أجمع عدد من المختصين على أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به كل مواطن من أجل كشف زيف وبطلان ما يردده دعاة الفتنة والضلال من أراجيف ظاهرها الحرص على مصلحة الوطن بينما هي تخفي في باطنها عكس ذلك، خرابا وتدميرا لمكتسبات الوطن وتعطيلا لمسيرته التنموية. وأكدوا على ضرورة أن يحرص الجميع على إعلاء قيمة الحوار والتسامح في جميع أمور حياتهم، باعتباره الوسيلة المثلى والطريق الصحيح لبلوغ الغايات المنشودة. بداية قال مناع بن محمد القرني (مستشار في التنمية البشرية، ومشرف تدريب تربوي بإدارة تعليم عسير): يتبنى البعض غالبا، أفكارا ويدافعون عنها اقتناعا بها وبصوابها وصلاحها، وهنا يكون الحديث والحوار مطلبا مهما وأمرا لازما لبيان الحقيقة وتصحيح المفاهيم بالحجة والدليل والبرهان مقدمة في أسلوب يتمثل (بالتي هي أحسن) ليكون الحق أدعى للقبول. أو أن يكون ذلك بداعي المخالفة لأمر ذاتي بحت بغض النظر عن صواب الموقف أو خطئه والمعيار هنا لهذه الفئة تحقيق المصلحة (مادية كانت أو نفسية) من خلال تبني موقف ما لأجل رغبات الملذات والشهوات أو رغبة في تحقيق الذات من خلال الانتصار والتشفي بالخصم، وهنا يحسن إقامة الحجة والحكم بالعدل والإنصاف من قبل أهل الاختصاص بحسب الرأي والموقف وأثره. وأؤكد هنا أن طبيعة الناس الاختلاف والتنوع لذا كان لزاما وجود مساحة كافية من الحرية مع الاتفاق على الثوابت والمصالح العامة، ونبذ الشتات والفرقة والتأكيد على التلاحم الوطني بين القيادة والشعب، ذلك أن ضعف القدرة على إيجاد مساحة للاتفاق وخاصة في ما يتعلق بالمصالح الكبرى والأمور الضرورية وفق مقتضيات الشريعة والمصلحة العامة يمكن أن يحدث شرخا واسعا في المجتمع تتعدى آثاره أصحابه، وفي هذه الحالة يجب تحكيم العقل والمنطق بتفكير سليم يقرأ المشهد ويحدد الأولويات ويقدر المصالح ليحقق أفضل ما يمكن تحقيقه ويقلل الخسائر بأقل قدر ممكن، مع توجيه التفكير نحو التنمية والبناء وتجاوز العقبات بمرونة عالية وأصالة ثابتة، وخلاصة ذلك التفكير بعقلية تتجاوز المصلحة الذاتية وبعين ترى التوازن بين المكاسب والمخاطر. كذلك لابد من دعوة حملة الأفكار المضللة للحوار، ذلك أن الحجة والدليل والحقيقة هي أقوى سلاح وأعظم قوة. أما الشيخ محمد بن سرار اليامي (الداعية الإسلامي المعروف) فيقول: بداية نؤكد أن بطلان دعاوى هؤلاء هداهم الله، ظاهر من أول النظر في نصوص الوحي الآمرة بحفظ الدماء المعصومة والآمرة بلزوم جماعة المسلمين ونحو ذلك، لكنها حظوظ النفوس التي باتت تطمع في كسر قيد الإحباط الذي تعاني منه. كما نؤكد أن هذه البلاد ليست كغيرها من البلدان في نظام الحكم، فهي من أمثل ما يوجد في هذا الزمان في تحكيم الشريعة. وتقصيرها في شيء من ذلك يلزمنا بالنصيحة الشرعية التي تحمل الود والشفقة لتوحيد الصف ورأب الصدع، لا الولوغ في دماء معصومة ولا التعدي على الحرم وثوابت الإسلام بغية الوصول إلى الحق. ونحن حديثو عهد بسيرة شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز، ومنهجه في مناصحة ولاة الأمر قائم على قواعد هامة منها: الاعتراف بشرعية هذه البلاد، الاحترام الشرعي لولاة الأمر في هذه البلاد، النصيحة الصادقة الخالية من السباب والتعيير، بل النصيحة الأبوية حتى أطلق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.. (سماحة الوالد)، الكتابة بالنصيحة وتكرار ذلك وعدم اليأس من النتيجة، استشعار مسؤولية الكلمة، البعد عن التأليب وصراع المصالح