شيعت جموع غفيرة من الأهالي والأعيان والمسؤولين بمنطقة القصيم يوم أمس الأول، جثمان الشيخ ناصر العمري عن عمر ناهز 94 عاما، والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد معاناة مع المرض، وقد صلي عليه في جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب ببريدة، حيث ووري جثمانه الثرى في مقبرة الموطأ. وتتقبل أسرة الفقيد العزاء في دارهم الكائنة شمال بريدة - حي النهضة، أو بالاتصال على جوال ابنه (ماجد) رقم: 0533000010. ويعد الفقيد العمري أحد أبرز الشخصيات الثقافية والأدبية في القصيم والذي اشتهر بقوة البيان والحجة، وأحد أبرز الكتاب في الصحف السعودية خلال عقد من الزمن، وقضى سنوات طويلة في خدمة الوطن حيث تنقل في العمل الحكومي في جهات متعددة من المواصلات والتعليم، تنقل فيها إلى مناطق عدة منها المنطقة الجنوبية والغربية والشمالية قبل أن يستقر في منطقة القصيم ويؤسس مع إخوانه شركة أسمنت القصيم، ويعمل في عدد من المشاريع الاقتصادية والهامة، والفقيد العمري كتب وألف العديد من الكتب من بينها: «ملامح عربية» والذي يعد مرجعا للباحثين والمؤرخين للتاريخ السعودي، ويحكي قصصا عن تاريخ القصيم والعقيلات وهي القوافل التجارية التي تسير من نجد وحتى الشام والعراق ومصر، كما ألف كتاب «وفاء وأخواتها» وهو امتداد لملامح عربية، وكتب في أكثر من 14 صحيفة سعودية قبل أن يؤسس مع شقيقه صالح صحيفة «القصيم»، وعمل العمري في مجالات مختلفة وله مواقف كبيرة في الصالح العام حيث كاتب الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حول موقع سكن «طالبين الرزق» القادمين من القصيم في الرياض لتنزع ملكية مواقعهم ويتم تأسيس حلة القصمان في ذلك الوقت، كما كاتب الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - قبل سنوات طويلة في قصيدة يطلب فيها تخفيض الكهرباء رغم أنه مستثمر في الشركة آنذاك واستجاب الأمير سلطان لطلبه وخفض ثلاث شرائح.. حيث كتب: سعر الكهرباء ثقيل على نفوس الأهالي والبعض منهم فقير يسعى لرزق العيالي وانت عدل كريم محمود كل الخصالي. وسجل الراحل العمري حلقات لصالح دارة الملك عبدالعزيز يذكر فيها العديد من التفاصيل التي حدثت في نجد باعتباره شاهدا على تلك الأحداث، وعمل العمري في التعليم، فكان معلما ومديرا لمدارس متعددة في مناطق مختلفة قبل أن يعتزل العمل، حيث قضى أكثر من 80 عاما في مختلف المجالات التعليمية والصحافية والاقتصادية في تأسيس مشاريع وشركات مختلفة. بدوره، يرى سليمان الفايز مدير جمعية الثقافة والفنون بالقصيم أن رحيل الشيخ ناصر العمري خسارة في المشهد الثقافي السعودي. فهو مؤسس لكثير من الأنشطة وشاهد على تاريخ نجد الحديث بفعل الوقائع وقد سجل معظمها ووثق العديد منها.