المنشطات... داء يجوب العالم تعرف المنشطات الرياضية بأنها المواد والوسائل التي تساعد في تحفيز الأداء البدني للاعبين الرياضيين، والتي يتم تحديدها من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ال«WADA» واللجان الوطنية للرقابة على المنشطات، كما أن التعريف يتوسّع ليشمل أية مخالفة للائحة الدولية لمكافحة المنشطات والتي تحتوي على 8 عناصر مختلفة، والمنشطات الرياضية تعرف بالإنكليزية ب «DOPE» والتي يعتقد أنها مشتقة من لهجة منطقة «بور» في جنوب أفريقيا وقبائل شرق القارة السمراء، إذ ظهرت كلمة «دوب» كمرادف لمزيج الكولا والإفدرين، التي انتشر تعاطيها قبل وأثناء أداء الطقوس الدينية الوثنيّة، وذلك في بداية القرن ال 20. ومنعت الدورات الأولمبية القديمة في اليونان تعاطي بعض المواد الغذائية، التي لها تأثير في رفع مستوى الأداء البدني للمتنافسين الرياضيين، بعدما ثبت أنه تم تقديم بعض أنواع «النبيذ» ومادة «الستركنين» في أول دورة أولمبية عام 1896 في أثينا لبعض العدائين، بهدف رفع مستوى اللياقة لديهم، كما وثق عدد من حالات الوفاة لرياضيين استخدوا عدداً من المواد المنشطة المجهولة، لذلك سعت اللجنة الأولمبية الدولية إلى مكافحة المنشطات، إذ أسست في ذلك الوقت لجنة طبية متخصصة، صاغت أول تعريف محدد للمنشطات، ونشرت أول قائمة للمواد المحظورة في عام 1967، وهي أساس للقائمة التي تصدرها سنوياً الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. يذكر أن أول عينات أخذت من الرياضيين في دورة الألعاب الأولمبية في عام 1968 في غرينوبل الفرنسية، بينما يعد أول مختبر متخصص أسس للكشف عن المنشطات في مدينة فلورنسا الإيطالية عام 1961. ال «SAADC»... ورقابة صارمة في السعودية تعد اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات ال«SAADC» التي أنشئت عام 2003، الجهة المسؤولة عن كل الأمور المتعلقة بالمنشطات، إذ تقوم بإصدار قائمة سنوية بالمواد والوسائل المحظورة، وذلك نتاج لتوقيع السعودية على معاهدة «كوبنهاغن» الدولية لمكافحة المنشطات في عام 2003 وعلى ميثاق «اليونيسكو» لمكافحة المنشطات. وعلى المستوى الخليجي، كانت السعودية سباقة في تأسيس وتفعيل المنظمة الإقليمية لمكافحة المنشطات لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن التي تعرف ب «RADA»، اذ تترأس السعودية المنظمة منذ الدورة الأولى، وتم تنفيذ برامج عدة وجولات توعوية على المنتخبات الرياضية، إلى جانب عقد دورات تأهيلية لمسؤولي الرقابة على المنشطات، وتعد اللائحة السعودية للرقابة على المنشطات في الرياضة بمثابة الوثيقة القانونية المعمول بها للتعامل مع كل قضايا المنشطات المحظورة رياضياً في السعودية، وهي متماشية مع اللوائح الدولية، ومعتمدة من نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية السعودية الأمير نواف بن فيصل بن فهد، كما أنها مجازة ومعتمدة من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ال«WADA». وتعتبر اللائحة السعودية للرقابة على المنشطات في الرياضة، ملزمة على الاتحادات والهيئات الرياضية السعودية كافة، ونافذة القرار في ما يخص شؤون الرقابة على المنشطات، وهناك فريق العمل المكلف بإعداد وصياغة اللائحة، وهو مكوّن من الدكتور