والأحزاب، وكثرة الدعاء للولاة بأن يهديهم الله ويسددهم. وكما هو معروف للجميع فالحوار منهج شرعي ورباني في الدعوة إلى الحق، وقد حاور الصحابة من خرجوا عليهم ودعوهم بالحسنى، وذكر الحوار ثلاث مرات في القرآن الكريم كل ذلك لبيان شأنه وأهمية أثره في الدعوة إلى الحق. ويرى علي الشريحي (صحفي بجريدة المدينة) إن ثوابت المملكة العربية السعودية واضحة وراسخة ورصينة منذ أن أراد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز أن يوحد شتات هذا البلد بتعدد أطيافه ومشاربه وبتعدد رقعته الجغرافية أيضا، وهذه الثوابت تتمثل في ضم جميع القبائل تحت راية التوحيد وتتخذ الشريعة الإسلامية دستورا لدولة التأسيس في مجتمع يمتاز بالتدين أصلا وعرفا ونهجا، تلك البيئة الجاذبة والمتكونة من جميع هذه القيم أسست لانطلاقة المجتمع السعودي نحو دولة متحضرة تتخذ من القيم الإسلامية والثوابت أيضا نهجا ودستورا، وما نشهده حاليا من قفزات حضارية وثقافية وتعليمية واقتصادية خير دليل على ذلك. وبعد أن تكونت مؤسسات الدولة وأصبحت تنهج نهج الدول المتحضرة بدأ الناس ينخرطون في هذا التأسيس والبناء رامين وراء ظهورهم كثيرا من الأمور الرجعية التي لا تتماشى واستراتيجية تأسيس الدولة ولو نظرنا إلى الثوابت التي انتهجتها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها إلى العهد الزاهر الذي تنعم به في كنف والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمد الله في عمره لاستنتجنا أنها تنهج منهج الاعتدال والوسطية، وما حوار أتباع الأديان والحوار الوطني اللذان أسس لهما الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلا خير دليل على نبذ كل ما من شأنه أن يكرس للفرقة ليس على الصعيد المحلي فحسب بل حتى على الصعيد العالمي، ومثل هذه النظرة الحكيمة من مقام والدنا حفظه الله تنبع من حرصه على لم الشتات فضلا عن ما تنتهجه وزارة الداخلية من حكمة في التعاطي مع من زل بهم الطريق وكانوا أداة بيد غيرهم ينفذون أجندة لا تريد بهم ولا لبلدهم خيرا دون أن يعلموا ذلك وتدندن على عواطف مثل هؤلاء المغلوب على أمرهم في أحيان كثيرة عبر برامج المناصحة وغيرها ولو يرى مثل هؤلاء ما حولنا بنظرة المتأمل لحمدوا الله على ما هم فيه من نعمة الأمن والأمان والتنمية التي نشاهدها وستأتي أكلها قريبا وتبني الإنسان السعودي المتحضر الذي يدرك ما يحاك ضده وينظر بعين الناقد الحصيف. ويختتم المهندس عصام بن عبدالله آل غندف (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد - نزاهة) بقوله: «يجب أن لا يتوارى كافة أطياف المجتمع في محاربة أدوات الفتنة والتي يبثها شرذمة مسرطنة من دعاة الفتنة لإغواء شباب المستقبل الذين تعول عليهم مملكتنا الحبيبة الشيء الكبير في استمرار التطور والنمو لهذا الكيان وجعل دولتنا في مصاف الدول العظمى، وفي ما يخص نبذ الشتات والفرقة والتأكيد على التلاحم الوطني بين القيادة والشعب، فهذا واجب وطني تجاه كل فرد نعم بكل ما قدم له وبما تبذله حكومتنا الرشيدة من أجل أن ينعم أفراد المجتمع جميعا بكافة الخدمات وعلى جميع الأصعدة وما هيأت لهم من سبل الراحة ليعيشوا حياة آمنة. ونحن شعب المملكة العربية السعودية ندعو كل من حاد عن دائرة الحق بأن يعيد التفكير مجددا عن سلوكياته التي تعد خارجة عن تعاليم الدين الإسلامي، وكذلك التي حادت عن الفكر العصري البناء، ويستمع إلى آراء الأطراف الأخرى ليقارن مدى خطورة ما اقترفته أفكاره على دينه ومجتمعه وأهله».