قال وزير خارجية الأرجنتين هكتور تيمرمان إن بلاده في في حاجة إلى شركاء استراتيجيين سعوديين، للتوسع في هذه قطاع الصناعات الأرجنتيني، وإنجاز نوع من التكامل مع القدرات الاقتصادية والاستثمارية السعودية». وقال إن علاقات بلاده مع السعودية تمضي في الطريق الصحيح، مدعومة برغبة وإرادة القيادتين وبمشاركة قطاعات الأعمال في البلدين. خاطب تيمرمان تجمعاً من رجال الأعمال في غرفة الرياض مساء أمس الأول بحضور رئيس مجلس ادارة الغرفة الدكتور عبدالرحمن الزامل، وذلك في إطار الزيارة الرسمية للمملكة، قائلاً: «إن وجودنا في مثل هذه اللقاءات التي تضم رجال الأعمال كممثلين للإدارة الحكومية هو بقصد المساعدة في تطوير وتعزيز الروابط والمصالح المتبادلة وتحقيق الأهداف التي نعتقد أنها مشتركة». وأضاف أن الأرجنتين دولة معروفة لرجال الأعمال السعوديين لعدة أسباب، ربما كان أحدها سمعتها العريقة في كرة القدم، ولكن هناك أيضاً الحضور الاقتصادي والصناعي العالمي كدولة منتجة للغذاء، وبشكل خاص منتجات الألبان التي نجحت في تغذية أكثر من 400 مليون نسمة حول العالم بكفايتهم من المنتجات ذات الجودة المعروفة والأسعار التنافسية. وأشار الوزير إلى أن الله حبا الأرجنتين بموارد طبيعية وأراضٍ خصبة، لكنهم أيضاً اجتهدوا لامتلاك التقنية وأنواع من الطاقات المتجددة، التي مكنتهم من تطوير الإنتاج والمساهمة في توريد الغذاء والمنتجات الصناعية عالية الجودة إلى أكثر من 150دولة حول العالم. وأضاف «لدينا نطاق صناعي واسع وقوي، على الرغم من أنه ليس قديماً كالزراعة، لكنه مهم وفاعل ومنافس، لأننا نجحنا في هيكلة الصناعة وبذلنا جهوداً كبيرة في تطويرها ومضافة نواتجها، ونحن الآن بحاجة إلى شركاء استراتيجيين مثل بلادكم السعودية للتوسع في هذه الصناعات، وإنجاز نوع من التكامل مع القدرات الاقتصادية والاستثمارية للسعودية». وقال الوزير إنهم ماضون في الطريق الصحيح من مجال تطوير أنواع الطاقة مع مراعاة البيئة، وقد لمسنا في هذه الزيارة تشابهاً وتكاملاً في الأفكار مع المملكة. وتحدث رئيس غرفة الرياض الدكتور عبدالرحمن الزامل، عن عمق الروابط بين البلدين، معبراً عن رغبة قطاع الأعمال من زيادة حجم التبادل التجاري مع الأرجنتين الذي يقدر حالياً بنحو مليار دولار سنوياً من الواردات من الأرجنتين. وتوقع أن تكون الأرجنتين إحدى الدول التي تستقطب الاستثمارات الزراعية. وأكد أن تجربة السعوديين في التعامل مع الأرجنتين جيدة، ولم يحدث أن تقدم أحد منهم للغرفة مصدراً كان أو مستورداً شاكياً من صعوبات أو تحديات تعترض أعمالهم، وهو ما يعني أن الثقة والمصداقية هي التي تسود هذه العلاقات. ودعا الزامل ضيوفه من الأرجنتين إلى المشاركة في المعارض الدولية التي تقدم بالمملكة كما دعاهم لزيارة المملكة والتعرف على الصناعات والمقومات الصناعية والاستشارية المتوفرة هنا. وقدم سفير الأرجنتين في الرياض عرضاً تضمن نصائح لرجال الأعمال من الجانبين، لإتباع المسالك التي تقود إلى تطوير روابطهم، وقال إن «الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت في أمريكا عام 2008م ثم انتقلت إلى الاتحاد الأوروبي قبل أن تصيب بقية دول العالم، قد تأثرت بها الأرجنتين، لكنها تمكنت من الاستمرار في نموها وتطورها الاقتصادي بما فاق جميع الدول المحيطة بها، فالأرجنتين حققت أعلى نسبة نمو بين دول أمريكا اللاتينية في عام 2013م ولديها الآن أكثر من 2000 شركة دولية، تتقاسم العمل والرؤية طويلة الأجل من اقتصاد بلادهم وهذه ساهمت بكفاءة في تحقيق النمو المستدام بالإضافة إلى وجود الأرجنتين وسط سوق استراتيجية قوامها نحو 400 مليون نسمة من الإقليم، يصل مجموعة نواتجها الكلية لما يفوق 3.6 تريليون دولار، ولديهم واحد من أفضل التشريعات الاستثمارية في العالم، وتضم مساحات ضخمة من الأراضي الزراعية الخصبة وشواطئ كبيرة توفر ثروة سمكية واحتياطياً كبيراً من الغاز الصخري وواحداً من أكبر أنهار العالم. وقال عضو مجلس الشورى أسامة كردي إن الاقتصاد السعودي يمر بمرحلة مزدهرة، وهناك اهتمام بقطاعات الطاقة والكهرباء والغاز والإنشاءات والنقل والقطاعات التجارية والفندقية، وهذا دليل على وجود فرص جيدة للتكامل بين البلدين ولتنويع الاقتصاد في الجانبين كما يلتقي العرض مع توجه السعودية نحو تمويل الزراعة في الخارج، ونعتقد أن الأرجنتين يمكن أن تكون جزءاً من هذا البرنامج. وعلق السفير الأرجنتيني على حديث كردي بأن الأنظمة في بلاده لا تمنع مبدأ تملك الأرض، لكنه يمحور ذلك بنسبة 15% من كامل الأرض، مشيراً إلى وجود سياسات وإجراءات يمكن الاستعانة بها لتذليل وتسهيل موضوع امتلاك الأرض، واقترح أن يتم تشكيل فريق للتفاوض فيما بين الجانبين لدراسة موضوع الأرض والتعامل مع أصحاب الأراضي، ودعا رجال الأعمال السعوديين إلى المجيء للأرجنتين للتعرف على الفرص عن كثب.