في أدبيات الطب، أن دقيقة واحدة قد تنقذ حياة مريض، ولكن في مستشفياتنا الحكومية قد يستغرق أهالي المريض ساعات طويلة في الانتقال به من مستشفى إلى آخر، أملا في الحصول على سرير في العناية المركزة لإنقاذه. أزمة العناية المركزة «عكاظ» فتحت ملف كفاية أسرة العناية المركزة، والتقت عددا من مراجعي المستشفيات الحكومية للوقوف على حقيقة هذه الأزمة التي تهدد حياة العشرات بصورة يومية. زينة حسن، طالبت وزارة الصحة بداية بالعمل على معالجة أزمة أسرة العناية المركزة في مستشفى البرج الطبي بالدمام، حيث استدعت حالة والدتها تنويمها داخل العناية المركزة، غير أن المستشفى اعتذر. مضيفة: أن سوء حالة والدتها ونقص الأكسجين كلفاها التواجد في قسم الطوارئ لثلاثة أيام متواصلة في سبيل إيجاد سرير في العناية ونقل والدتها اليه، إلا أن ذلك لم يجد نفعا، ما أدى إلى ترتيب نقلها إلى مستشفى آخر على نفقة الشؤون الصحية لتدهور صحتها. وبدوره، قال ماجد سعيد الغامدي، العناية المركزة تعد من أهم أقسام أي مستشفى، لذلك فإن الاهتمام بتحسين مستوى العناية المركزة لا شك سيسهم بدرجة كبيرة في الارتقاء بمستوى المستشفى ككل، ويحسن من كفاءة الخدمات العلاجية المقدمة. وفي مستشفيات المنطقة الشرقية، لا تزال أقسام العناية المركزة بحاجة إلى تطوير شامل يتضمن زيادة الغرف والأسرة وتحسين مستوى الكوادر التمريضية العاملة بتلك الأقسام، حيث هناك العديد من الملاحظات حول تعامل الممرضات في العناية المركزة مع المرضى. ضغط المراجعين وأشار فيصل الغامدي، إلى أن المستشفيات الحكومية والخاصة، تشهد ضغطا كبيرا من المراجعين، غير أن هناك حالات مرضية يستدعي تنويمها في أقسام العناية المركزة في المستشفيات التي تشهد أزمة شديدة في الأسرة لاستيعاب الحالات المرضية والإصابات، مضيفا أن الحاجة ماسة للتوسع في عدد الأسرة. إضافة أسرة جديدة إلى ذلك، كشف الناطق الإعلامي في المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية أسعد سعود، أن عدد المستشفيات في المنطقة الشرقية 18 مستشفى حكوميا، تضم 131 سريرا للعناية المركزة، في حين أن نسبة الأسرة في المستشفيات تقدر بسرير واحد لكل 1000 نسمة. وعن الحاجة لزيادة عدد الأسرة في أقسام العناية المركزة في مستشفيات المنطقة الشرقية، قال: إن العمل يجري على إضافة أسرة جديدة من خلال تطوير وزيادة السعة السريرية لعدد من المستشفيات المتواجدة فعليا مثل مستشفى بقيق، مستشفى عنك، مستشفى مليجة، مستشفى النعيرية، مستشفى الأمل للصحة النفسية الجديد ومستشفى الخبر العام، وذلك بهدف الوصول إلى المعدل المستهدف وهو 1.8 سرير لكل 1000 نسمة وفقا لمعايير المعدلات العالمية. زيادة عدد السكان وعن نسبة عدد الأسرة في المستشفيات العامة قياسا بعدد السكان، بين أن هناك حاجة دائمة وطلبا متزايدا على أسرة العناية المركزة، نظرا للزيادة المتسارعة في عدد السكان، إضافة إلى ارتفاع معدل الحوادث والإصابات التي تستوجب توفر مثل هذه الخدمة الفائقة المتخصصة.