بعد أن فشلنا ولمدى طويل في تبني ثقافة الشعور بالمسؤولية والإحساس بالواجب والالتزام بحقوق الوظيفة العامة التي نكلف بها.. حتى أصبحنا -كموظفين- من أقل شعوب العالم انضباطا.. وبالتالي وفاء بأمانة الوظيفة واستحقاقاتها، فإن «البصمة» التي شرعت في تنفيذها بعض القطاعات العسكرية على موظفيها لإثبات حضورهم وانصرافهم تبدو هي الحل الأمثل لإيقاف عملية الإهدار للوقت وتعطيل مصالح الناس.. بفعل انتشار ظاهرة عدم التقيد بالدوام.. وتناقص معدلات الإنتاجية بصورة مريعة.. ومع أن «البصمة» قد تلزم الآلاف بالتقيد بساعات العمل المفروضة إلا أن المسألة ليست مسألة ساعات وإنما هي أكثر ارتباطا بكيفية تنامي الشعور بالمسؤولية والنظر إلى الوظيفة العامة على أنها أمانة في العمق.. وواجب وظيفي وأخلاقي لا بد من الالتزام به وأدائه بكل أريحية.. ذلك أنه حتى البصمة.. لا تستطيع أن توقف حالة إهدار الوقت التي تعاني الأجهزة الحكومية ولا سيما الخدمية منها.. بدليل تحايل الكثيرين عليها بطرق غير أخلاقية.. ولذلك فإن النجاح الحقيقي الذي نصبو إليه ويجب أن نعمل على الوصول إليه هو كيف نقرر كل واحد فينا بقيم وأخلاقيات الإسلام الذي ندين به.. عقيدة وسلوك حياة يومية ولا نطبقه في هذا الجانب.. ونتسبب -عند مخالفته- في الإضرار ببلدنا وبمجتمعنا.. وباقتصادنا الوطني بكل تأكيد.. إن الطموح الذي نتطلع إلى تحقيقه هو.. أن تساهم المعالجات الحالية لنظام التعليم في إصلاح هذا الجانب في تكوين الإنسان وكفانا أننا مسلمون.. ومن أوجب واجبات عقيدتنا أن نكون أمناء على ما اؤتمنا عليه.. فأين نحن من هذا. ضمير مستتر: [ من يخون أمانته لا يستحق الثقة به أو الاعتماد أو السكوت عليه.]