فجر الخبير الاقتصادي، رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور عبدالله صادق دحلان أمس بأن هناك 5.2 مليون سعودي حاصلون على مؤهلات عليا (جامعي، وثانوية عامة) عاطل عن العمل مؤكدا أنه مستعد للحوار المباشر مع أية جهه حكومية للتحقق من الأرقام والدراسات التي قام بها. وقال «إن السياسات التعليمية في التعليم العام والجامعي تحتاج إلى إعادة تصحيح بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل» ويسأل لماذا رفض بعض الوزراء اقتراح وزارة التعليم العالي بتحويل سبع جامعات سعودية لأن تكون جامعات تقنية جديدة يتطلبها السوق مشددا على أهمية تأهيل الشباب في خط متوازن مع سياسات التعليم في البلاد وإعادة هيكلة النظام الحالي مطالبا بعض الجامعات الحكومية بالتحول إلى جامعات تقنية تخدم متطلبات واحتياجات سوق العمل بما ينسجم مع تطورات المرحلة المقبلة. وأوضح أن السعودة بالإجبار لن تحل مشكلة البطالة ولكن السعودة بالتأهيل هي الخيار الأهم، وسيدفع القطاع الخاص للبحث عن الشباب السعوديين المؤهل لدفع عجلة التنمية إلى الأمام. ودعا إلى التخطيط الاستراتيجي لل 20 سنة المقبلة وليس وضع مسكنات وقتية. مؤكدا أن سياسات تشغيل الشباب لن تحقق الأهداف المنشودة. واستعرض دحلان دراسة حديثة أجراها بالتعاون مع مجموعة من الخبراء في جامعة الأعمال والتكنولوجيا عن تلبية احتياجات الشباب، ودور التعليم في تطوير المهارات اللازمة لسوق العمل، حيث أشار إلى أن عدد سكان المملكة وفق الإحصاء الأخير الذي أجري عام 2012م يقترب من 20 مليونا، 70% منهم تقل أعمارهم عن 15 عاما، مشيرا إلى أن الإحصاءات الصادرة في العام نفسه عن وزارة العمل تقول: إن عدد المتعطلين عن العمل وصلوا إلى (2.5) مليون شخص، برهنت الدراسة على أن 44.2% منهم حاصلون على مؤهلات عليا، و11.8 % حاصلون على الثانوية أو ما يعادلها، بينما 30.3% منهم حاصلين على دبلوم دون الجامعة، و13.3 % حاصلون على التعليم دون الثانوي. واستعرض الدكتور دحلان توزيع خريجي التعليم العالي من السعوديين.. فقال: وفقا لمجالات الدراسة 68% من العاطلين حصلوا على شهادات في تخصصات نظرية، بينما 32% منهم حصلوا على شهادات علمية، ووفقا للتوزيع النسبي للسكان السعوديين وغير السعوديين داخل قوة العمل 15 سنة فأكثر حسب الجنس فإن 36 % من العاطلين هم ذكور سعوديون، 49% ذكور غير سعوديين، 9% إناث سعوديات، 6% إناث غير سعوديات، بينما يشير التوزيع النسبي للعاطلين حسب الجنس إلى أن 60% منهم إناث و40% ذكور. وشارك دحلان في تقديم الورقة كل من: البروفيسور حسين العلوي مدير الجامعة، ووكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور محمود باعيسى، ووكيل الجامعة الدكتورة نادية باعشن عميدة كلية إدارة الأعمال طالبات، حيث تطرق الأول للمقترحات الخاصة بالتعليم العالي، والثاني لأهمية التعليم التقني، في حين ركزت باعشن على البطالة بين العنصر النسائي، وتطرقت الدراسة إلى محور التعليم بشقيه العام والعالي ودوره في تحقيق طموحات الشباب السعوديين لإيجاد فرص عمل في سوق العمل السعودي، ومستوى البطالة وكيفية علاج البطالة عن طريق تحسين وتطوير التعليم. وطالبت باعشن تسهيل الإجراءات أمام صاحبات الأعمال قولا وفعلا، وتقديم الدعم الحكومي اللازم ليحققن مايصبون إليه بدلا من وضع الشروط التعجيزية أمامهن. أما الدكتور محمود باعيسى فأكد على أهمية التعليم التقني في المجتمع ومستقبلة الواعد مقارنة بالدول الأخرى مثل: اليابان والصين وألمانيا لتأهيل الشباب السعوديين في الأعمال التقنية والمهنية بدلا من المجالات الإدارية التي تشبع بها السوق المحلي .