وجعلت الزائر يتسوق كيفما يشاء في الأسواق المركزية مجانا، كما أنه يجد أشياء في بعض المراكز التجارية تناسبه لم يكن ليعرفها فيما لو كان المشوار بمقابل، كما أن السائقين وإدارة الأسواق يوفران لنا كل سبل الراحة ويستقبلوننا برحابة صدر وأخلاق عالية كما هو معروف عن أهل المدينةالمنورة الذين لم يقصروا معنا في شيء.