عاقبت نفسي العام الماضي بالحرمان من زيارة معرض الكتاب لأنني وجدت أنني لم أقرأ الكتب التي اشتريتها في العام الذي سبقه، لكنني هذا العام أديت فروضي جيدا فكافأت نفسي بزيارة المعرض! المعرض كما عهدته حسن التنظيم مملوء بشغف القراءة وعبق الورق، فلا صوت يعلو على صوت تصفح الكتب، لكنني لوهلة احترت أيهما فرح أكثر بالآخر الكتاب أم القارئ في ظل انحسار الورق والقراءة، أما الأجمل فهو أن غالبية الزوار من الشباب، كما أنه أصبح محطة التقاء بين الكتاب والقراء! أما البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض فقد بدا لي غنيا كما وكيفا، وسعدت لإضافة الأنشطة المسرحية التي آمل أن تكون بمستوى يؤسس لذائقة مسرحية في مجتمع يعاني من غياب النشاط المسرحي! أعجبني كثيرا الركن المخصص للصور القديمة، خاصة أن كثيرا من الصور كنت أشاهدها للمرة الأولى، فمثل هذه الصورة تعد جسرا يعبر بالشباب إلى الماضي لتطبع أذهانهم مشاهده وشخصياته! طبعا لا جديد في مشاركات بعض المؤسسات الحكومية، فمعارضها تحتل مساحات كبيرة بمحتويات ضئيلة، بينما أجد أن حضور الأندية الأدبية في اضمحلال مستمر وكأنه شاهد على انحسار دور هذه الأندية في المشهد الثقافي المتغير! أسوأ ما في المعرض غير تسكع «الكدش»، هو صعوبة العثور على موقف لسيارتك، فالوضع أسوأ من جميع السنوات الماضية، ويفترض أن تدرك غرفة تجارة الرياض المالكة للموقع الحاجة المتزايدة لبناء مواقف الأدوار المتعددة!