إلى أين يقود نوري المالكي العراق؟! وإلى أي هاوية يمكن أن يودي بها كل هذا الخبل السياسي الذي يمارسه رئيس الوزراء العراقي؟! لقد كرس المالكي الطائفية في العراق في أبشع صورها، وكشف وجهه القبيح بإعلانه حربا على المحافظات السنية واستخدامه سلطته في توجيه الجيش لمحاربة أبناء الأنبار. وحتى القيادات الشيعية المتعقلة في العراق رفضت ممارسات المالكي الطائفية، ولعل انسحاب السيد مقتدى الصدر من المشهد السياسي العراقي وكل من يمثل الكتلة الصدرية في الحكومة العراقية، يعطي مؤشرا واضحا لممارسات المالكي الذي يعمل على تفكيك البنية المجتمعية العراقية. المالكي الذي سلم العراق ورقة تلعب بها مرجعياته في طهران، وفتح الحدود العراقية مع سوريا لتدفق المقاتلين لدعم نظام الأسد الذي حصد جيشه حتى الآن أرواح ما يقارب 150 ألف سوري بينهم نساء وشيوخ وأطفال ومدنيون، ودعم نظام الطاغية بالمال والسلاح. نوري المالكي يعمل جاهدا ويستميت من أجل البقاء على كرسي رئاسة الوزراء في العراق، من خلال فرض واقع عسكري وأمني لا يمانع من حصد أرواح العراقيين ليثبت أنه رجل العراق القوي. إن تصريحات المالكي اللامسؤولة ضد المملكة، تكشف مدى الخبل السياسي الذي يتخبط فيه المالكي الذي باع العراق والعراقيين في سوق طائفي رخيص، والكل يعلم أن المملكة تحارب الإرهاب بشهادة العالم أجمع، وأن يأتي اتهامها بالإرهاب ممن ثبت تورطه وتمويله للإرهاب وتمرير الإرهابيين عبر حدود بلاده لسوريا، هذا السفه السياسي لم يعد ينطلي على أحد. العراق لا بد أن تنتفض على حكومة المالكي، عملها السياسي لا يشرف بلدا بعظمة العراق ولا بقيمة الإنسان العراقي، ولا لمثل هذه الحكومة تخلصت العراق من حكم الديكتاتور.