سامي وكميخ .. والمحبطون الجدل الذي أثير حول المدرب الوطني سامي الجابر والتشكيك في جدارته بقيادة فريقه الهلال في المعترك الآسيوي، كان في نظر العقلاء أمرا محبطا ومؤلما ويعكس واقعا مرا في وسطنا الرياضي، ليس للهلاليين وحدهم، بل وللغيورين على الرياضة السعودية التي تأمل أن تستعيد هيبتها القارية ولو من نافذة المدربين. ما تعرض له السعودي سامي الجابر، ومن قبله علي كميخ، برهن على أن معايير التقييم لدينا لا تنزه من شبهة الميول ومقاييس التعصب، إذ لم يكن الأمر سوى تصفية حسابات بين محتقنين لا يقيمون وزنا للروح الرياضي والتنافس الشريف، انبرى لها مجموعة ممن يحسبون على الإعلام وتباروا في جلد الذات وتفننوا في الحديث عن الجزء الفارغ من الكأس. عاد كميخ إلى تدريب الأكاديميات وقد قطع شوطا مهما في الأردن بتجربتين مثيرتين للاهتمام رغم أن الحظ لم يحالفه فيها، ودخل الجابر منعطفا صعبا ما زال يصارع فيه الأمواج والعراقيل في رحلة شهدت عددا من محطات التعثر، لكنهما في نهاية الأمر لم يرتهنا إلى التنظير والتحليل ومارسا خبرتهما على أرض واقع ولم يدفنا رأسيهما في التراب. الجابر وكميخ نموذجان يستحقان الحفاوة بحثا عن الاحترافية والعمل المختلف، وفتحا باب الثقة في الكوادر السعودية.