ابني مصاب بداء السكري، أتساءل: كيف يجب أن يتعامل أهل طفل السكري مع الأمر، وكيف يؤثر هذا المرض على الطفل نفسيا وجسديا؟ أم أحمد (تبوك) يجيب على السؤال استشاري الغدد الصماء والسكري الأستاذ المشارك بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور عبدالمعين الأغا فيقول: التكيف مع الأعراض والمشاعر التي تعاني منها الأسرة في بداية اكتشاف المرض الفترة التي تلي اكتشاف إصابة أحد أطفال الأسرة بداء السكري من أكثر الأوقات حرجاً وصعوبة، وتكون هناك بعض الاستراتيجيات التي يقوم بها الإنسان عادةً للتكيف مع الأزمة والتغلب على الإحساس بالخوف والتشتت ويمكن حصرها في النقاط التالية: الصدمة ويشوبها الإحساس بعدم التصديق، الإنكار وفي هذه المرحلة وبسبب عدم تصديق الخبر فيتم تكذيب التشخيص مدعين بأن النتائج غير صحيحة أو نتائج المختبر اختلطت بمريض آخر ومن الأفضل القيام باختبارات أخرى في مستشفى آخر، الغضب وهنا يبحث الأبوان عمن يلقي عليه اللوم وقد يصبون غضبهم على شريك حياتهم أو أي فرد في الأسرة ويسود هذه الفترة تساؤل ملح على الأبوين لماذا طفلنا بالذات يصاب بهذا المرض دون غيره. كما أن الحزن والاكتئاب يسودان هذه المرحلة والإحساس بالحزن على الطفل الذي سوف يفقد كثيراً من أنشطته اليومية المعتادة بسبب المرض، خليط من مشاعر يشوبها الخوف والقلق حول إمكانية تعرضه لمضاعفات بسبب المرض وما هي تأثيرات داء السكري على الطفل خلال مراحل حياته المختلفة وغالباً ما يكون سبب الخوف عدم المعرفة والجهل بالمرض وتطوراته ولكن حين يقوم الطبيب أو المثقف الصحي بتعريف أهل المريض بهوية هذا المرض ويساعد أهل المريض باستخدام هذه المهارات المعرفية الجديدة وتطبيقها على حياتهم حتى يخف الشعور بهذا الخوف وقد يزول تماما. وأخيرا الإحساس بالذنب وغالباً ما يميل أحد الأبوين في هذه المرحلة إلى العناية الزائدة بالطفل المريض خوفاً عليه وقد يجد الأبوان أنفسهما أو أحدهما يفكر بأنه لو استطاع خلال الأسابيع التي سبقت التشخيص أن يغير من أسلوب حياة الطفل أو الأسلوب الغذائي المتبع قبل الإصابة لكان الطفل لم يصاب بهذا الداء، ولكن هذه المشاعر خاطئة ولا يمكن للأبوين وقاية أطفالهم من الإصابة بداء السكري.