لا شك أن حزمة القرارات التي اتخذها الرئيس العام لرعاية الشباب، صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل وضمنها في خطابه الموجه إلى مجلس إدارة نادي الاتحاد في جدة بعد أن اطلع سموه على التقرير النهائي لعمل لجنة تقصي الحقائق...، أقول إن هذه الحزمة من القرارات في جلها ما يؤسس للائحة دقيقة وشاملة لأهم الإجراءات النظامية والتنظيمية التي من شأنها ضبط الوضع الإداري والمالي في أنديتنا الرياضية بشكل عام، وتسيير مدخلاتها ومخرجاتها وفق آلية محكمة وكفيلة بالقضاء على أي خلل أو إخلال وتجاوزات تعصف بأنديتنا. كما لا يمكن أن ننكر أن هذه الحزمة من القرارات التي بلغت 14 قرارا (مع إمكانية جمع القرارين 1+10 في قرار واحد)، لامس بعضها جوهر أهم «الأزمات» التي مني بها نادي الاتحاد كالقرار رقم 4 (الخاص بقائمة الأسماء...)، والقرار رقم 5 (الخاص بقضية نادي فاسكو ديغاما...)، والقرار رقم 6 (الخاص بقضية نادي هايدوك الكرواتي..). إلا أن ترك مباشرة الحلول كما جاء في كل قرار من القرارات المذكورة، لإدارة نادي الاتحاد الحالية، وإقحامها في دوامة الإجراءات والمتابعات القانونية، وفي ظل «الوضع الراهن للإدارة الحالية» لا يمكن أن يكون خافيا ما قد يترتب على مثل هذا «التوجيه» من «تأجيج» في ناد لم يزل «مفخخا» بما لا يستهان خطره ولا يؤمن ضرره. كل هذا يواجهه رئيس النادي المنتخب إبراهيم البلوي الذي برهن في وقت وجيز بما لم يعد خافيا من نضج ورسوخ مقوماته ونقاء قيمه وكفاءة إدارته وصدق إرادته كم هو الفرق بين البناء والهدم، هذا وهو يعمل في مناخ إداري «فرض عليه» فهل كان ينتظر فوق هذا قيامه بفتح المزيد من النوافذ أمام العواصف في سبيل بحثه عن حلول لأزمات اقترفت بحق وحقوق النادي قبل انتخابه؟! صحيح أن دوامة الإجراءات والمتابعات بحثا عن الحلول قد تؤتي بعد رحلتها الطويلة والمرهقة ومراحلها المتعددة بعض ثمارها. لكن ما هو صحيح أيضا أن أمام تلك الأزمات التي تعصف بالنادي والمطالبين بحقوقهم، جهات قانونية أيضا لكنها تخاصم الروتين والتأجيل، فأزمنتها محددة وغير ممددة، وقراراتها صارمة وملزمة، وإذا ما جعلنا حل هذه الأزمات مرهونا بما ستسفر عنه رحلات ومراحل البحث عن الحلول، فكأنما تعمدنا بهذا القبول بما سيلحق بهذا الكيان الرياضي العريق من كوارث فوق ما قد أصابه منها جورا. مما يجعل قرارات الأزمات الاتحادية أشبه ما تكون بتشخيص طبيب مختص ومتمكن في مستشفى عام، أكد في تقريره بعد الفحص الدقيق أن الحالة تعاني من أزمة صحية بالغة الخطورة، وإنقاذها يتطلب تدخلا جراحيا عاجلا إلا أن المواعيد في المستشفى العام لا تخدم خطورة الحالة وليس أمام صاحب الحالة غير الإسراع بالذهاب لعلاج حالته على حسابه، أما إن كانت إمكاناته لا تساعد فإن «وعده» قد يسبق موعده في المستشفى العام ..والله من وراء القصد. تأمل: إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم قلت يا قوم اتركوه إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه فاكس 6923348