لم يستبعد الأمين العام للجنة السعودية للرقابة على المنشطات عبدالعزيز المسعد وجود «الحشيش» في الملاعب السعودية، مرجعا ذلك إلى أنه وارد ومن الممكن في الداخل أو الخارج. في تعليق له على تصريحات اللاعب الدولي السابق فؤاد أنور، بين في حواره مع «عكاظ» أن عمل اللجنة متواصل وبشكل مستمر خلال مجريات الموسم، نافيا أن يكونوا قد أحدثوا محاباة لبعض الأندية والاتحادات، متناولا جملة من المواضيع. «عكاظ» التقت بالمسعد وأجرت معه الحوار التالي: لنبدأ من النهاية، حدثنا عن معرض لجنة الرقابة على المنشطات الذي جاء متزامنا مع الأولمبياد الرياضي الأمني؟ المعرض يأتي ضمن برنامج اللجنة التوعوي للموسم الرياضي 2013-2014م، حيث أن اللجنة تقدم 3 برامج رئيسية (التوعية، الكشف، التدريب)، ومن ضمن تعاون اللجنة مع القطاعات العسكرية وخصوصا الاتحاد الرياضي لقوى الأمن الداخلي، حيث تمت إقامة المعرض طوال فترة الأولمبياد الرياضي الأمني، ولله الحمد استفاد من البرامج المقدمة، قرابة 1500 زائر، يتم توعيتهم عن المواد المحظورة وآلية الفحص مع إجراء اختبارات تثقيفية لهم وتقديم هدايا وجوائز قيمة. هذا العام تفوقت اللجنة وعملت بعيدا عن الأضواء، فيما اعتقد البعض أنكم غائبون عن المشهد الرياضي، ما تعليقك؟ الحمد لله، اللجنة من خطتها هذا الموسم الحرص على تنفيذ البرامج المختلفة وخصوصا برنامج الكشف، بتطبيق سياسة إعلامية حرصنا فيها على تقديم المعلومات بشكل ملخص أسبوعي وتوضيح بعض النقاط الهامة إن وجدت، والهدف هو تقديم عمل توعوي ورقابي، وبمشيئة الله سيتم إصدار تقرير نهائي بعد ختام الموسم الرياضي. حساب اللجنة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» سجل نجاحا كبيرا، هل هي رسالة للإعلام بأن يكون التواصل عبر «تويتر» في ظل ابتعادكم عن المشهد الإعلامي؟ كما هو معروف، «تويتر» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم الوسائل الإعلامية والتثقيفية والاجتماعية في الوقت الحاضر، ورأينا مواكبة اللجنة لهذا التطور بإنشاء حسابها في تويتر @saudi_nado، وكذلك تحديث الموقع الإلكتروني، ليكونا هما المصدرين الرسميين لكافة أخبار ومعلومات اللجنة وللابتعاد عن الإشاعات والأطروحات غير الصحيحة، وخلال الشهر المقبل بإذن الله، ستكون هناك قناة في «اليوتيوب» وأيضا «الفيسبوك». كم تقدر ميزانية اللجنة، وهل هي كافية لتقديم مخططاتكم؟ بلغت ميزانية اللجنة مليوني ريال، وهي مخصصة للبرنامج الوطني للكشف عن المنشطات بمحاوره الثلاثة، وتعتبر الميزانية قليلة مقارنة بكثرة الألعاب الرياضية وانتشارها في مختلف مناطق المملكة، إلا أننا نسعى لإحداث توافق في كافة الألعاب للظهور بالشكل المميز. هناك من يتهم اللجنة بالضعف أمام بعض الأندية ومجاملة الآخرين، كيف ترد عليهم؟ اللجنة تتعامل مع الأندية والاتحادات الرياضية جميعها بشكل متساو، وفي نظام الرقابة على المنشطات لا يختلف أي لاعب أو رياضة عن الآخر، ولا أعتقد أن اللجنة تحابي أحدا على حساب الآخر، فنحن نسعى إلى إحداث عمل متوازن يخرج بصورة مميزة للجميع. في تصريح سابق تم تداوله اليومين الماضيين للاعب الدولي فؤاد أنور، قال من خلاله (إن الكثيرين من اللاعبين في السعودية يتعاطون المخدرات خاصة الحشيش)، كيف ترى ذلك؟ الحشيش يندرج تحت قائمة المواد المحظورة رياضيا، وهذه القائمة معتمدة من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ومطبقة في كل دول العالم، ومن الممكن ظهور عينات تحتوي على مادة الحشيش سواء هنا أو في أي دولة أخرى. تقع على عاتق لجنة الرقابة على المنشطات مسؤولية تحذير اللاعبين من بعض المواد المحظورة، كيف ترى تفعيل دور اللجنة في هذا الأمر؟ هذا يعتبر جزءا من البرنامج الوطني للتوعية، واللجنة حريصة على الحرص على المحافظة على صحة الرياضيين وتوعيتهم، حيث أقيمت حتى وقت هذا الحوار 35 محاضرة توعوية منها 11 محاضرة لفرق كرة القدم والبقية لألعاب مختلفة، وهدف اللجنة خلال هذا الموسم هو تقديم 60 محاضرة توعوية نرجو أن نصل للفائدة المرجوة من إقامتها. من خلال رؤيتكم في جميع الألعاب، ما هي أخطر المواد المحظورة التي من الممكن أن يستخدمها اللاعب؟ أرجو من كافة الرياضيين سؤال طبيب الفريق قبل استخدام أي دواء أو مكمل غذائي، واللجنة تقدم خدمة للرياضيين في حال عدم القدرة على التأكد أو الوصول إلى طبيب، أن يقوموا بإرسال صورة واسم المستحضر الطبي مع اسم الرياضة إلى إيميل اللجنة ([email protected])، وستقوم اللجنة خلال 72 ساعة بالرد على الاستفسار، سواء يحتوي على مادة محظورة أو لا. ولكن كيف يتم تصنيف المحظورات؟ قائمة المواد المحظورة يتم تحديثها سنويا عن طريق الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (WADA) ويتم تطويرها ومناقشتها بين أكثر من 1700 شخص من أصحاب العلاقة، للتعليق وتدوين الملاحظات ومن ضمنها اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، وبعد ذلك يتم اعتمادها وإصدارها بشكلها النهائي في شهر سبتمبر من كل سنة، ليتم العمل بها من 1يناير في السنة الميلادية الجديدة. كيف يتم اختيار اللاعبين للفحص، وكم تستغرق العملية لحين الكشف؟ آلية اختيار اللاعبين تكون على النحو التالي: 1 - داخل المنافسات (الألعاب الفردية: يتم الاختيار بإحدى الطريقتين أو كليهما (ترتيب المراكز، الاختيار العشوائي). أما الألعاب الجماعية: يتم الاختيار فيها بشكل عشوائي بالقرعة، بحضور إداري من كل فريق ومراقب المباراة. 2 - خارج المنافسات، (إما باختيار عشوائي أو فحص مستهدف ويكون الاختيار فيه حسب المعايير الدولية)، الأهم هو أن كافة اللاعبين معرضين للفحص داخل وخارج المنافسة في أي زمان ومكان. أين تجرى عملية فحص العينات، ولماذا لا يوجد مختبر خاص في السعودية لذلك؟ قبل بدء الموسم، يتم التعاون مع عدد من المختبرات الدولية المعتمدة من الوكالة الدولية وعددها حاليا 35 مختبرا، واللجنة تتعامل خلال الموسم الحالي مع مختبري سويسرا والهند. آلية إنشاء مختبر في المملكة تحتاج للعديد من الاشتراطات الدولية منها، أن لا يكون هناك مختبر دولي معتمد قريب، مع مراعاة عدد العينات في المنطقة، وأن لا يقل الفحص عن عدد 3000 عينة سنويا في المختبر الواحد، وكذلك الأجهزة المستخدمة مخصصة لفحص المنشطات مع تجديد الرخصة سنويا. هناك أكثر من لاعب تذمر من عملية اختياره المتكرر لعمل الفحوصات، برأيك ما الأسباب؟ التذمر يحدث لعدم معرفته أن الاختيار يتم عن طريق القرعة وبحضور إداري كل فريق، وأيضا التفكير بأن عملية الفحص ستأخذ وقتا طويلا، مع أن الجميع يعلمون في حال أن اللاعب جاهز لإعطاء العينة بالكمية المطلوبة (90 مل)، فلا تستغرق المدة أكثر من 10 دقائق. ولكن في حال رفض اللاعب الكشف، ما هي الخطوات التي من الممكن اتخاذها؟ الانتهاك الثالث في اللائحة (الرفض أو الامتناع)، عقوبته إيقاف لمدة تصل إلى سنتين، ويمكن الاطلاع على اللائحة السعودية للرقابة على المنشطات في الرياضة من خلال الموقع الإلكتروني (www.saadc.org). خلال الفترات الماضية، أثيرت قضية عدم اختيار بعض لاعبي الأندية، الأمر الذي جعل بعض الجماهير تلقي التهم جزافا على هؤلاء اللاعبين بتعاطيهم للمواد المحظورة، ما تعليقك؟ الاختيار للفحص لا يفرق بين أي لاعب، والعديد من الأسماء التي تم طرحها في الإعلام وقعت عليهم القرعة، ولكن البعض يسعى لتأجيج الموضوع دون معرفة الحقيقة وعدم العودة للمصدر الرئيسي والاستفسار في ذلك. كيف ترى تعاطي الإعلام مع أعمال اللجنة؟ الإعلام جزء مهم لتقديم الرسالة المنشودة، وأتمنى أن يحرص الكثير على عدم نشر أي معلومة إلا بعد التأكد من مصدرها لقطع دابر الشائعات، ونتمنى في اللجنة، أن تخصص مساحة لو بسيطة للتوعية بالمواد المحظورة رياضيا، وتثقيف المجتمع الرياضي بكافة جوانب المنشطات. كلمة أخيرة؟ أشكركم على هذا الحوار، وأتمنى من الجميع المساهمة معنا في محاربة هذه الآفة الخطيرة، ونتقبل في اللجنة أي ملاحظات أو نقد.