أشاد أئمة المساجد في محافظة بقيق ببيان وزارة الداخلية حول تحديد الجماعات الإرهابية، وقواعد الشريعة الإسلامية التي تضمنها في تجريم الإرهاب أو الشروع فيه، وتفنيد أعمال التنظيمات الإجرامية التي تستهدف الأنفس والممتلكات العامة والخاصة، وأكدوا في سياق ما تناولوه أمس الأول في خطب الجمعة أن تجريم عمل الجماعات الإرهابية لن يؤثر على النشاط الخيري الموجة لرعاية الفقراء في معيشتهم وعلاجهم وتعليمهم؛ لأنه مكفول بما شرعه الله لهم من أموال الأغنياء، ودعوا الجميع إلى الوقوف صفا واحدا ضد من يسعى في الأرض فسادا، عملا بقول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، موضحين أن الإبلاغ عن الإرهابيين للجهات الأمنية وعدم التستر عليهم يعد من أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن خططهم العدوانية تستهدف إهلاك الحرث والنسل بلا حجة ولا برهان، ولفتوا إلى أن البعد عن دين الله من أعظم الفتن، وأن الابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يكون إما بصريح اللفظ أو بدقيق العبارة، محذرين المسلمين من الدعاوى المزيفة والباطلة وعدم الاغترار بها أو الوقوع في شباكها، حول ذلك: أوضح مدير مكتب الندوة العالمية في بقيق وإمام وخطيب جامع سعد بن أبي وقاص الشيخ محمد راشد بوعلي أن هدف الإجراءات القانونية المتخدة ضد الجماعات الإرهابية هو تطويقها واجتثاثها وحماية أمن البلاد والعباد من شرورها، وقال: «على الجميع أن يدرك حجم المسؤولية المشتركة التي يتوجبها هذا الإجرام الخطير الذي يستهدف الشعب والوطن ويفرض النهوض ببذل أقصى درجات الالتزام في مجابهة الجماعات الإرهابية»، وأضاف: «نظرا للدور الهام الذي يقع على عاتق رجال الدين في المجتمع وتذكيرا بمسؤولياتهم وواجباتهم الدينية والشرعية، أدعو الخطباء، وخصوصا ممن يعتلون منبر يوم الجمعة إلى التأكيد شرعا على حرمة الدم والتحريم المباشر الصريح لأعمال تلك الجماعات الإرهابية وحرمة توفير بيئة حاضنة أو غطاء سياسي أو ديني لها أو من يتعامل ويتكامل معها، والتأكيد على احترام سيادة البلاد الإسلامية». ومن جهته، قال رئيس مركز الجاليات في بقيق الشيخ سيف البيشي: «علينا إبلاغ الجهات الرسمية عن ذوي الأفكار المنحرفة في حالة التعرف عليهم إبراء للذمة وتعاونا على البر والتقوى في القضاء على الفتنة أيا كان نوعها»، مؤكدا أن الأولوية يجب أن تعطى لإخماد الفتنة ووأدها في مهدها، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)، وأوضح أن الله توعد من أراد شق صف المسلمين وتفريق كلمتهم وتمزيق شملهم بالعذاب المهين والنكال الأليم، مضيفا أن أصحاب الفكر الضال يستهدفون الإفساد في الأرض ويزعزعون الأمن في البلاد ويشغلون الجهات الرسمية عن التنمية والبناء، وهم بتلك الأعمال الإجرامية والمنهج الباطل يحققون مصالح الأعداء، وذكر أن العنف والإرهاب لا يمكن أن يكون مسلكا مقبولا، فضلا عن أن يكون عقيدة أو دينا، فالعنف والإرهاب لا يحمل مشروعا غير التخريب والإفساد، وفضلا عن أنه لم يفلح في أي مكان من العالم في تحقيق أهدافه. في سياق متصل، لفت إمام وخطيب الجامع في محافظة بقيق الشيخ فهد بن إبراهيم إلى أن هذه الجماعات الإرهابية لا تعرف حرمة وطن أو إنسان أو زمان أو مكان، والمشاعر والعقول كلها تلتقي على استنكارها ورفضها والبراءة منها، مضيفا أن الإرهابي يظل علامة شذوذ برهان على الانفراد والانعزالية، والمجتمع لن يسمح لحفنة من الشاذين أن تملي عليه تغيير مساره أو التشكيك في مبادئه ومسلماته، وحمل البراهيم أهل العلم والرأي مسؤولية توعية الناشئة والشباب وتبصيرهم بما يحميهم من التخبط في أوحال الدعوات المضللة والعصابات المنحرفة وتنقية عقولهم من اللوث، مشددا على ضرورة توسيع دائرة الاتصال والثقة المتبادلة بين الناشئة والعلماء والمربين والموجهين، تلمسا لصلاح المعتقد وسلامة الفكر وإشباع الرغبات المشروعة دينا وخلقا.