أجمع عدد من المثقفين المصريين المشاركين في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 29»، على أهمية المحاور التي ضمها البرنامج الثقافي للمهرجان هذا العام، موضحين ل«عكاظ» أن المهرجان عالج القضايا الفكرية الساخنة التي تتصدر اهتمامات الواقع العربي الراهن؛ مثل قضايا الأمن العربي وحركات الإسلام السياسي ومفهوم الدولة الوطنية، لافتين إلى أن المهرجان بات منبرا فكريا عربيا وإسلاميا وعالميا مهما، ويعد إسهاما ضمن حراك الحوارات الثقافية الدولية، وأشاروا إلى إن مشاركة 300 مفكر وأديب من مختلف أنحاء العالم في فعاليات المهرجان لهو دليل على الانفتاح الفكري للمملكة عل العالم، حول ذلك: أعرب الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، معتبرا أن المهرجان ناقش في برنامجه الثقافي ما وصفه ب«القضايا الحساسة» التي تحتاج لتضافر العالم العربي، وأشاد باختيار المهرجان لقضية الأمن العربي محورا رئيسا لدورته الحالية، ورأى أن هذا الاختيار يعكس مدى الإدراك الذي تمتع به منظمو المهرجان لخطورة قضية الأمن كعنصر أساسي في تحقيق السلام الاجتماعي والاقتصادي والثقافي أيضا، وقال: «إن الدعم الذي تقدمه المملكة لمصر في مجال توطيد الأمن والاستقرار يعكس المكانة التي تحتلها قضية الأمن العربي في أولويات القيادة السعودية، في ظل ما يحاك ضد عالمنا العربي من مؤامرات دولية كبرى». ومن جهته، قال الدكتور ثروت الخرباوي: «إن مشاركة 300 مفكر وأديب من مختلف أنحاء العالم لهو دليل على الانفتاح الفكري للمملكة علي العالم»، معتبرا أن الدورة الحالية لمهرجان الجنادرية عالجت القضايا الفكرية الساخنة، والتي تمثل قضايا عربية ملحة، وفي مقدمتها قضايا الأمن العربي وحركات الإسلام السياسي ومفهوم الدولة الوطنية، وذكر أن مناقشة هذه القضايا يعبر عن حرص المملكة على تحقيق عناصر القوة العربية في إطار ما يجمعها من تحديات مع المحيط العربي، وفي مقدمة هذه التحديات تحدي الإرهاب الذي يهدد أمن العالم العربي لصالح أعداء الأمة الإسلامية والعربية. في السياق نفسه، ذكر المحامي مختار نوح أن مهرجان الجنادرية يمثل منبرا فكريا عربيا وإسلاميا وعالميا يفتخر به المصريون، حيث يفد إليه كبار مثقفي العالم شرقا وغربا ليدلوا بدلوهم في شتى القضايا السياسية والأمنية والفكرية التي يعاني منها إنسان هذا العصر، وخصوصا المواطن العربي، وقال: «مناقشة المهرجان للقضايا التي باتت تؤزم عالمنا العربي تعد برهانا على مدى الوعي السياسي الذي يتمتع به منظمو المهرجان بخطورة ما يجري على الساحة العربية من تفشي تيار فكري ترهيبي شذ عن قيم الإسلام الحقيقي وأرهق الشباب المسلم الذي انحرف عن جادة الطريق وصوابه عندما وقع فريسة لأصحاب المصالح لدى قوى الإسلام السياسي، مثل جماعة الإخوان والتكفيريين وأمثالهم، واستغلته قوى دولية لتحقيق مآربها في المنطقة»، معتبرا أن مناقشة قضية المواطنة ضمن البرنامج الثقافي للجنادرية كان بمثابة عنصر مهم في تكريس قيم المواطنة والانتماء الوطني لدى الشباب في ظل محاولات استقطابه والتغرير به تحت أية مزاعم». بدوره، قال الشاعر هشام الجخ: «شرفت بالمشاركة في مهرجان الجنادرية هذا العام، واستمتعت بمتابعة حوار الثقافات وتلاقح الأفكار الذي شهدته أروقته وتوطيد العلاقات بين الأدباء والشعراء والفنانين المصريين والسعوديين والعرب»، فيما رأى المخرج جلال الشرقاوي أن «المهرجان يعد رافدا ثقافيا وعربيا ودوليا، يزداد تألقا عاما بعد آخر ويمثل إسهاما ضمن حراك الحوارات الثقافية الدولية»، وذكر أن مهرجان الجنادرية، كما فتح الباب لتلاقي الفكر والإبداع، فإنه كرس للوعي بقيم المواطنة والانتماء من خلال توظيف الفنون مثل فن الأوبريت الذي وظفه المهرجان في حفظ الذاكرة السعودية من الاندثار.