ربما لا يدري أكثر عشاق العميد فريق الاتحاد، وخاصة محبو نجم وسطه الأيسر السابق مناف أبو شقير أو «الزئبق» كما يحلو لعشاقه تسميته، أن نجمهم المفضل مر بسلسلة مواقف بإمكانها أن تعطل مشواره الكروي وما وصل إليه من مجد وإبداع مع فرقة النمور، وخصوصا في العهد الزاهر وتحديدا من عام 2000 وحتى 2010 والتي حقق خلالها الفريق أهم الألقاب وأعزها، حيث خدم أبو شقير الفريق الاتحادي برعما وناشئا وشابا لأكثر من 24 عاما. وعن مرحلة النشء وباكورة انطلاقته والتحاقه بالنادي يقول أبو شقير «كان والدي السبب الرئيس في استمراري في النادي وكنت في بداية مشواري أرفض الذهاب للنادي، لولعي بالدراسة والتحصيل العلمي لدرجة أني عندما كنت أعود إلى البيت ظهرا أضع تحت وسادة والدي ورقة تحمل عبارة (أنا متعب ولا أرغب الذهاب إلى النادي)، لكنه كان يضربني ويوقظني من نومي ومع ذلك فقد كان يتلبسني عناد شديد، إلى درجة أني كنت أمنح حذائي لأحد الزملاء من الذين لم يحضروا أحذيتهم متخذا إياها حجة للتهرب عن أداء التمارين». وأضاف في حديثه ل«عكاظ الأسبوعية»: « مع الأيام وفقني الله واستمررت في اللعب مع زملائي وبدأت أعي موهبتي بما وجدته من اهتمام حتى التحقت بمنتخبات الناشئين والشباب ثم الفريق الأول لاحقا، وتلا ذلك تحقيق الإنجازات والألقاب العديدة ولله الحمد». أما القصة الأغرب والتي قد لا يعرفها محبو النجم الكابتن مناف أبو شقير، فهي سعيه إلى الالتحاق بوظيفة لتأمين مستقبله قبيل التحاقه بالفريق الأول وبالتحديد عام 1418ه، وكان حينها لاعبا في درجة الأولمبي، فقرر التقديم على وظيفة في شركة الاتصالات وبعد أسبوع من إجراء اختبار القبول توفي الشخص الذي كان قد تولى ملف توظيفه، ما أصابه بنوع من الصدمة والتراجع، لكن سرعان ما دعاه مجموعة من زملائه وأشاروا عليه بالالتحاق بالدفاع الجوي لوجود رياضيين فيه. وهنا أوضح أبو شقير «تقدمت للوظيفة وخضعت لكافة المتطلبات إلى حين عقد الدورة العسكرية التي تستمر 45 يوما في الطائف، وفي هذه الأثناء وافق النادي على ضمي في الفريق الأول شريطة ألا ألتحق بالدورة، ووقع معي عقدا احترافيا، وكانت البداية الفعلية في طريق الإنجازات والبطولات المختلفة محليا وعربيا وقاريا». ولا ينسى الكابتن مناف حادثة بلع زميله مدافع الاتحاد المعتزل أحمد خريش للسانه على أرضية الملعب، إذ يقول «كنت حينها أشاهد المباراة على التلفزيون في البيت لأني كنت مصابا وأجريت عملية رباط صليبي، فأثر على الموقف بشكل كبير، مما دعاني إلى التوجه مباشرة إلى المستشفى للاطمئنان على الكابتن أحمد».