بإصرار مدرب الاتحاد «القروني» الغريب على الاستعانة باللاعبين «أحمد الفريدي» و«حمد المنتشري» في التشكيلة الأساسية فإن الاتحاد سوف يسير من سيئ إلى أسوأ.. وسوف يواجه الكثير من الهزائم غير المقبولة أو المبررة من مدرب عرف عنه اهتمامه بالشباب وصناعته للقدرات الشابة.. واكتشافه للمواهب الجديدة.. وذلك هو الأمر المحير.. وغير المفهوم. وإذا كان الفوز على «العين الإماراتي» الأسبوع الماضي ب(2/1) قد أغرى القروني بالإبقاء عليهما.. فإن عليه أن يقتنع بعد مباراة الفريق مع «لخويا» القطري وهزيمته منه بضرورة استبعادهما فورا.. وإعادة الحيوية للفريق.. وروح الكفاح إلى صفوفه بالاستعانة بشباب النادي.. وفيهم الخير كل الخير.. وإذا كان «القروني» محتاجا إلى خبرة اللاعبين «الفريدي» و«المنتشري» لتحقيق التوازن داخل الملعب وبين الخبرة والحيوية وروح الشباب.. فإن هذا الهدف لم ولن يتحقق على الإطلاق بالمستوى اللياقي المتهالك.. وبالأخطاء الفادحة والمتكررة وبالطريقة التقليدية في التحرك في الملعب.. وبالبطء الشديد في التحضير.. وبالإرباك المتواصل لمنطقتي الوسط ومتوسط الدفاع. صحيح أن الخبرة مطلوبة.. ولاسيما في المباريات الحاسمة.. لكن الخبرة دون استعداد لياقي.. ونفسي.. ودون تجانس مع بقية اللاعبين وفي ظل اختلاف في «الرتم» وفي أداء المباراة.. لا يمكن أن تحقق شيئا للفريق إن هي لم تتسبب في خلخلته.. وهذا ما حدث في مباراة الاتحاد الأخيرة مع «لخويا». فقد لعب الفريق دون «صانع ألعاب» وظل «مختار فلاتة» وحيدا في المقدمة.. يحاول أن يصنع لنفسه كرة.. وأن يتحرك في كل اتجاه.. وأن ينتظر لعبة صحيحة.. وبالتالي فقد فاعليته.. لأن الفريدي كان «تائها».. كان «متهالكا».. كان «غائبا» عن المباراة.. وعديم الفعالية وبالتالي انعدم الربط بين الوسط وهجوم المقدمة.. كما انعدم التواصل بين الوسط وبين الأطراف تماما.. وحتى فهد المولد.. و«عبدالفتاح عسيري» وجدا نفسيهما مضطرين للجري دون كرة.. وللبحث عنها.. وللعودة للخلف مرارا لاستلام الكرة من الدفاع مباشرة.. لأن حالة الإرباك التي تركها الفريدي على الوسط شلت أيضا بقية لاعبي هذه المنطقة «أبو سبعان» و«باجندوح». والأسوأ من هذا.. أن تنظيم التشكيلة الخاطئ منذ البداية قد أسهم إلى حد كبير في إرباك الفريق. فبدلا من أن يلعب «أحمد عسيري وأبو سبعان وباجندوح» في الوسط.. ويتفرغ أحدهم للعب خلف «مختار» ويربط الاثنان الآخران منطقة الوسط بكل من الأطراف والدفاع، فقد وضع المدرب أحمد عسيري في خانة الظهير الأيمن وقضى عليه وقضى على الفريق.. وجعل العسيري نفسه يتبرع بالتقدم لمساندة الوسط الذي اختل كثيرا أمام وسط الفريق القطري القوي.. وبتركه لخانته الأساسية في هذه المباراة كظهير أيمن تسبب في ثغرة واسعة جاءت منها معظم الهجمات وهو ليس مسؤولا عن هذا الخطأ التكتيكي الذي فرضه المدرب على الفريق بفعل إصراره على الاستعانة بحمد المنتشري.. في وسط الدفاع مع أنه كان يمكن أن يعيد إلى الدفاع توازنه باللعب بالرباعي «محمد قاسم وباسم المنتشري وطلال العبسي وراشد الرهيب» من الشباب.. وقد كانوا موفقين في مباريات سابقة إلى حد كبير. والمؤلم أن القروني.. استمر في هذه التشكيلة إلى وقت متأخر.. وبالذات حين اضطر أخيرا إلى إخراج محمد العمري من خانة الظهير الأيسر التي كان يجيدها لكنه فقد حساسية اللعب فيها بعد أن نقله المدرب في أكثر من خانة وسطية متقدمة.. وليدخل عبدالرحمن الغامدي.. الذي يحضر ويغيب.. ولا أدري إن كان ذلك لزيادة وزنه.. أو لبطء حركته.. أو لمزاجيته في اللعب.. أو للحيرة في اختيار المركز المناسب له. وحتى عندما طرد المنتشري في الدقيقة (79) بعد أن تسبب في الهدف الأول وشارك في الثاني، فإن هذا الخروج لم يفد الفريق لأنه جاء متأخرا وفوق رغبة المدرب. وكذلك إخراجه المتأخر للفريدي وإدخاله لطلال عبسي كان غير مفيد.. لأنه جاء في غير وقته ولم يوضع في المكان المناسب أيضا. إن القروني.. وليس غيره من يتحمل نتيجة هزيمة الاتحاد في هذه المباراة.. وعليه إدراك أنه يتعامل مع فريق كبير كالاتحاد.. وصاحب سمعة لا تجارى.. فهو ليس فريق ناشئين.. يمكن أن يخضع للاجتهادات.. وللارتياح الشخصي.. وللتجارب المريرة أيضا. الاتحاد قيمة كبيرة.. ولديه رصيد من اللاعبين الشباب الذين يملكون الروح التي يعوضون بها الخبرة، فلا تقتلهم بسبب سوء الفهم لطبيعة الفريق الذي يتميز - دون غيره - بالروح.. وبالاحترام لسمعة النادي وبالخوف من الجماهير.