صالح قنباز والدكتور عبدالله الجوهر وعبدالرحمن القنيطير وبدر السعيّد، وتقع اللائحة في 82 صفحة باللغة العربية، و78 صفحة باللغة الإنكليزية. أضرارها... وفاة الرياضيين للمنشطات أنواع عدة، منها المواد الصيدلانية الصناعية كمنبهات الجهاز العصبي المركزي والمواد البنائية أو «الابتنائية» والهرمونات والمواد المشتقة منها ومحفزات مستقبلات ال«البيتا» والمخدرات والأدوية المدرة والمواد الحاجبة، إلى جانب ما يطلق عليها ب«الوسائل المحظورة»، التي تتم من خلال نقل الدم أو تعزيز نقل الأوكسجين، أو المعالجة الكيماوية الفيزيائية، والمواد والوسائل المحظورة هي التي تضبط أثناء المنافسات الرياضية وخارجها والمواد المحظورة داخل إطار المنافسات والمواد المحظورة في أنواع خاصة من الرياضات. أما الأضرار الناتجة من استخدام المنشطات، فهي اضطراب توازن أملاح للجسم وأمراض الكلى وأورام البروستات والعجز الجنسي، أو الوفاة بالذبحة القلبية والخلل الهرموني والإرهاق العضلي وظهور أعراض الحساسية تجاه بعض أنواع الأدوية والأرق وزيادة السلوك العدواني، وقد تحدث نوبات إغماء متقطعة لدى متعاطي ال«الإمفتامين». وهناك ما يعرف بالاستثناء للاستخدام العلاجي ال«TUE» في حالات طبية محددة، إذ يمكن للرياضي استخدام بعض أنواع الأدوية التي يتم تصنيفها مواد محظورة، وذلك ضمن جرعات محددة ولمدة محددة، بعد الحصول على موافقة خطية من لجنة الاستثناء الرياضي. يذكر أن أول حال وفاة لرياضي تناول منشطات سجلت في عام 1886، وهو لاعب الدراجات الإنكليزي لينتون، وذلك في سباق الدراجات بين مدينتي باريس وبردو الفرنسيتين، بعد تعاطيه كميات كبيرة من الكافيين، وكذلك وفاة لاعب الدراجات الدنماركي كينت يونسون خلال منافسات الدورة الأولمبية في روما عام 1960 جراء جرعة زائدة من مزيج الإمفتامين وحمض النيكوتنيك، وفي الدورة ذاتها توفي لاعب القوى دك هوارد، بعد تناول جرعة عالية من الهيروين. مارادونا «الأشهر» عالمياً...والكويكبي والمولد محلياً أصبح أسطورة الكرة العالمية الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا المولود في ال 30 من تشرين الأول (أكتوبر) عام 1960 أشهر لاعب كرة قدم تعصف به «المنشطات» وتضر بمسيرته الكروية كثيراً، إذ شارك مارادونا في نهائيات كأس العالم عام 1994، وقاد ال «التانغو» في مباراتين، وسجل آنذاك هدفاً، لكنه فشل بعد ذلك في فحص المنشطات، الذي حرمه من إكمال قيادته للأرجنتين في مونديال اميركا، وتوقف مارادونا لمدة 15 شهراً بسبب تعاطيه ال «الكوكائين»، ومن ثم لعب في صفوف نادي اشبيلية (1992/1993)، ونيويلز أولد بويز (1993) وبوكا جونيورز (1995 إلى 1997). واعتزل في ال 30 من تشرين الأول (أكتوبر) عام 1997، ودرب بعض الأندية، إلى أن استقر به الحال أخيراً مدرباً للمنتخب الأول الأرجنتيني. أما محلياً، فسجل أخيراً لاعب نادي الرائد ماجد المولد سبقاً كأول لاعب كرة قدم سعودي يتم إيقافه بسبب تعاطيه المنشطات، بعدما أصدرت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات قرار عقوبة بحقه لانتهاكه قانون مكافحة المنشطات، وذلك بإيقافه عن المشاركة في المنافسات الرياضية داخلياً وخارجياً لمدة سنتين، إلى جانب مهاجم الوحدة علاء الكويكبي الذي تم إيقافه أخيراً لمدة سنة.