تؤكد الأقوال والتصريحات الانفعالية التي يطلقها نوري المالكي أسبوعياً عبر احتلاله قناة العراقية الفضائية، التي تبث حديثه أسبوعياً، وكأنها ملكٌ خاص، أنه ومستشاريه يعيشون في عالم آخر من خلال غيابهم عما يجري حولهم من متغيرات. آخر مزاعم نوري المالكي اتهامه للمملكة العربية السعودية بدعم نشاطات تنظيم القاعدة وتنظيم دولة العراق والشام الإسلامية، بالرغم من كل ما تقوم به المملكة من مواجهة وجهود، أثنى عليها العالم أجمع، في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، بل حتى المالكي نفسه كان قد (شكر) قبل أسبوعين فقط القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الخاصة بتجريم الانتماء للأحزاب والمنظمات الإرهابية. المملكة وخادم الحرمين الشريفين لا حاجة لهما لشكر المالكي؛ لأن هذا الشخص نفسه، ومن خلال أفعاله، مؤيدٌ ودافعٌ للإرهاب؛ فهو بدعمه لمليشيات طائفية إرهابية يصنف إرهابياً وداعماً ومشجعاً للإرهاب؛ إذ يدفع قوات بلده، ويشكّل مجاميع عسكرية، مهمتها قتل المدنيين، واستهداف مكون مهم من الشعب العراقي. المالكي الذي يوجِّه التهم إلى المملكة العربية السعودية، وهي البلد الوحيد تقريباً من بين جيران العراق الذي أمَّن حدوده ومنع تسلل أي جماعات معادية للعراق، وليس كالدولة التي تساند المالكي، والتي فتحت حدودها للإرهابيين، وترسل الأسلحة والأموال للجماعات الإرهابية، وهو ما أكدته الوثائق والوقائع، ومنها ما نشرته الدولة التي أحضرته للعراق، ونصبته ديكتاتوراً وحاكماً بأمر طهران وواشنطن. المالكي يضم في وزارته أعضاء يديرون مليشيات إرهابية طائفية، ولم يستطع حتى وقفهم عن أفعالهم الإجرامية، سواء داخل العراق أو خارجه، كوزير النقل الذي أغراه بالانسحاب من التنظيم الطائفي الآخر (حزب الثورة الإسلامية في العراق)، وضم تنظيمه الإرهابي (فيلق بدر) ذا السمعة السيئة في العراق؛ إذ يسميه العراقيون (فيلق غدر)؛ لأن عناصره غدروا بالعراقيين، وقاموا بتشكيل تنظيم إجرامي، استهدف الضباط الطيارين العراقيين وأساتذة الجامعات والعلماء بناء على قوائم مرسلة من طهران. هذا الفيلق الإرهابي الغادر، الذي يرأسه وزير النقل في حكومة المالكي هادي العامري، يقوم حالياً بتعويض نقص عناصر مليشيات حسن نصر الله التي تحارب الشعب السوري، بعد أن سقط الآلاف منهم على أرض سوريا؛ وذلك بناء على طلب طهران من العامري، الذي هو أصلاً ضابط في الحرس الثوري قبل أن تحضره القوات الأمريكية إلى العراق، وكان يحمل رتبة عميد حرس، وقد نشرت المقاومة الوطنية الإيرانية هويته العسكرية وصوراً له وهو يقاتل الجيش العراقي. المالكي الذي يضم في وزارته إرهابيين يديرون منظمات ومليشيات طائفية يوجِّه المزاعم والأكاذيب للذين يحاربون الإرهاب عملاً وقولاً، مؤكداً ما ذهبت إليه العرب في تشخيص مثل هؤلاء بقولهم «إن كنت لا تستحي فافعل ما شئت»!