مع انتهاء نشاطات ولي العهد الأمير سلمان الرسمية في بكين اليوم، تكون الجولة الآسيوية التي استهلها بزيارة الباكستان، اليابان، الهند، المالديف، الصين، قد اختتمت وحققت أهدافها الاستراتيجية التي تمت من أجلها وفي مقدمتها تعزيز الشراكة بين هذه الدول، وتفعيل الحوار الاستراتيجي مع كل من إسلام أباد وطوكيو ونيودلهي ومالي وبكين. زيارة الأمير سلمان في محطتها الصينية الأخيرة كان لها زخم سياسي واقتصادي كبير، وقوبلت باهتمام كبير على صعيد القيادات السياسية الصينية، التي أكدت حرص بكين على تعزيز روابط الصداقة مع المملكة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية وإيصالها لمرحلة الشراكة الاستراتيجية المتنوعة، والسعي الحثيث للعمل على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتعزيز الحوار السياسي لإيجاد عالم خال من النزاعات والحروب. واللقاءات التي أجراها ولي العهد مع الرئيس الصيني ونائبه، ساهمت بشكل فعال في تعزيز العلاقات بين الرياضوبكين، والتي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من خلال زيارته المتعاقبة للصين، إذ استمر الجانبان ينسقان مواقفهما في القضايا الكبرى ذات الاهتمام المشترك بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط. وحسب المصادر فإن بكين تتعامل مع المملكة ببعد استراتيجي بعيد المدى وهي مستعدة لبذل الجهود مع الجانب السعودي لمواصلة تعزيز التعاون بين البلدين، بما يخدم مصلحة الشعبين. وتؤكد المصادر أن تكثيف الزيارات المتبادلة على المستوى الرفيع بين الجانبين، يساهم في تعميق الثقة وتعزيز الحوار الاستراتيجي بين الرياضوبكين. وقد أبدت الصين استعدادها لتعزيز التنسيق والتعاون مع المملكة في قضايا الشرق الأوسط، وتطوير الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد بما يثري العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وأفادت مصادر صينية أن الجانبين ينسقان جهودهما بشكل مكثف في الشؤون الإقليمية والدولية ويعملان على دفع عملية السلام بالشرق الأوسط، خاصة دعم الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقهم الوطنية المشروعة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. كما أن الرياضوبكين تتطلعان الى بذل الجهود البناءة والمستمرة لإيجاد الحل السياسي للأزمة السورية وفق بيان جنيف1، لوضع حد لمأساة الشعب السوري. وإذا نظرنا بعمق إلى الجانب الاقتصادي لهذه الشراكة الاستراتيجية فإن المملكة تعد من أبرز شركاء الصين في التعاون الاقتصادي والتجاري، وأكبر شريك تجاري للصين في غربي آسيا وأفريقيا. وكمحصلة أخيرة فإن جولة الأمير سلمان الآسيوية عززت الشراكة الاستراتيجية بين الرياض والعواصم الآسيوية، وهو ما سوف ينعكس إيجابيا على تفعيل التعاون وإرساء الأمن والسلام العادل والشامل في المنطقة.