وجهت المملكة أمس اللوم على المجتمع الدولي ونظام بشار الأسد جراء «التدهور السريع والخطير» للوضع الإنساني في سوريا مجددة مطالبها بمحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات الإنسانية وإخراج المقاتلين الأجانب من هناك. جاء ذلك في كلمة لرئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان في كلمة بلاده أمام الجلسة رفيعة المستوى لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جنيف حيث أشار إلى التقارير الدولية الصادرة عن الوضع في سوريا «تشير بوضوح إلى أننا أمام جرائم ضد الإنسانية». وأوضح العيبان أنه بعد مرور ثلاثة أعوام من بدء الثورة السورية وفقا لإحصائيات رسمية فإن عدد القتلى يزيد عن 140 ألفا وأكثر 2.5 مليون لاجئ في الخارج وسبعة ملايين نازح في الداخل إلى جانب تعذيب 11 ألف معتقل في سجون النظام. وحمّل في كلمته المجتمع الدولي «المسؤولية الجماعية إزاء التدهور السريع والخطير للوضع الإنساني في سوريا إذ يقع على عاتقه اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان إدخال المساعدات الإنسانية بسرعة وتقديم كل ما من شأنه رفع معاناة الشعب السوري». وأضاف أن «تعنت النظام الدموي في سوريا واستمراره في قتل الشعب بأشد الأسلحة فتكا لاسيما الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا وإلقاء البراميل المتفجرة على السكان المدنيين بما فيهم الأطفال وكبار السن أدى إلى ارتكاب كل أنواع انتهاكات حقوق الإنسان التي عرفتها البشرية». وجدد التأكيد على مطالب الحكومة السعودية بإحالة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في سوريا إلى العدالة الدولية وسحب جميع المقاتلين الأجانب من سوريا. وحول القضية الفلسطينية أكد العيبان أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع صور انتهاكات حقوق الإنسان بسبب عدم تحقيق أي نتائج ملموسة في عملية السلام واستمرار إسرائيل في فرض سياسة الأمر الواقع منذ أكثر من ستة عقود. وأشار في هذا الصدد إلى مواصلة الاستيطان والاعتقالات التعسفية وحرمان الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من أبسط حقوقهم الأساسية وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعدم «التنفيذ الجاد» للقرارات الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة. من جهة أخرى أكد العيبان على دور مجلس حقوق الإنسان في تعزيز القيم المشتركة «بعيدا عن التسييس» وتنصب جهوده في المرحلة القادمة نحو بناء القيم والمفاهيم المشتركة للثقافات والحضارات والتأكيد على مبدأ التنوع الثقافي واستثمار القيم الإنسانية المشتركة في سبيل حماية وتعزيز حقوق الإنسان. كما طالب مجلس حقوق الإنسان بتقييم ومراجعة دور وفاعلية المجلس في التصدي للانتهاكات المروعة ضد حقوق الإنسان لاسيما في مناطق الصراعات والأزمات في ظل تصاعد الانتهاكات الجسيمة التي تهدد حياة الشعوب والتي يجب أن تمثل أولوية ملحة للمجلس في المرحلة المقبلة. يذكر أن الدورة ال25 لمجلس الأممالمتحدة لحقوق الانسان بدأت يوم أمس وتستمر لغاية ال28 من الشهر الحالي لمناقشة واستعراض أوضاع حقوق الانسان في مختلف المجالات وفي العديد من دول العالم.