بدأت يوم أمس الثلاثاء زيارة فخامة الرئيس هو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية الى المملكة التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتأتي زيارة الرئيس الصيني في سياق تعزيز العلاقات التعاونية بين المملكة والصين في مختلف المجالات، كما تهدف الزيارة الى دفع تتطور العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية بين الدولتين إلى مستوى أعلى وتوطيد أواصر الصداقة بين الدولتين بصفتهما من كبريات الدول ذات الثقل والوزن السياسي العالمي. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد قام بزيارتين للصين الأولى في العام 1998م والثانية في يناير عام 2006م. وأعطت الزيارات المتبادلة بين القيادات في المملكة والصين دافعاً قويا للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات. ترسيخ العلاقات الثنائية لترسيخ نهج اقامة شراكات استراتيجية مع الدول الاصعدة ذات الوزن الاستراتيجي المتعاظم على الصعيد الاقليمي الاسيوي والعالمي بدأت المملكة والصين منذ ثمانية عشر عاماً في ترسيخ اواصر العلاقات الثنائية بين كل من قيادتيهما، اذ تدرك القيادة السياسية السعودية اهمية الصين كقوة عملاقة في الوقت الراهن، وبذات الوقت تدرك الصين اهمية المملكة كمركز ثقل سياسي واقتصادي في المنظومة العربية والاسلامية والشرق اوسطية، وقد اولت المملكة اهتماماً بالغاً بتوطيد اواصر العلاقات الثنائية مع العملاق الاسيوي الصاعد فجمهورية الصين الشعبية دولة كبرى من حيث مساحتها المترامية الاطراف التي تزيد عن 6 ملايين كيلو متر ويبلغ عدد سكانها نحو 1200 مليار نسمة اي ما يعادل خمس سكان الكرة الارضية كما ان الصين تتمتع بثروات معدنية تجعلها في مقدمة القوى الاقتصادية في العالم إذ يبلغ متوسط النمو الاقتصادي الصيني خلال عقد التسعينات ما بين 5,7 13% من اجمالي الناتج الاجمالي القومي للصين. وعناصر القوة الجغرافية والسكانية والاقتصادية هذه زادت من الثقل السياسي والتأثير الدبلوماسي للصين اقليميا وعالميا وجعلها تحصل على مقعد دائم بين المقاعد الخمس في مجلس الامن الدولي وتحتل وتمارس دورا مركزيا في منطقتي شرق وجنوب شرقي آسيا أو ليس غريباً في ضوء ذلك أن يعتقد الصين أن الصين هي مركز أو قلب الكون اذ أن كلمة الصين في اللغة الصينية شمس شونج كو وهي تعني الملكوت الأوسط أو المركزي. وازاء حرص السياسة السعودية بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على توطيد علاقات التواصل والتعاون مع الصين، تبدي جمهورية الصين الشعبية اهتماماً ملحوظاً وحرصاً متبادلاً في ذات الاتجاه، إذ تنظر بكين إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها دولة ذات وزن ثقيل بالغ الأهمية في منطقة الخليج والشرق الأوسط بوجه عام بفضل مكانتها الاقتصادية وحضورها السياسي والدبلوماسي حيال كافة القضايا العربية والاسلامية، وهكذا تتلاقى رغبة الرياضوبكين في تطوير علاقات الصداقة والتعاون في كافة المجالات لا سيما وان لديهما وجهات نظر متماثلة بشأن العديد من المسائل والقضايا الاقليمية والدولية. تاريخ العلاقات السعودية الصينية شهدت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية تطورا ونموا سريعا على مدى" 18" عاما مضت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين في العام 1990. وهذه هي الزيارة الثانية للرئيس هو جينتاو إلى المملكة بعد زيارته الأولى في إبريل عام 2006م الأمر الذي يعبر بكل وضوح عن اهتمام القيادة الصينية البالغة بعلاقات الصداقة والتعاون الإستراتيجية بين الصين والمملكة. ويعتبر العام 2009 هو بمثابة العام التاسع عشر على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقد كانت السعودية آخر دولة عربية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين غير أن هذه العلاقات شهدت تطورا كبيرا، خاصة في المجال الاقتصادي حيث أصبحت المملكة أكبر شريك تجاري للصين في المنطقة العربية بحجم تبادل تجاري زاد على السبعة مليارات دولار أمريكي عام 2004. وقد بدأت العلاقات الثنائية بين البلدين في عام 