أكد عميد الكلية التقنية في الدمام رئيس اللجنة المنظمة العليا لمعرض التقنية والتوظيف الخامس أحمد بن عبدالكريم الثنيان في حوار ل«عكاظ» أن مخرجات الكلية التقنية بالدمام تعتمد على برامج تدريبية تحوي عددا من العناصر التي تمكن خرجيها من الإلمام بأساسيات المهن التي يتطلبها سوق العمل، لافتا الى أن مخرجات الكلية بنيت على احتياج السوق ومتطلباته. وتطرق الثنيان في ثنايا هذا الحوار إلى منظومة المناهج المطورة وفعاليات معرض التقنية والتوظيف الخامس الذي سيدشنه امير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود. وقد تركز الحوار حول اهم المحاور التالية: ماذا يعني مفهوم المجتمع التقني، وما أهم التخصصات التي تضمها الكلية؟ - المجتمع التقني في مفهومه الشامل ما هو إلا منظومة مكتملة تعمل بانتظام وتناغم فيما بينها مثل التروس وكل شخص يؤدي الدور المناط إليه، بالنسبة للكلية التقنية فدورها في هذه المنظومة إيجاد عناصر مؤهلة لديها أساسات قوية في المجال التقني وقادرة على تقبل الإضافات في المستقبل بما يتناسب مع احتياجات قطاع الأعمال، فيما تضم الكلية التقنية بالدمام خمسة أقسام رئيسية ويندرج تحتها عشرة تخصصات: إدارية كالمحاسبة والتسويق، وتقنية الحاسب الآلي ويندرج تحتها تخصص الشبكات والبرمجيات والدعم الفني، وميكانيكا وبها ثلاثة تخصصات هي الإنتاج والمحركات والمركبات والتبريد، وتخصص الالكترونيات الصناعية والقوى الكهربائية،وهي في مجملها تحاكي جزءا من احتياجات المجتمع التقني ونسعى من خلال مخرجات الكلية لسد هذا الاحتياجات، فقطاع الأعمال يحتاج إلى مهنيين لتشغيل الآلات ومن يدير العمل،والإنتاج يحتاج إلى محاسبين ومسوقين لمنتجاتهم. ما مدى تناسب هذه التخصصات مع سوق العمل المهني؟ - تخصصات الكلية من أهم التخصصات المطلوبة في سوق العمل وقد تم مؤخرا استحداث وكالة في الكلية للتطوير والجودة من مهامها التأكد من مراجعة وتطوير التخصصات الحالية لتلبية حاجات سوق العمل والجديد لدينا هذا العام برنامج التشغيل الذاتي للكليات التقنية وهو برنامج طموح من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. ويأتي مشروع التشغيل الذاتي في طليعة أهم مشروعات المؤسسة الحديثة التي تسعى من خلالها إلى تحقيق الريادة في تحفيز العاملين في الكليات التقنية لإدارتها بالأساليب العلمية الحديثة وإسناد اتخاذ القرارات لهم بتفويض أكبر للصلاحيات والمسؤوليات والمهام في إطار مؤشرات أداء محددة لخلق المنافسة بين الكليات لضمان جودة التدريب والإسهام في تخريج متدربين ماهرين قادرين على المنافسة في سوق العمل بإدارة مشاريعهم الخاصة أو العمل في منشآت القطاع الخاص، ويأتي هذا المشروع لمواكبة للتطور الذي يشهده سوق العمل السعودي وقطاع الأعمال الذي يعد الشريك الاستراتيجي للمؤسسة، حيث سيساهم هذا المشروع في تحفيز الكليات التقنية على تطوير منهجيات وآليات العمل فيها لتحقيق مستويات أداء مرتفعة وتقديم تدريب بجودة عالية يسهم بشكل مباشر في تخريج كوارد وطنية مؤهلة تلبي احتياجات سوق العمل، فيما سيعقد خلال مناسبة يوم التقنية والتوظيف الخامس ندوة تجمع مختصين من القطاع الخاص للتواصل والنقاش حيال ما يتطلبه هذا القطاع الحيوي من مخرجات الكليات التقنية بالمنطقة خلال مرحلة التطوير القادمة للكليات. كيف السبيل لأن تحقق تقنية الدمام الريادة في التدريب التقني وترسيخ أبعاده؟ - تتعامل الكلية مع المتدربين من خلال أمرين هامين: الأول رفع كفاءة التدريب من خلال الحصول على اعتماد مؤسسي وبرامجي من منظمات الجودة العالمية. والثاني التركيز أكثر على مهارات المتدرب المتنوعة من خلال الاشراك في القرار وفتح مجالات عديدة أمامه بالكلية لتطبيق وممارسة الكثير من المفاهيم والمهارات التي تساعد في زيادة كفاءته ورفع مستواه من أندية تقنية ومهارية. من يحدد احتياج سوق العمل من التخصصات، وماذا عن سياسة التعاون مع الجهات الأخرى؟ - للكلية الجزء الأكبر في هذ التحديد ويتم ذلك عن طريق دراسة حاجة القطاع الخاص والعام من التخصصات عن طريق جولات التدريب التعاوني وعمل ورش عمل مع هذه القطاعات. أما في مجال التعاون مع الجهات الأخرى فالكلية تعزز التعاون بينها وبين القطاعات الحكومية من جهة والقطاعات الصناعية من جهة أخرى، فهناك المشروعات المتبادلة في التدريب والتوظيف مع شركة كبرى مثل سابك، أرامكو، فورد، وجي أي. إلى أين تتجه بوصلة الأبحاث والدراسات التقنية بالكلية، وهل شخصت الواقع المهني والتقني في سوق العمل؟ - تعتمد مخرجات الكلية التقنية بالدمام على برامج تدريبية معدة مسبقا تحوي عددا من العناصر التي تمكن خريجها من الإلمام بأساسيات المهن التي يتطلبها سوق العمل، إضافة إلى أن الكلية لديها مسار آخر يلبي الاحتياجات التي يمكن إضافتها كمهارات للخريج وذلك بالتنسيق الدائم والمستمر مع قطاعات الأعمال من خلال مركز خدمة المجتمع بالكلية الذي يسعى دوما الى سد احتياجات سوق العمل من خلال برامج تدريبية تقنية نوعية خاصة يحددها قطاع الأعمال وبهذين الجناحين تكون مخرجات الكلية بنيت على احتياج السوق ومتطلباته. هل تتوافق مفردات المنهج بالكلية والتوسع الكبير في مفهوم المعرفة وتحدياتها؟ - تتوافق مفردات المنهج بالكليات مع التوسع الكبير في مجال المعرفة حيث تدار العملية التدريبية من خلال مجموعة من المدربين المؤهلين الذين تلقوا تعليمهم التقني العالي (ماجستير ودكتوراه) في عدد من الجامعات العالمية في أمريكا وبريطانيا واستراليا وغيرها من الدول، أولئك المدربون هم من يطور العملية التدريبية ويربطها بما وصلت إليه مستجدات العمل المهني والتقني في قطاع الأعمال إلا أني أؤكد أن أساسات العلوم والمهن ثابتة غير أن التطور المرتبط بتطبيقها ليس له حد وبالتالي يبقى على عاتق سوق العمل صقل مهارات من يلتحق بهم من خريجي الكلية وغيرها.