الدمام – منى الشهري لن نتردد في إخضاع أيّ لاعب للكشف عن المنشطات حتى لو كان في منزله. فحصنا 370 لاعباً الموسم الماضي منهم 54 في كرة القدم. لا نجامل الأندية الكبيرة .. واسألوا ياسر والجمعان. قضية غالي أثبتت سلامة إجراءاتنا .. والاستئناف كان متاحاً للكويكبي. نحتاج إلى 430 ألف ريال للعودة إلى «زين».. «وركاء» ضمن اهتماماتنا. اعترف رئيس اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات الدكتور صالح القمباز بأن نسبة تعاطي الرياضيين السعوديين للمنشطات تزداد عاما بعد آخر، مؤكدا أن الإحصاءت أثبتت أن 3% من الرياضيين السعوديين يتناولون المنشطات مقارنة ب 1% مما يتم الكشف عنه عالميا. وكشف القمباز في حواره مع «الشرق» أن أكثر المواد المحظورة التي يتناولها الرياضي السعودي هي الهرمونات ومدرات البول، والأخيرة يستخدمها اللاعبون أحيانا لإخفاء المنشطات التي يتم تناولها، موضحا أن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات أخضعت في الموسم الماضي 370 لاعبا في كل الألعاب منهم 54 لاعبا في مسابقتي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال وكأس ولي العهد، مشدّدا على أن اللجنة لن تتردد في إخضاع أيّ لاعب للكشف عن المنشطات حتى لو كان في منزله في حال استدعى الأمر ذلك. القمباز تحدّث بصراحة كبيرة عن سبب عدم فحص لاعبي دوري «زين» للمحترفين، كما دافع عن اللجنة رافضا أن يكون للمجاملات دور في اختيار اللاعبين لكشف المنشطات .. فإلى التفاصيل: سبات عميق * وصف بعض غياب اللجنة السعودية للرقابة عن المنشطات في الفترة الماضية عما يحدث داخل المسابقات السعودية ب»السبات العميق» .. فما تعليقك؟ - إذا كان يقصد ب«السبات» مسابقة دوري زين للمحترفين، فإننا نعترف أننا غير موجودين، ولكن ذلك لا يعني غيابنا عن بقية المسابقات السعودية، والمشكلة أن الإعلاميين وللأسف الشديد لا يهتمون بباقي الرياضات الأخرى، وجلّ تركيزهم على لعبة كرة القدم فقط، وللتوضيح فإن اللجنة لديها جداول لجميع الرياضات والعينات يتم توزيعها بحيث تُعطي الألعاب الأكثر خطورة العدد الأكبر مثل السباحة وألعاب القوى وكمال الأجسام وهذا التوزيع يعتمد من الناحية العلمية ومعتمد دولياً ويتم إعطاء عدد أقل من العينات لكرة القدم والألعاب الأقل خطورة وهكذا. ميزانية معلقة * وهل سيطول غياب اللجنة عن مسابقة دوري زين للمحترفين؟ - نحن لسنا الجهة المعنية بذلك، وأرى أن يوجه السؤال إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، وعموما دوري زين للمحترفين تحديدا يحتاج إلى التمويل لأن مبارياته حوالي 62 مباراة، ويتم تمويله بملايين الريالات، ومن البديهي أن يختلف عن باقي المسابقات الأخرى، خاصة أننا لا نستطيع أن نغطي جهات فيها عنصر تجاري، وفي النهاية نحن على أتم الاستعداد اللوجستي للقيام بدورنا فلو جاءني اتصال في الظهر لطلب فحص بإمكاني إرسال فريق في المساء إذا تم رصد الميزانية وسبق أن أبلغناهم أن التكلفة تقدر تقريباً ب430 ألف ريال في الموسم الرياضي إذا تم فحص 15% من المباريات. خطورة المنشطات * ما موقف الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات مما يحدث حاليا بين الاتحاد السعودي لكرة القدم واللجنة السعودية للرقابة على المنشطات؟ - الوكالة الدولية تسعى إلى إيجاد برنامج وطني يغطي كل الرياضات وليس رياضة كرة القدم فقط، وخطورة المنشطات تقع على أربعة مستويات وهي «عالية الخطورة، خطيرة، متوسطة الخطورة وقليلة الخطورة»، وكرة القدم تحتل الفئة الثانية من حيث خطورة المنشطات، فألعاب القوى ورفع الأثقال وكمال الأجسام والسباحة وركوب الدراجات تعد من ألعاب الفئة الأولى الأكثر خطورة في استخدام المنشطات وذلك يكشف أن ميول اللاعبين لتناول المنشطات في رياضة كرة القدم ليست ضمن الفئة الأولى الأكثر خطورة. الآلة الإعلامية * هل تعتقد أن القوة الإعلامية التي يتمتع بها بعض رؤساء الأندية قد تحرمكم من اتخاذ بعض القرارات ؟ - أتحدى قرارا واحدا أوقف بسبب ذلك، ونحن لسنا مرتبطين بأحد، واللجنة تتبع المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية السعودية، والعينة التي تظهر إيجابية من المختبر لا تظهر نتيجتها في البداية حيث يكون برقم «كود» وهي مرتبطة بوثائق أخرى، ومثال على ذلك موضوع اللاعب حسام غالي، فالوكالة الدولية حققت فيه حوالي الشهر، وكانت النتيجة أن بُعث لنا خطاب شكر على إجراءاتنا وهو ما يؤكد أن إجراءاتنا سليمة وحسب الأنظمة الدولية، وقد أغلق مكتب ماليزيا وسُحب الاعتراف منه لوجود شكوك حول وجود تلاعب. سياسة المجاملات * هناك من يقول إن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات تعاني من ضعف أمام بعض الأندية؟ - غير صحيح، وسبق أن واجهنا أندية كبيرة في حال وجود حالة «إيجابية» ضمن لاعبيها، وهناك حالات كبيرة تثبت سلامة موقفنا وعدم تأثرنا بالضغوط، واللجنة تعلن النتيجة فوراً حتى قبل مرور 21 يوماً وستجدون في موقعنا جميع أسماء الموقوفين، وفي الموسم قبل الماضي تم إيقاف لاعب الهلال فيصل الجمعان عامين. * وما ردك على من يتهم اللجنة بأنها تجامل أندية كبيرة على حساب أخرى؟ - هذا ليس صحيحا، وأتمنى أن يذكر من يسوّق لمثل هذه الاتهامات مثالا واحدا، وفي وقت سابق تم فحص ياسر القحطاني وويلهامسون وكل ناد يتم فحصه مرتين، واللاعبون يتم اختيارهم بالقرعة أمام مندوب من النادي، ولأن القرعة هي من تحدد عملية اختيار اللاعبين فإننا لا نعرف إن كان اللاعب الذي سيخضع لكشف المنشطات لاعبا احتياطيا أو حارس مرمى، وهذا يعطي عدالة في التوزيع. قضية الكويكبي * لكن لاعب الوحدة علاء الكويكبي ذكر في تصريح سابق وتحديدا بعد إدانته بتعاطي المنشطات أن رئيس اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات أكد له أن هناك لاعبين كانت نتائجهم إيجابية ولم يتم الإعلان عنهم إلى الآن؟ لا على الإطلاق، لا يوجد أي لاعب ظهرت نتائج تحليله إيجابية إلا وتم الإعلان عنه ويرسل إلى إدارة الإعلام والنشر ويصدر فيها تعميم على الصحف. وسبق أن أبلغت الكويكبي أن يقدم استئنافا لإجراء تحقيق وجلسة استماع من اللاعب وله الحق في إحضار محام أو مترجم، على أن يجيب على الأسئلة بمحض إرادته، ثم يتم رفعها إلى اللجنة التأديبية وهي منفصلة عن اللجنة ومكونة من تسعة أعضاء منهم ثلاثة أطباء وثلاثة قانونيين وأعضاء مجلس الشورى واستشاريون في مجال المختبرات ويحق للجنة عمل جلسة استماع أخرى وفي نفس الوقت يتم إرسال البلاغ للاتحاد الدولي أيضاً الذي بدوره يمكنه الاعتراض في حال وجد أن هناك قراراً سواء كان مجحفاً أو فيه تهاوناً. توعوية اللاعبين * وأين اللجنة من تثقيف وتوعية اللاعبين السعوديين بالمواد المحظورة؟ - مع كل عام يتم طباعة آلاف النسخ من أسماء المواد المنشطة الممنوعة وتوزّع في كل الاتحادات والأندية، كما أن اللجنة أقامت دورة لمنسقي الاتحادات للإجابة عن استفسارات اللاعبين حول هذا الموضوع، وهناك صفحة للجنة على الموقع الإلكتروني وأرقام الهواتف معلن عنها. * من خلال خبرتك .. ما أكثر المواد المحظورة التي يتناولها الرياضي السعودي؟ الهرمونات ومدرّات البول والأخيرة يستخدمها اللاعبون أحياناً لإخفاء المنشطات التي تم تناولها لمحاولة التخلص منها بسرعة، متجاهلين بذلك أضرارها الصحية الخطيرة، وقد يحدث ذلك بسبب نصائح أطباء قد لا يكونون ملتزمين بالقسم الطبي. معايير الفحص * هل صحيح أن اللجنة لها الحق في فحص اللاعبين حتى لو كان ذلك في منازلهم؟ - نعم ويتم ذلك وفق القانون الدولي، وهناك برنامج في الاتحادات الدولية وخاصة في الرياضات عالية الخطورة وللرياضيين المشاركين في مسابقات دولية، وينص على إخضاع اللاعبين للكشف على المنشطات في أماكن وجودهم، فهناك فحص أثناء المباريات، وفحص خارج المباريات في البيت والنادي، وهناك فحص مستهدف، وتعني أنه يتم فحص شخص ظهرت نتائج الفحص لديه «شبه إيجابية» أو يُفحص نتيجة بلاغ موثوق فيه وصل للجنة حول لاعب معين وجد أنه يتعاطى المنشطات، حيث يتم رصد عناوين اللاعبين ومعرفة مواقعهم ويتم تجديده كل شهرين، كما يتم التركيز على أوقات اللاعبين بحيث يتم رصد جداول حياتهم اليومية لأن طبيعة المنشطات ليست واحدة وبعض الرياضيين يتعاطون المنشطات أثناء التدريب وقبل المباريات بأسبوعين أو ثلاثة ويتم استبدالها بمواد أخرى، والوكالة الدولية تسعى إلى عمل ما يسمّى ب«جواز المنشطات» حيث إن أي لاعب دولي لا يستطيع الدخول إلى أي منافسة كبرى إلا عندما يكون هناك ختم على الجواز على الأقل ثلاث مرات خلال السنة التي تسبق المباراة الدولية، لأن الفحص أثناء المباراة لا يعني عدم تعاطي المنشطات ولضمان عدم تناوله لها إطلاقاً وذلك من منطلق الحفاظ على صحة الرياضي والمنافسة الشريفة، و95 % من الرياضيين عالمياً بشكل عام لا يتناولون منشطات وبحسب الإحصائيات فإن ما يتم كشفه لا يتجاوز 1%، وفي السعودية النسبة أكبر للأسف وتصل إلى 3 % في جميع الألعاب. دوري ركاء * أقر أخيرا دوري محترفين لأندية الدرجة الأولى .. فهل سيكون هذا الدوري ضمن أولوياتكم في الفترة المقبلة؟ - طلبنا التوسّع في البرنامج، ونأمل في الفترة المقبلة أن يكون هناك تغطية لدوري «ركاء» لأندية الدرجة الأولى للمحترفين، ونحن تقريباً نغطي جميع الرياضات، حيث بلغ عدد العينات التي أنجزتها اللجنة للموسم الماضي 370 عينة في كل الرياضات (ألعاب القوى وكرة اليد ولعبة «البولينج» وطاولة التنس وغيرها) وتضمنت 54 عينة في كأس خادم الحرمين وكأس ولي العهد وهو ما يمثل 20%.