1990، حيث شهدت خلال هذه الفترة تطورا مستمرا وبشكل طردي. وقد توج العلاقات خلال هذه الفترة، التي تعتبر قصيرة بمقاييس العلاقات الدولية، تلك الزيارة الكبيرة الهامة التي قام بها فخامة الرئيس (السابق) جيانغ تسه مين للمملكة العربية السعودية، وهي زيارة اثمرت عن توقيع بعض الاتفاقيات بين البلدين، وكذلك زيارة هامة أخرى بقدر أهمية الزيارة السابقة وهي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الصين ابان توليه لولاية العهد وتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات الثقافية والاقتصادية والسياسية، إضافة إلى ذلك قام ولي العهد صاحب السمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، بزيارة ناجحة إلى الصين في أكتوبر من العام 2000. وقد ظهرت تماثل وجهات النظر بين الدولتين آبان موضوع العراق حيث كانت مواقف البلدين متطابقة تماما في هذا الموضوع وهو ما يدل دلالة واضحة على عمق الفهم والدبلوماسية بين البلدين في مجال العلاقات السياسية وفي مجال العلاقات الاقتصادية فقد قام وفد كبير من المملكة بزيارة الصين، هذا الوفد اشتمل على أكبر عدد من المستثمرين السعوديين بلغ نحو 100 تقريبا من كبار التجار الذين وصلوا إلى الصين في خطوة تعتبر الاهم في مجال فتح القنوات الاستثمارية بين الدولتين. تبادل ثقافي مرموق اما في المجال الثقافي فقد عملت المملكة، وما زالت تعمل، من خلال التلفزيون والصحف والمجلات لتعريف الأصدقاء الصينيين بالإسلام كدين للسلام والمحبة والإخاء، وكذلك تتعاون السفارة مع الجمعية الإسلامية الصينية لتعريف الصيني بماهية هذا الدين وأنه دين خير وسلام. كما ان الشعب الصيني العظيم قد تشرب عبر تاريخه المجيد كثيرا من الفلسفات والأفكار مثل الفلسفات والأفكار الكونفوشية والطاوية والبوذية، إضافة إلى الإسلام والمتمعن لتلك الفلسفات يدرك أنها تتطابق، في أخلاقياتها، مع ما يدعو له الإسلام من أخلاقيات. كما ان المملكة دأبت على أن تدعو كل عام عددا من المفكرين الصينيين للمشاركة في مهرجان الجنادرية الثقافي الشهير، وقد شارك في مهرجان الجنادرية لعام 1421ه ثلاثة من الصينيين مشاركة فعالة بل تم اختيار أحدهم ليلقي كلمة ضيوف المهرجان أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وكان ذلك في مهرجان الجنادرية للعام 1421 ه الموافق للعام 2000م، وهذا يدل دلالة تامة على تقدير المملكة لعلماء الصين ومثقفيها ومؤخراً تم ادراج علماء ومفكري ومثقفي الصين ضمن الاسماء المرشحة في العديد من الجوائز بالمملكة. إضافة الى ذلك تقوم فإن المملكة تعتبر نفسها خادمة للمسلمين في كل مكان بالعالم، وتعتبر ذلك شرفا لا يضاهيه شرف. والمسلمون الصينيون هم جزء من ذلك العالم الإسلامي العظيم الذي يساهم في الحضارة العالمية، والمملكة عبر سفارتها وعلمائها تتصل بالمسلمين الصينيين بعد التنسيق مع الجمعية الإسلامية الصينية وذلك لعمل ما يتعدى بناء المساجد أو ترميمها؛ مثل المحاضرات والندوات وتوزيع المصاحف وغيرها من أوجه النشاط الإسلامي، إضافة إلى تلمس المملكة بعض المشاريع في المناطق ذات الأغلبية المسلمة لمحاولة المشاركة والمساهمة بما يعود بالنفع على أبناء المسلمين في الصين.العلاقات السياسية العلاقات الصينية - السعودية اهم علاقات الطاقة فى العالم تؤكد الاحصاءات الواردة من الهيئات الدولية المعنية قائلا ان طلب الصين على البترول احتل الثلث من اجمالى الطلب فى العالم فى العام الماضى. وقد تجاوزت الصين اليابان وتحتل المركز الثانى فى استهلاك البترول بالعالم. ومن المتوقع ان يبلغ حجم استهلاك الصين للبترول فى عام 2030 اكثر من ضعفى الحجم الحالى ليصل الى حوالى 13 مليون برميل يوميا. وبذات الوقت فإن المملكة العربية السعودية تتمتع باغنى احتياطى بترولى فى العالم ستصبح اهم شريك للصين فى مجال الطاقة فى المستقبل والمملكة العربية السعودية هي أكبر شريك تجاري للصين في غربي آسيا وأفريقيا على مدى الثمان سنوات الماضية حيث تجاوز حجم التبادل التجاري الثنائي بين البلدين 8ر41 مليار دولار أمريكي عام 2008 , ويتوسع حجم التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار والمقاولات وغيرها من المجالات الأخرى ويعود الفضل لهذه الانجازات إلى اهتمام وتأييد قيادتا البلدين وإلى تفعيل الجانبين مزايا التكامل الاقتصادي بين البلدين. ووصل عدد الشركات الصينية المسجلة في المملكة إلى 62 شركة وعدد العاملين فيها 8ر21 ألف عامل منهم 8ر15 ألف عامل صيني فيما بلغ عدد المشاريع التي قيد الإنشاء 105 مشروعات وإجمالي مبالغ العقود 282ر6 مليارات دولار. وقع البلدان خلال الزيارة التي قام بها الرئيس هو جينتاو رئيس جمهورية الصين الشعبية إلى المملكة في شهر إبريل 2006 م على اتفاقية التعاون الأمني بينهما. كما تم التوقيع على عقد أنظمة دفاعية , ومذكرة للتعاون في المجالات الصحية ومذكرة تفاهم حول التعاون التجاري الشامل بين شركة تشاينابترو كيميكا كوربور يشن" ساينوبك" وشركة الزيت العربية السعودية" ارامكو السعودية". وفي المجال الثقافي وقعت المملكة والصين في عام 2002م اتفاقية للتعاون في مجال الثقافة والتربية والتعليم بين الجانبين , وأقيم معرض للصور الفوتوغرفية الصينية بعنوان التراث العالمي في الصين في الرياض وفي نوفمبر عام 2005م أقيم الأسبوع الثقافي الصيني في المملكة وعلى هامش الألعاب الأولمبية ببكين في أغسطس عام 2008م نظمت وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة فعاليات الثقافة والفنون والتراث الشعبي للمملكة لمدة 10 أيام في بكين أسهمت هذه الأنشطة بدور إيجابي في تعزيز التعارف ومشاعر الصداقة بين شعبي البلدين. وجسدت جهود الإغاثة والمساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية إلى المنطقة المنكوبة بعد الزلزال الكارثي الواقع في منطقة سي تشوان الصينية جسدت مشاعر الصداقة العميقة التي يكنها الشعب السعودي تجاه الشعب الصيني ، وتركت أثرا عميقا في نفوس الشعب الصيني عامة وأهل المنطقة المنكوبة خاصة ، حيث يعتبر الشعب الصيني الشعب السعودي صديقا حقيقيا في وقت الشدة. ويبلغ عدد المسلمين في الصين 21 مليون نسمة وفيها أكثر من 30 ألف مسجد وأكثر من 40 ألف إمام ومنذ اتخاذ الصين سياسة الإصلاح والانفتاح إلى الخارج في عام 1978م ومع ارتفاع مستوى معيشة المسلمين باستمرار يزداد عدد الحجاج الصينيين إلى المملكة بشكل متواصل حيث بلغ عددهم في عام 2008م 21 ألف شخص. التبادلات السياسية بين الصين والسعودية في 11 نوفمبر 1988، وقعت الصين والسعودية مذكرات حول إقامة مكتب تمثيل تجاري بشكل متبادل. في العام التالي وصل الممثلان التجاريان للبلدين إلى موقعي عملهما. في 21 يوليو 1990، وقع البلدان بيانا لإقامة العلاقات الدبلوماسية وأعلنا إقامة العلاقات الدبلوماسية. في 25 إبريل 1993، فتحت القنصلية العامة الصينية في جدة، في إبريل 1998، وافقت الصين أن تفتح السعودية القنصلية العامة في هونغ كونغ. زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الصين 1998 جاء نجاح العلاقات خلال عقدها الأول بفضل من الله، ثم بفضل الحرص الاكيد من قيادتي الدولتين على تحقيق المصالح المتبادلة عبر رؤية مشتركة ومتوافقة الاهداف والسياسات العامة في اطار من الندية والمساواة والتوازن الاستراتيجي لخدمة مبادىء الشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلام الدوليين. وفي اطار التعبير عن هذا الحرص فقد كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 14 إلى 21 من اكتوبر عام 1998م، الأولى من نوعها التي يقوم بها مسئول سعودي في مستوى ولي العهد ابان توليه ولاية العهد آنذاك وكانت الزيارة خطوة رائدة لتعزيز العلاقات الثنائية الراهنة والمستقبلية، حيث اقرت الأسس التي تنطلق بها الزيارة المتبادلة بين قادة البلدين والمسئولين فيهما. كما كانت الزيارة للصين تأكيداً عملياً للمنهج السياسي الذي تقيم به المملكة علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية مع كافة دول العالم الصغرى والكبرى، ولا سيما الدول التي تعكس سياساتها الخارجية تأييداً ثابتاً وفعالاً للقضايا العربية وفي مقدمتها قضية الحقوق الفلسطينية المشروعة. وظلت المملكة تقدر دائما لجمهورية الصين الشعبية انتقاداتها المستمرة للسياسات القمعية والاستيطانية التي تمارسها الحكومات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني كما قدرت المملكة للصين تأييدها لمفاوضات مدريد واتفاقات اوسلو التي انطلقت بها عملية السلام الحالية في الشرق الأوسط؟ زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى الصين في عام 2000م قام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بزيارة الى الصين في عام 1421 ه والتي هدفت آنذاك الى تدعيم سبل تعزيز العلاقات والتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية مع كبار المسؤولين في الصين , فضلا عن تبادل وجهات النظر حيال القضايا العربية والإسلامية والدولية والمطروحة على الساحة آنذاك وفي مقدمتها الاستقرار والامن في منطقة الخليج ومسيرة السلام وآخر تطورات الاحداث في منطقة الشرق الاوسط بعد انتفاضة الاقصى. كما تجيء علاقات المملكة مع جمهورية الصين الشعبية في إطار السياسة الخارجية التي وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ( حفظه الله ) بتنويع العلاقات الخارجية مع دول العالم وبصفة خاصة مع الدول الاقطاب، ومنها جمهورية الصين الشعبية. زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله (حفظه الله) الى الصين 2006 خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبكين في شهر يناير عام 2006 م وقعت المملكة والصين على خمس اتفاقيات الأولى على بروتوكول حول التعاون فى مجال النفط والغاز الطبيعى وقطاع التعدين والثانية محضر الدورة الثالثة للجنة الصينية السعودية المشتركة للتعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى والفني والثالثة اتفاقية حول تجنب الازدواج الضريبي على الإيرادات والممتلكات ومنع التسرب الضريبي والرابعة اتفاقية قرض يستخدم لتطوير البنية الأساسية لمدينة اكسو بمنطقة شنجان الصينية والخامسة للتعاون فى مجال التدريب المهني بين وزارة التعليم الصينية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. وقد عكست الزيارة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تدعيم العلاقات الدولية بين مختلف كيانات العالم السياسية والاقتصادية، وقد أثمرت الزيارة عن المزيد من الدعم في مسار توطيد العلاقات بين كل من المملكة والصين. شراكة اقتصادية وتجارية متطورة وفي ضوء هذه الرؤية السياسية السعودية الصينية لللعلاقات الثنائية، يمكن القول بان المملكة اصبحت الآن وخلال خمسة عشر سنوات فقط من بناء العلاقات الثنائية الحديثة أكبر شريك تجاري اقتصادي للصين. حيث بلغت صادرات الصين الرئيسية للمملكة من الملابس كانت بنسبة 40% بينما صادراتها من الماكينات والأجهزة الالكترونية بنسبة 20%. فيما كانت واردات الصين من المملكة متمثلة في البترول الخام والمنتجات البتروكيماويات. ستة معارض تجارية في جدة وفي اطار هذا التبادل التجاري فقد نظمت جمعية التجارة الصينية منذ العام 1989م الذي بدأت به العلاقات الثنائية نظمت ستة معارض تجارية في مدينة جدة ولاقت المعارض اهتماماً بالغاً من رجال الأعمال السعوديين الذين اشادوا بمستوى وجودة الصناعات الصينية. وفي جلسة اللجنة المشتركة السعودية/ الصينية للتعاون والاقتصاد والتجارة والتقنية التي عقدت في بكين في شهر فبراير عام 1993م تم توقيع اتفاق صيني/ سعودي لتشجيع حماية الاستثمار بين البلدين الصديقين. وفي شهر اكتوبر من عام 1992م، اعلنت المملكة عن فتح باب سوق العمالة امام الصين لايجاد فرص عمل امام العمالة الصينية في المملكة. والرقم الاجمالي للمهندسين الصينيين والعمال الصينيين العاملين في المملكة في الوقت الحاضر في تزايد مستمر، فيما تقوم الشركات الصينية العاملة في مجال الزراعة والادوية والالكترونيات والماكينات والسيارات والبتروكيماويات، تقوم بنشاطاتها بنجاح. المملكة واهتمامها بأوضاع المسلمين في الصين ويشكل اهتمام المملكة باوضاع الاقليات المسلمة خارج العالم الاسلامي احد مبادىء سياستها الخارجية، إذ تُعنى المملكة قيادةً وحكومةً وشعباً بكل اسباب التواصل بينها وبين تلك الاقليات المسلمة لتطمئن على اوضاعها في