يغالب الأب المفجوع مسفر سالم آل سليم دموعه وهو يتلقى التعازي في وفاة ثلاثة من أبنائه في حادث مروري مروع على الطريق الذي يربط محافظة حبونا بقرية المنتشر شمالي نجران، وهم في طريقهم لتأمين بعض احتياجات أسرتهم، وأمام هذا الموقف الصعب يدخل كثير من المعزين في موجة بكاء وهم يتعاطفون مع مسفر الذي يحاول قدر الإمكان إخفاء دموعه والتماسك أمام المتعاطفين معه إلا أنه في كل مرة لا يقاوم حزنه على فقد أبنائه. مأساة مسفر لم تتوقف عند فقد أبنائه الثلاثة، فلايزال اثنان من أبنائه يتلقيان العلاج في مستشفى الملك خالد بنجران، وأحدهما بحالة حرجة، حيث يصارع محمد الذي يرقد بقسم العناية المركزة الموت جراء معاناته من نزيف في المخ وكسور في أنحاء متفرقة، في ما يرقد سعيد في أحد أقسام التنويم ويعاني من خمسة كسور. وناشد الأب المسؤولين في المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة نجران بسرعة نقل ابنيه محمد وسعيد إلى أحد المستشفيات المتقدمة ليبقيا إلى جواره ويعوضانه فقد أبنائه الثلاثة، في حين قال فهد عبدالله آل سليم عم المتوفين والمصابين، إنه يشفق على حال شقيقه الذي فقد ثلاثة من أبنائه ويقف متفرجا على حال المصابين، وأوضح أن والدة المتوفين والمصابين لم تتمالك نفسها وأصيبت بانهيار عصبي عندما سمعت بالخبر، إلا أنها سرعان ما سلمت أمرها لله راضية بقضائه وقدره، وقال إن أمل العائلة أن يتم نقل المصابين إلى أحد المستشفيات المتخصصة لتلقي العلاج.