لاقت فكرة الكاتب الدكتور عمر زهير حافظ والمتلخصة في إنشاء إذاعة باسم: «نور الإسلام من المدينةالمنورة» معارضة وتأييدا من إذاعيين وإعلاميين وشرعيين، إذ اعتبر معارضو الفكرة أن إنشاء هذه الإذاعة وغيرها هدر للوقت، لما تنعم المملكة به من تنوع في وسائل الإعلام، قائلين: «الأجدى هو التركيز على الإذاعات الموجودة، بدلا من الافتقار إلى الحرفية الإعلامية». وأبدى معارضو الفكرة تخوفا من الاهتمام بالكثرة على حساب الجودة في وسائل الإعلام، لئلا تعين الكثرة على دخول شخصيات لا تنتهج الوسطية، ولا تجيد المهنية الإعلامية الحقيقية. ولفتوا إلى أن سر التميز الإعلامي لا يحتكر على المكان، خصوصا أن المواد الإعلامية تنتج من أماكن مختلفة، فضلا أن العلماء ليسوا محصورين في المدينةالمنورة. أما مؤيدو إنشاء إذاعة نور الإسلام من المدينةالمنورة، فاعتبروا تنفيذها على أرض الواقع إضافة إلى الإعلام السعودي، ودفاعا عن القضايا الإسلامية، مشيرين إلى أهمية اهتمام الإذاعة بجانب خاص لضمان نجاحها كتركيزها على السنة النبوية. في البدء، أشار مدير إذاعة نداء الإسلام عدنان صعيدي إلى أهمية تطوير الإذاعات والقنوات الموجودة بدلا من التركيز على زيادتها، قائلا: «للأسف، نفتقر إلى الاحترافية الإعلامية، رغم أهمية تركيزنا على هذا الجانب». وأضاف «لو حرصنا على الموجود من الإذاعات لاكتفينا بتقديم المميز، خصوصا أن سر التفوق لا يكمن في المكان؛ لأن المادة تنتج أحيانا من أماكن عدة». وعن الفكرة التي طرحها الكاتب الدكتور عمر زهير حافظ والمتلخصة في إنشاء إذاعة باسم: «نور الإسلام من المدينةالمنورة»، فقال صعيدي «المادة العلمية وكذلك العلماء ليسوا محصورين على المدينةالمنورة مثلما كان في سابق العهد، وبالإمكان تقديم إذاعة دينية من أي مكان، لكن السر هو الحرفية»، مبينا أن موطن الإذاعة من المدينة إنما هو تشريف للإذاعة. وأبدى تخوفا من زيادة أعداد الإذاعات لئلا تكون مدعاة لدخول شخصيات لا تنهج الوسطية، أو لا تجيد المهنة الإعلامية بحرفية، مفصحا عن مخطط قديم في وزارة الثقافة والإعلام منذ عهد الوزير الأسبق الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله، وهي تواجد الإذاعات في مناطق مختلفة من المملكة، قائلا «كان من المفترض انتقال إذاعة القرآن الكريم من جدة إلى المدينة، لكنها انتقلت إلى الرياض وبقيت على حالها». قوة كبرى إلى ذلك، اعتبر الباحث الإعلامي مشعل الحارثي فكرة إنشاء إذاعة باسم: إذاعة نور الإسلام تنطلق من المدينةالمنورة منطقية، مبينا أن الإعلام بات قوة كبرى لمن يملك أدواته ومقوماته. وأضاف: نحن بحاجة إلى العشرات من القنوات والإذاعات للمنافحة عن الإسلام والقضايا المتعلقة به، منوها بأن هذه القناة بلا شك ستدافع تجاه من ينال بالمسلمين عموما، والمملكة خصوصا. وذكر أن أغلى ما نمتلكه هو مكةالمكرمةوالمدينةوالمنورة، وبالتالي يقع على عاتقنا الكثير، والحاجة ماسة إلى نشوء إذاعة من المدينةالمنورة تكون إضافة إلى الإعلام المسلم. وعارضه كبير مذيعي إذاعة جدة محسن العتيبي بقوله «فكرة إنشاء إذاعة ربما لا تكون الأجدى بقدر التركيز على الموجود»، معتبرا إنشاء إذاعة جديدة هدرا للوقت، والسبب ما تتمتع به إذاعات المملكة من تنوع في الطرح، وتطوير متواصل. ستضيف الكثير إلى ذلك، قالت معدة ومقدمة برامج إذاعة جدة نازك الإمام: لا يوجد ما يمنع من إقامة إذاعة باسم نور الإسلام تنطلق من المدينةالمنورة، إذ سيكون لها جمهورها وبرامجها الخاصة، لكنها أوضحت أن نجاح الإذاعة لن يتم إلا بالتركيز على جانب معين كالسنة النبوية. واعتبرت الروائية مها باعشن هذه الأفكار من الحسنات التي ينعم البعض بها لما يحملونه في نفوسهم من هم للدعوة والخير وإبراز القضايا الإسلامية على حقيقتها. ونوهت بأن الأفكار، وخصوصا المميزة، يجب أن تجد من يتبناها على أرض الواقع وإلا ماتت في مهدها، مبينة أن عددا من المشروعات تبدأ فكرة لتنتهي إما مشروعا يخدم شرائح المجتمع أو تندثر مع مرور الزمن. تقديم النافع وأشاد رئيس جمعية خيركم المندس عبدالعزيز حنفي بفكرة إنشاء إذاعة تنطلق من المدينةالمنورة باسم: نور الإسلام من المدينةالمنورة، قائلا ستسهم الفكرة إن نفذت في تقديم النافع للمستمع، كما تعد إضافة إلى الإعلام السعودي المهتم بالإسلام وقضاياه. ولفت إلى أن بناء الفكرة على أرض الواقع بما يوازي إذاعة نداء الإسلام من مكةالمكرمة يسهم في إذكاء روح المنافسة بين الإذاعتين، وبالتالي ستقدمان النافع بأساليب متنوعة تضمن النفع والطرح الجذاب. أما الباحث الشرعي الدكتور رضوان الرضوان، فقال: الفكرة رائدة، وتحقق النفع لأبناء المسلمين في ظل انتشار مختلف وسائل الإعلام التي تطرح المواد المتنوعة. وأضاف: «أبارك الفكرة، وكل أملي أن تجد النور»، منوها بما وصلت إليه إذاعة نداء الإسلام من مكانة، إذ حققت متابعين بنسب عالية حتى بات الجميع يعرفها.