المجتمعات التي تعيش فيها، وتقديم يد العون لها لمساعدتها على الارتباط بكيان امتها الاسلامية، والتمسك بتعاليم دينها وعقيدتها جيلاً بعد جيل. وقد كانت لفتة بارعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( حفظه الله ) خلال زيارته الأولى للصين عام 1998م تفقده لأحوال الجالية الاسلامية في الصين واطمئنانه على اوضاعها حيث زار (رعاه الله) مقر الجمعية الاسلامية الصينية في بكين وتبرعه للجمعية بنصف مليون دولار، والقى كلمة في الجمعية حيا فيها مسلمي الصين مُعرِفاً بسماحة الاسلام الحنيف. اشادة دبلوماسية بزيارة الرئيس الصيني أشاد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة يانغ هونغ بالدور الرئيس الذي تقوم به المملكة في المنطقة ومعالجة قضاياها وبخاصة دور المملكة المهم في العالمين العربي والإسلامي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز مبينا أن الصين تقدر هذا الدور. وقال في لقاء صحفي عقده الأسبوع الماضي سلط فيه الضوء على علاقات التعاون بين المملكة والصين بمناسبة الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني للمملكة إن الصين والمملكة بلدان ناميان بحاجة إلى التنسيق المشترك مبدياً ارتياح الحكومة الصينية لمدى العلاقات التي تربط البلدين الصديقين وأنها تسير نحو تعميق تلك العلاقات وتكامل التعاون الاقتصادي الصيني بالمملكة ومنها تعزز التعاون في السنوات الأخيرة فيما تحافظ الصين والمملكة على علاقات طيبة في كل المجالات. وأكد ترحيب الحكومة الصينية بالاستثمارات السعودية في الصين في المجالات المتفق عليها كما تشجع الحكومة الاستثمار الصيني في المملكة العربية السعودية مشيرا إلى قيام بعض الشركات الصينية باستثمارات مشتركة في مجالات عدة. ورأى السفير الصيني أن المملكة العربية السعودية منبع الحضارة الإسلامية وأنها مع حضارة الصين تحققان الاحترام والاستفادة والتفاعل فيما بينهما ضمن مجري التاريخ الطويل ، وقد ساهمت الحضارتان مساهمة بارزة في الحضارة البشرية مؤكدا أن الصين تولي إجراء الحوار الحضاري مع المملكة اهتماما بالغا باعتباره قناة مهمة لتعزيز الصداقة والتعارف بين شعبي البلدين. وبين أن العلاقات بين الصين والعرب قديمة وتاريخية وأن الصين تقف إلى جانب القضايا العربية في الأممالمتحدة بوصف الصين عضوا دائما في مجلس الأمن وتؤيد كل القرارات الصادرة المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط وقضايا الدول العربية في المناسبات المختلفة. واستعرض عددا من الأمثلة حول تعزيز الحوار بين الصين والعرب مشيرا إلى أنه في عام 2007م عقدت في الرياض "الدورة الثانية من ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية" في إطار "منتدى التعاون بين الصين والدول العربية" حيث إن الجانب الصيني قدر عاليا مؤتمر الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة الذي عقد في العاصمة الأسبانية مدريد في يوليو عام 2008م بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، والذي شاركت فيه الصين، كما حضر السفير تشانغ يه سوى مندوب الصين لدى الأممالمتحدة الجلسة الرفيعة المستوى بموضوع "الثقافة السليمة" والمنعقدة على هامش الدورة ال 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمبادرة المملكة العربية السعودية. وأشار إلى أن الحكومة الصينية تعمل دائما على دفع مسيرة السلام في الشرق الأوسط وتدفع الأطراف المعنية في إيجاد حلول مناسبة للنزاعات وفق روح التفاهم وقرارات الأممالمتحدة المعنية ومبادرة السلام العربية. وأضاف يانغ هونغ لين إن الصين بذلت جهودا كبيرة لتهدئة النزاع الأخير في غزة حيث أجرى الرئيس الصيني ووزير الخارجية اتصالات مع كل من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتوضيح موقف الصين.. كما قام مبعوث الصين الخاص لشؤون الشرق الأوسط بزيارة الدول المعنية في الشرق الأوسط للعمل لدى الأطراف المعنية مبيناً أن الصين تأمل من الأطراف المعنية في الحفاظ على وضع الهدنة وتنفيذ فرار مجلس الأمن رقم (1860 ) بشكل شامل وتدعيم استقرار وإعادة البناء في منطقة غزة.