أكد وزير خارجية الأرجنتين هكتور تيمرمان أن علاقات بلاده مع المملكة تمضي في الطريق الصحيح. وقال تيمرمان مخاطبا تجمعاً من رجال الأعمال بغرفة الرياض بحضور رئيس مجلس ادارة الغرفة الدكتور عبدالرحمن الزامل، والامين العام الدكتور محمد الكثيري وجمع من رجال الاعمال وذلك في إطار الزيارة الرسمية للمملكة والتي رافقه فيها نخبة من ممثلي الشركات الأرجنتينية الزراعية والصناعية، إن وجودنا في مثل هذه اللقاءات التي تضم رجال الأعمال كممثلين للإدارة الحكومية هو بقصد المساعدة في تطوير وتعزيز الروابط والمصالح المتبادلة وتحقيق الأهداف التي نعتقد أنها مشتركة. وأضاف أن الأرجنتين دولة لها حضور في المشهد الاقتصادي العالمي كدولة منتجة للغذاء وبشكل خاص في منتجات الألبان، مؤكدا انه تمت اعادة هيكلة المجال الصناعي وهو الآن بحاجة إلى شركاء استراتيجيين يتمتعون بمكانة اقتصادية مثل المملكة بهدف التوسع في هذه الصناعات وإنجاز نوع من التكامل مع القدرات الاقتصادية والاستثمارية للسعودية. وقال الوزير إنهم ماضون في الطريق الصحيح من مجال تطوير انواع الطاقة مع مراعاة البيئة لمسنا في هذه الزيارة تشابهاً وتكاملاً في الأفكار مع المملكة. وتحدث نيابة عن الجانب السعودي رئيس غرفة الرياض د. عبدالرحمن الزامل، الذي اكد على عمق الروابط ومعبراً عن رغبة قطاع الأعمال من زيادة حجم التبادل التجاري مع الأرجنتين الذي يقدر حالياً بنحو مليار دولار سنوياً من الواردات من الأرجنتين. وأوضح الزامل أن القيادة السعودية اتجهت أخيراً لتوقف زراعة الكثير من المحاصيل التي تستهلك موارد المياه معبراً عن الأمثل في أن تكون الأرجنتين هي إحدى هذه الدول التي تستقطب الاستثمارات الزراعية. وأكد أن تجربة السعوديين في التعامل مع الأرجنتين جيدة ولم يحدث أن تقدم أحد منهم للغرفة مصدراً كان أو مستورداً شاكياً من صعوبات أو تحديات تعترض أعمالهم وهو ما يعني أن الثقة والمصداقية هي التي تسود هذه العلاقات. ودعا الزامل ضيوفه من الأرجنتين إلى المشاركة في المعارض الدولية التي تقدم بالمملكة كما دعاهم لزيارة المملكة والتعرف على الصناعات والمقومات الصناعية والاستشارية المتوفرة هنا. وقدم سفير الأرجنتينبالرياض عرضاً تضمن نصائح لرجال الأعمال من الجانبين لاتباع المسالك التي تقود إلى تطوير روابطهم مسترشداً بتجربة المراعي التي بدأت في 2003م وقال إن الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت في أمريكا عام 2008م ثم انتقلت إلى الاتحاد الأوربي قبل أن تصيب بقية دول العالم قد تأثرت بها الأرجنتين لكنها تمكنت من الاستمرار في نموها وتطورها الاقتصادي بما فاق جميع الدول المحيطة بها فالأرجنتين حققت أعلى نسبة نمو بين دول أمريكا اللاتينية في عام 2013م ولديها الآن أكثر من 2000 شركة دولية تتقاسم العمل والرؤية طويلة الأجل من اقتصاد بلادهم وهذه ساهمت بكفاءة في تحقيق النمو المستدام بالإضافة إلى وجود الأرجنتين وسط سوق استراتيجية قوامها نحو 400 مليون نسمة من الإقليم يصل مجموعة نواتجها الكلية لما يفوق 3.6 تريليون دولار ولديهم واحد من أفضل التشريعات الاستثمارية في العالم وتضم مساحات ضخمة من الأراضي الزراعية الخصبة وشواطئ كبيرة توفر ثروة سمكية واحتياطياً كبيراً من الغاز الصخري وواحداً من أكبر أنهار العالم. وفي مداخلة لعضو مجلس الشورى أسامة كردي قال إن الاقتصاد السعودي يمر بمرحلة مزدهرة وهناك تكامل في الاسبقيات التي تضمنها العرض الأرجنتيني مثل الاهتمام بقطاعات الطاقة والكهرباء والغاز والإنشاءات والنقل والقطاعات التجارية والفندقية، وهذا دليل على وجود فرص جيدة للتكامل بين البلدين ولتنويع الاقتصاد في الجانبين كما يلتقي العرض مع توجه السعودية نحو تمويل الزراعة في الخارج ونعتقد أن الأرجنتين يمكن أن تكون جزءاً من هذا البرنامج. فيما أوضح السفير الأرجنتيني بأن القانون لا يمنع مبدأ تملك الأرض لكنه يمحور ذلك بنسبة 15 في المائة من كامل الأرض وأن هناك سياسات وإجراءات يمكن الاستعانة بها في تذليل وتسهيل موضوع امتلاك الأرض واقترح أن يتم تشكيل فريق للتفاوض فيما بين الجانبين لدراسة موضوع الأراضي والتعامل مع أصحاب الأراضي، ودعا رجال الأعمال السعوديين إلى المجيء للأرجنتين للتعرف على الفرص عن كثب.