مع عدم وجود نقل عام تتوفر فيه السلامة والنظافة، إلا أنني حرصت في يوم من الأسبوع الماضي أن أركن سيارتي وأركب أحد الباصات «يروكب» قاصدا وسط البلد، وقد امتثلت لأوامر السائق الذي أصر على دفع الريالين قبل أن أجلس على الكرسي. لكن في الطريق وجدت السائق يقود المركبة بطريقة خطيرة وغير حضارية، ويتوقف لأي راكب يؤشر له في وسط الطريق غير عابئ بأنظمة المرور والسيارات التي تسير خلفه، لدرجة أنه كاد يقع في أكثر من حادث مع السيارات الأخرى لرعونة سائق الباص الذي لا يتمتع لا هو ولا باصه بنوع من أنواع النظافة. لكنني قلت لا بد من الاستمرار رغم نصيحتي له بأن يلتزم النظام في السير والوقوف المتكرر، لكنه لم يعبأ بنصيحتي، وقال بكل عنجهية وكبرياء: هذا يعجبك أو خذ ريالينك وانزل. ولم أصل إلى وسط البلد حتى حرمت أن أعود إلى ركوبه مرة أخرى، واستعنت بالتاكسي بديلا، والذي طلب قيمة المشوار من وسط البلد إلى حي البوادي شارع قريش ثلاثين ريالا. صحيح أن خط البلدة الذي تتكون منه تلك الباصات يؤدي خدمة لمن لم يستطع على أجرة التاكسي، لكن المصيبة في خطورة سيره ووقوفه، حيث وجدته يقف بدون إعطاء الإشارة، بل إن بعض أنواره وإشاراته لا تعمل لا في الليل ولا في النهار. ثم إن أغلب ركابه من الطبقة الكادحة، أغلبها من غير المواطنين، ولا أدري متى يمكن أن يكون لدينا نقل جماعي مميز، بينما نحن حريصون على التمظهر بناطحات السحاب من العمائر والكورنيش، بينما نقلنا الجماعي يكاد يكون غير موجود وسيارات التاكسي تجوب الشوارع طولا وعرضا، ولكن ليس كل واحد قاردا على دفع قيمة مشوارها الذي وصل حد الخمسين ريالا لمشوار لا يزيد على ثلاثة كيلومترات. والحقيقة أننا متخلفون في هذا المجال، لدرجة أن تلك الباصات التي يقال إنها نقل جماعي هي ليست نقلا جماعيا بالمفهوم المعروف، وإنما هي باصات بمشعاب تحت المقعد.