بعيدا عن مساحات الاتفاق والاختلاف مع آراء حمدين صباحي، الوحيد الذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة حتى الآن، فإنك لا تملك إلا أن تصدقه، و هو يؤكد ضرورة أن يشبه المرشح برنامجه.. وزادت هذه القناعة لدينا منذ أن دلفنا إلى مكتبه، مكان بسيط بساطة الفلاح المصري الذي تصادفه في كل قرية، مجرد أريكة وعدة مقاعد وصورتين، إحداهما لجمال عبدالناصر والثانية لوالده الذي يرتدي ثوب فلاح ويعتمر غطاء رأس صياد. ذهبنا لمحاورة حمدين صباحي حول ماذا سيفعل في مواجهة الشعبية الجارفة للمشير عبدالفتاح السيسي الذي يتكئ على إنجاز تاريخي تمثل في إزاحة كابوس الإخوان، ونقلنا له اتهامات بأن ترشحه قد يفتت أصوات مؤيدي ثورتي 25 يناير و30يونيو في مواجهة مرشح خفي قد يدفع به الإخوان لإعادة اختطاف مصر وثورتها، وأنه ومرشحين آخرين، عول عليهم المصريون في الانتخابات الرئاسية الماضية، دفعوا مصر إلى الاختيار بين من قامت عليه الثورة وبين من سطا عليها وسألناه: لماذا خذل الشعب هو وآخرون مثلوا المعارضة حين تعلق بهم في لحظات حرجة في فترة ولاية المجلس العسكري وخلال حكم الإخوان؟ ولماذا تراجع بعد أن أعلن أنه لن يخوض السباق إذا ترشح السيسي؟ • السيد صباحي، كيف ترون السباق الرئاسي حتى الآن في ملامحه الأولية (المشير عبدالفتاح السيسي المنتظر إعلان ترشحه، والفريق سامي عنان الذي بدا جادا في خوض السباق وحمدين الذي أعلن عن ترشحه بالفعل)؟ أعتقد أننا أمام تجربة مختلفة عن الانتخابات السابقة، وهي الأصعب، ولكن أنا أرحب بكل المرشحين، وأتمنى أن يكون لكل طيف من يعبر عنه، هذه فرصة لحوار جاد وفي العمق للتعبير عن مصر ومستقبلها من وجهات نظر متعددة، وسنفقد الكثير إذا ما افتقدنا مرشحين معبرين عن كل أطياف المجتمع المصري، لا أريد أن أحدد موقفي من المرشحين بشكل مسبق، ولكن أنا مع كل تنافس شريف وإيجابي، أما الرأي السلبي فسأحتفظ به لنفسي، لأن هذا جزء من موجبات قيم لابد أن تسود في هذه المعركة وفي المجتمع بشكل عام، والخلاف بيني وبين المرشحين الآخرين خلاف حول برامجنا وتصوراتنا للمستقبل وللقضايا الراهنة، و مدى اتساق البرنامج مع المرشح، بمعنى إلى أي مدى يشبه البرنامج المرشح. هؤلاء يؤيدون السيسي • حتى الآن يبدو موقف جبهة الإنقاذ من ترشحكم غامضا، ومن الواضح أن هناك أحزابا داخل الجبهة لن تدعمكم مثل التجمع المصري الديمقراطي والوفد والمصريين الأحرار، وفي أحسن الأحوال فإن أحزاب الجبهة ستنقسم بين دعمكم ودعم المشير السيسي، كيف ترى هذا الوضع؟ بالفعل عندنا في جبهة الإنقاذ بعض الأحزاب أعلنت تأييدها للمشير السيسي، مثل حزب التجمع، وهناك طرفان في الجبهة أعلنا تأييدهما لي: الكرامة والتيار الشعبي وهذا طبيعي، لأني منتمي إليهما، والتحالف الاشتراكي الأرجح أنه مؤيد لي، وحزب المصري الاجتماعي فيه وجهة نظر، وشباب الأحزاب بشكل عام يميلون إلى اختياري، بما في ذلك حزب التجمع، والقيادات الرئيسية من جيلي في هذه الأحزاب يمكن أن تكون أميل إلى اختيار السيسي، وأنا أرجو أن تصبح هذه المعركة فرصة للأحزاب وهي تحافظ على انضباطها الداخلي، وأن تمنح نفسها فسحة ليتسع صدرها لتنوع الآراء بما يعني وجود تنوع حقيقي في الاختيار الجاد بما لا يخل بوحدتها. لم أقل هذا الكلام • نقدر مبدأ احترام المنافسين، ولكن البعض اتهمكم بتعجل الإعلان عن أنكم مرشح جبهة الإنقاذ، فهل صحيح أنكم أعلنتم ذلك؟ وهل تشعرون بأنكم تعجلتم على ضوء تعدد التيارات الفكرية بين مكونات الجبهة؟ أنا عمري ما ذكرت أني مرشح لجبهة الإنقاذ، أنا سعيت إلى أن أكون مرشحا لكل القوى التي ساهمت في ثورتي 25 يناير و30 يونيو ولعموم المصريين، وفي القلب منها جبهة الإنقاذ التي كانت واجهة سياسية تصدت لحكم جماعة الإخوان، وأنا في حقيقة الأمر متفهم لطبيعة التقديرات التي هي محل احترام، وليس شرطا أن يكون شركائي في موقف سياسي معين مؤيدين لي في موقف سياسي آخر، ولكن أنا أعيب على هذه القوى السياسية وأنا واحد منهم أننا لم نصل إلى موقف محدد وبرنامج واضح وتوافقنا على مرشح مدني بعد 30 يوينو، ولا أعني نفسي، وكان المشير السيسي سوف يقتنع ويلتزم بما ذكره من قبل بأنه لن يترشح، إنما ما حدث أن هذه القوى بدلا من أن تبحث عن مرشح مدني من داخلها تدفقت في مسار المطالبة والإلحاح على السيسي بالترشح للرئاسة. القوى السياسية مسؤولة عما حدث • هل يعني ذلك أنك تعتمد في خوضك للمعركة الانتخابية على الكتلة التصويتية من شباب الأحزاب والحركات الثورية؟ كانت تعبر عن مرسي، ولو كانت القوى المدنية والثورية اتفقت على مرشح واحد في تلك الانتخابات كنا كسبنا ولكن هذا لم يحدث، وأنا أستطيع أن أقول إن فكرة الشعب يفرز من يعبر عنه فكرة صحيحة إلى حد ما، بمعنى الخروج عن دائرة الدولة ودائرة الإخوان، هذه الموجة كانت حاضرة في الانتخابات السابقة، ولكنها ليست حاضرة بنفس القوة الآن. أقدر من يريد رئيسا عسكريا ولكن • لماذا هذا الغياب من وجهة نظرك؟ الشعب المصري منذ 3 سنوات وهو في حالة ثورة مستمرة، مر بفترة حكم عسكري لم ينجح في إدارة البلاد، ثم جاء رئيس مدني منتخب محسوب على الثورة، وفشل وأطاح به الشعب، لأنه باع الثورة واشترى جماعة الإخوان بحكم أنه منتم إليها، تجربة مرسي زعزت الثقة في فكرة المرشح المدني، وهذا كلام منطقي، الإخوان فشلوا في الحكم وفشلوا في المعارضة، بل تحالفوا مع أطراف مارست العنف والإرهاب، وأصبح الشعب المصري مساقا للبحث عن الأمان، ويرون أن المرشح العسكري هو القادر على ذلك، وأنا أحترم ذلك وأقدر ظروفه رغم إيماني العميق إن الإرهاب ليس له مستقبل في هذا البلد، أتفهم وأقدر من يريد رئيسا عسكريا لمصر، بسبب خوفه من الإرهاب، لكن مواجهة جماعة الإخوان والإرهاب معا، تحتاج إلى رؤية سياسية واجتماعية جادة لا أمنية فقط، ومواجهة الأفكار المستبدة لا تكون بالبندقية، وإنما بأفكار أخرى مستنيرة. السيسي بين «المكان» و«المكانة» • كيف ترون المشير عبدالفتاح السيسي كمرشح للرئاسة ومنافس في السباق؟ السيسي رجل وطني يدرك قدر وقيمة جيشنا الوطني في تاريخنا وفي بناء دولتنا الحديثة، الجيش المصري شريك في بناء مصر، وليس مجرد جيش على طريقة البلدان والدول الأخرى، وهو جيش يحتل عن جدارة واستحقاق مكانة عالية في نفوس كل المصريين على مر التاريخ، لأنه جيش أحمد عرابي، وسعد الشاذلي، وعبدالمنعم رياض، وجمال عبدالناصر، وأبطال أكتوبر، وفي ثورتنا انحاز الجيش للشعب، إذن هو شريك أيضا في الثورة، والمشير السيسي وهو على رأس هذا الجيش قد حاز محبة وتقدير الشعب وهو جدير بهما، نتيجة انحياز الجيش للشعب في 30 يوينو، وجيش مصر هو الجيش الأهم في محيطه العربي، خصوصا بعد الانهيارات التى لاحقت جيوش بعض الدول العربية، ولابد أن يظل جيشنا قويا ومتماسكا في مواجهة مخاطر وتحديات من الخارج والداخل بعدما لجأ الإخوان وحلفاؤهم للإرهاب والعنف. ومن ضمانات قوة جيشنا أن يبقى محل اتفاق وطني، وليس محل خلاف، وليبقى في هذا الوضع، يجب ألا ينغرس بشكل مباشر في السياسة، سواء بالإيحاء أو بالحقيقة، ولا ينتقل من دور الحامي والحارس إلى دور الحاكم، وأن تكون قضيته الجوهرية هي حماية مصر وأمنها القومي من مفهومها الواسع، لا أريد لهذا الجيش أن ينغمس في مشكلات الحياة اليومية، أنبوبة البوتجاز، أزمة مياه الري، الحد الأدنى للأجور، المستشفى فيه علاج أم لا، تلك الأسئلة اليومية التي ينبغي أن توفر الحياة الكريمة للمواطن في الدولة المحترمة، يجب أن تلقى على عاتق السلطة التنفيذية، والجيش يساندها وليس مسؤولا عن آثارها السلبية. ولهذا كان رأيي دائما أن لدينا رأس مال وطني اسمه «السيسي»، نحافظ على مكانته، وللحفاظ على مكانته يجب أن يبقى في مكانه، أما إن اختار أن يرشح نفسه للرئاسة فأنا أحترم هذا الحق، وأتمنى له التوفيق في إدارة معركة انتخابية نزيهة تثبت أن هذا البلد قادر على تأمين انتخابات تنافسية جادة بدون انحياز، وأنا أدخل هذه المعركة وأناضل فيها للتعبير عن قيمة عبر عنها وسعى إليها الشعب المصري الذي هو مصدر السلطات كما تقول الدساتير، ومرشح الشعب يستطيع أن ينتصر على مرشح الدولة، ليس شرطا أن يفوز مرشح الدولة كما تقول الآلة الطاغية ذات الصوت الواحد أن مرشح الدولة لازم يكسب. أنا رجل، يدرك أهمية الدولة، وأريد دولة قوية فيها جيش قوي، يتعامل مع شعب أثبت أنه قوي مرتين، الأولى في 25 يناير، والثانية في 30 يوينو، الشعب هو مفتاح كل حاجة، والجيش التحق به، «إحنا مش في ثورة الضباط الأحرار، إحنا في ثورة المواطنين الأحرار التي قادها الشعب وانحاز لها الجيش». نحن نسعى إلى بناء دولة ديمقراطية حقه، أن يأتي رئيس من صفوف الحركة الوطنية للشعب، وأن يبقى الجيش في مكانتة المهيبة، بعيدا عن أي خلاف وطني عليه، ودورنا أن نقوي هذا الجيش ونسلحه وندعمه، وفي رأيي المشير السيسي وقيادات القوات المسلحة قادرون على هذه المهام وقادرون أيضا على حماية مصر داخليا وخارجيا، أما تحقيق الديمقراطية والعيش والحرية والكرامة هذه مسائل أعتقد أنه من حق الشعب اختيار من يستطيع أن ينفذها، وعندما يعلن المشير السيسي ترشحه رسميا سوف نتعامل معه على اعتبار أنه رجل وطني محترم أدى دورا محترما، وتقدم لخوض انتخابات الرئاسة من واقع أرضية شعبية وجماهيرية، فأنا أرحب بهذه المنافسة داخل السباق الرئاسي، وإذا اختاره الشعب على قدر برنامجه الانتخابي سوف نعينه دون أن أحصل على أي منصب شخصي، وسوف نعارضه معارضة وطنية محترمة. حيثيات ترشيح عنان • هذا فيما يتعلق بالمشير السيسي، في حال إعلان ترشحه رسميا، ماذا عن الفريق سامي عنان في ضوء إشارات عن خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة؟ الفريق سامي عنان لا أستطيع أن أقول عنه أكثر من أنه مواطن من حقه أن يترشح لانتخابات الرئاسة. • وكيف ترى حظوظه في السباق الرئاسي، خاصة بعدما التصقت به صفة أنه مرشح الإخوان والإسلاميين، هل ترى أن فرصه ضعيفة؟ مثلما أشرت من قبل أنا أتفهم دوافع ترشح المشير السيسي للرئاسة، له حضور شعبي نتيجة دور معين قام به، وهو رجل قادم من العمود الفقري للدولة وهو الجيش، وأتفهم أيضا لطبيعة ترشحي للرئاسة فتاريخي السياسي مرتبط بالعدالة الاجتماعية، وهناك من يرى أنني مؤتمن للقيام بهذا الدور لعدة أسباب في مقدمتها أنني جزء من حركة شعبية، أما ترشح الفريق عنان لا أعرف في الحقيقه حيثياته حتى الآن، فلا هو تعبير عن الدولة ولا هو تعبير عن عمودها الفقري، حتى الفترة التى كان فيها عنان ضمن العمود الفقري هي فترة محاطة بالغموض، ثم ما هي سابقة أعمال سامى عنان حتى يترشح للرئاسة، دعنا نسمعه وبعد ذلك نحدد، ربما يكون لديه حيثيات للترشح وربما لم أصل إليها. • هل تتوقع انضمام آخرين للسباق الرئاسي؟ من الوارد وتحديدا هل تنتظر مرشحا للتيار الإسلامي وكيف ترى فرصته؟ أعتقد أنه يجب أن يكون هناك مرشح للتيار الإسلامي، القوى التى عارضت 30 يوينو من الإخوان وحلفائها لن تترك الساحة لصباحي والسيسي، ونحن الاثنان من وجهة نظرهم واحد، والخلافات بيننا قد تكون في البرنامج الانتخابي، وأنا لست مفيدا بالنسبة لهم، وقد يكون السيسي مرشحهم الأنسب لكي يستطيعوا أن يبرهنوا على صحة فكرة الانقلاب التى روجوا لها، أنا مرشح عندي مشروع، ومشروعي دولة معبرة عن الثورة، لا أريد فساد مبارك ولا أريد استبداد مرسي، وهذا المشروع من وجهة نظري يقضي على فرصة ومستقبل الإخوان. حلم مشروع وقطاع واسع • بصراحة.. كيف ترى حظوظكم في ظل الشعبية الجارفة للمشير؟ أرى أنني أعبر عن حلم مشروع، فأنا أعبر عن قطاع واسع من المصريين ارتبطوا بالثورة، ويحلمون أن تصل للسلطة، وعبروا عن ذلك في الانتخابات السابقة، وأعطوني أصواتهم، حوالى 5 ملايين صوت، فأنا أعبر عن فكرة جوهرية ارتبطت بها طوال عمري، وهي العدالة الاجتماعية التى رفعها الشعب كمطلب حقيقي، وأقول للناس ابحثوا عن المرشح الذي يشبه برنامجه، وفيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية فأنا أكسبتني 40 عاما من وجودي في العمل السياسي والجماهيري حساسية للتعامل مع هذه الأفكار بجدية، وأشير إلى أنني من المدركين أن هناك تحديا طارئا على خريطة مصر بعد ثورة 30 يونيو هو الإرهاب، وما اتخذه الإخوان من موقف خاطئ أخلاقي وديمقراطي، حيث تحدوا إرادة شعبهم ثم خولوا لأنفسهم استخدام العنف، سواء بأنفسهم أو من خلال حلفائهم، وهذا العنف شكل حالة تؤرق كل المصريين ولابد من إيقافه، فأنا من المؤمنين بأن الإرهاب والعنف في التعبير عن الرأي يحتاج إلى دولة قوية، تستخدم السلاح في موضعه، وأن المواجهة مع الإرهاب بالأمن هي أضيق من أن تقضي على هذه الظاهرة، فالأمن عنصر رئيسي فيها، ولكن الأمر يحتاج لمواجهة واسعة، سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية. حسبة جديدة • دعنا ننتقل إلى مساحة أكثر صراحة وأسمح لنا أن نسألك عن الهجوم عليك بمجرد أن ألمحت إلى إمكانية الترشح للرئاسة والذي وصل إلى حد أنك بذلك تسهم في تفتيت أصوات مؤيدي ثورتي 25 يناير و30يونيو في مواجهة مرشح خفي قد يدفع به التيار الإسلامي لاختطاف مصر في أي لحظة؟ اسمح لي أن أقول: لا يوجد تفتيت للأصوات، فيه حرية اختيار، ودعني أسأل: هل يريدون انتخابات بطعم الاستفتاء؟ هل هذا يليق بمصر، انتخابات أحادية لا تناسب قيم هذا العصر وهذه الثورة؟ هل كانوا يريدون أن تصل مصر لدرجة من الخوف تمنع أي مواطن من الترشح؟ عبقرية مصر في التنوع والوحدة، وأنا أريد هنا أن أنبه إلى أمر هام هو أنني أول من أعلن عن ترشحه للرئاسة، وإذا كان هناك من يؤتمن على الثورة ومطالبها، فأنا أحسب نفسي كذلك، وشركائي في مشروعي هم من انحازوا للثورة في 25 يناير و30 يونيو، وهناك مساحة لمرشحين يمثلون كل أطياف المجتمع، ولكن إذا ظهر هذا المرشح الخفي الذي يسعى مدفوعا من تيار ما لإعادة اختطاف مصر فسوف تكون هناك «حسبة جديدة». • كيف تستشرف شكل السباق؟ أخلاقي أم صراع وعداوة؟ ما أريده منافسة تليق بقيم مصر وقيم الثورة، وأنا على ثقة بأن هذه القيم خالية تماما من التكفير والإقصاء واحتكار السلطة، وأنا قررت خوض السباق من منطق أن تسود هذه القيم وأن يتسيد خطاب لائق، وأنا بصدد الدعوة إلى ميثاق شرف لهذه المعركة، ألزم به حملتي وشركائي وكذلك ممثلي المرشحين الآخرين بأن تكون المنافسة قاصرة على التباري في تقديم حلول تعتمد على جسارة العقل والإبداع والإرادة، مصر ليست في حاجة للتنابذ والاستقطاب، وإنما في حاجة للبناء، وإن شاء الله سوف نطرح ميثاق شرف للمعركة الانتخابية الرئاسية، وسأعلن التزامي بما يحمله من قواعد وأفكار تجعل المنافسة الانتخابية شريفة، وسأطلب من كل مرشح أن يطور أو يعدل في الميثاق ويلتزم به، وسأطلب من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، والمجتمع المدني تشكيل لجنة قيم من شخصيات مشهود لها بأنها محل ثقة وطنية لتفعيل هذا الميثاق، وكل مرشح يقدم ممثلا له في هذه اللجنة، يراقب عملية المنافسة الانتخابية، ويبدي تحفظاته على المرشح الآخر وحملته، بما يجنبنا في المعركة الانتخابية الحرائق الصغيرة التى قد تشعل البلد في الفترة المقبلة. • بالمناسبة سبق وأعلنتم أنكم لن تخوضوا السباق إذا ترشح المشير السيسي، لماذا تراجعتم عن هذا الموقف؟ هذا خطأ شائع، أنا لم أقل أبدا هذا التصريح، سواء كان في حوار أو جلسة تنظيمية أو اجتماع حزبي، وللعلم المشير السيسي سبق وقال إنه لن يترشح. اعتراف • دعنا نستعيد معكم مشهد الانتخابات الرئاسية السابقة، حيث اتهمتم بأنكم بعدم اتفاقكم أو خلافكم على تقسيم الغنائم أوصلتم مصر إلى الاختيار بين من قامت عليه الثورة ومن سطا عليها؟ محقون في ذلك، وأنا أتحمل نصيبي من النقد في هذا الأمر. الإرهاب والاستقطاب تحديان • هل برنامجك الانتخابي جاهز؟ وما هي أهم ملامحه؟ وكيف ترى مصر في ظل رئاسة حمدين صباحي أمنيا واقتصاديا وسياسيا؟ وما هي تصوراتك لكيفية تحقيق شعار الثورة؟ أهداف برنامجي حددتها بميدان التحرير منذ يوم 25 يناير، وهناك قضيتان أساسيتان أضيفتا إلى ما سبق هما: كيف نقضي على الإرهاب ونستعيد الأمن، ونحن نحترم الحقوق والحريات، في اتزان دقيق بين دواعي الأمن ومطالب الحرية، واستعادة الأمن أولوية ويبقى قائما، حتى يستعيد المواطنون أمنهم، والقضية الثانية تتمثل في ضرورة إنهاء الاستقطاب الحاد الذي لا يليق بمكانة مصر وموقعها الإسلامي والعربي والدولي، ووقف الكراهية وتقديم رؤية للم شمل المصريين على أساس الانتماء الواضح لقيم المجتمع وتهيئة البيئة من خلال التنمية الصناعية واستراتيجيات جادة تفصيلية لاستثمار الموقع في التجارة الدولية، واستثمار التراث التاريخي للدولة في السياحة، واستثمار الجيل الجديد في التنمية الاقتصادية، ومصر لا يجب أن تخضع لقوى الإرهاب وجماعاته المتعددة، والبلد الآن يحتاج إلى العدل والمحبة وقيم أخلاقية ما زالت موجودة، أنا حالم وأتمنى أن أحقق ما استهدفه في برنامجي الانتخابي بالعمل على إنهاء حالة الاستقطاب، واسترجاع التنافس القائم على القبول بالآخر، والاحتفاظ بالحرية والديمقراطية. • ما هو تصورك لثوابت السياسية الخارجية المصرية خصوصا مع محيطها العربي وعلاقتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا وروسيا وأفريقيا؟ مصر بلد كبير محكوم بتاريخ وجغرافيا، ويجب أن تستعيد دورها الكبير سواء في محيطها الإقليمي أو الدولي وكذلك في عالمها العربي والإسلامي وفي القلب من ذلك القضية الفلسطينية ومواجهة التغول الصهيوني، ويجب أن تسترد مصر دورها في محيطها الأفريقي، في ظل تعاون قائم على المصالح المشتركة، وأنا دائما مقتنع أن هناك مثلثا عربيا، تركيا، إيرانيا، إذا تناحر هذا المثلث يدب الضعف وتستغله القوى الخارجية الغربية لصالحها، ويجب أن يكون هناك علاقة رشيدة تحكم هذا المثلث، وتراعي وتعزز المصالح المشتركة بين تلك الأطراف، على سبيل المثال أنا أحترم الشعب التركي وهو الذي سيبقى، أما رجب طيب أردوغان لا أستطيع أن أقيم معه علاقة في ضوء توجهه الأخير ضد مصر وإردة شعبها، أما فيما يتعلق بإيران فإن اقترابي منها لن يكون على حساب الأمة العربية، وبالذات دول الخليج إعمالا للمثل الشعبي المصري «أنا وأخويا على ابن عمي» يجب أن تطمئن دول الخليج في قلقها المشروع من إيران. أريد علاقات ندية مع أمريكا وتنوع في العلاقات مع أوروبا، لذلك أنا امتدحت زيارة وزيري الخارجية والدفاع إلى روسيا مؤخرا، وكذلك أريد بناء علاقات قوية مع الصين والهند وأمريكا اللاتنية، يجب أن تنهض مصر بدورها وتستجيب لقدرها، وعلى رأس الدولة أن يدرك هذه القيمة لمصر، وعلى القائد أن يدفع ثمن فاتورة القيادة. المملكة والنفس العروبي • كيف ترى الموقف السعودي من مصر خصوصا بعد ثورة 30 يونيو وكيف تستشرف العلاقة بين المملكة ومصر في المستقبل؟ أنا قومي عربي، وكنت فخورا بموقف المملكة ودول الخليج من مصر في 30 يوينو، وما قدمته المملكة قيادة وشعبا أحيا نفسا قوميا عربيا، يذكرنا بماضينا ويحدد شكل مستقبلنا، وفي الحقيقة مواقف خادم الحرمين الملك عبدالله، وولي العهد، ووزير خارجية المملكة وشعب المملكة برهنت على أصالة هم أهل لها، أضف إلى ذلك أنهم برهنوا على وعي كبير وإدراك للخطر الداهم الذي تعرضت له مصر، الخطر الذي بدأ هنا سوف يهدد هناك، وأتمنى أن تؤسس هذه المواقف لبناء علاقات تعيد للنظام العربي تماسكه وهذا الأمر ملقى على عاتق مصر والمملكة، وأتمنى أن يمتد ذلك لدولة الإمارات وباقي دول الخليج وكنت أتمنى أيضا أن يمتد غربا.