اشتكى عدد من المراجعين في مستشفى الملك فهد العام أمس، من طول مواعيد الانتظار في المستشفى وسوء معاملة الموظفين، وضعف الخدمات ونقص الأسرة، فيما أكد تقرير حصلت «عكاظ» على نسخة منه صادر من مديرية الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة، أن وزارة الصحة تحملت العام الماضي 40 مليون ريال، بسبب تحويل المرضى إلى مستشفيات القطاع الخاص بسبب عدم توفر أسرة في مستشفيات جدة وفي الحالات الطارئة، لعلاج المواطنين في مستشفيات جدة الخاصة. وطالب عدد من المراجعين في حديثهم ل»عكاظ»، أمس بضرورة الإسراع في الاستفادة من مشروع برج المستشفى، مؤكدين أن عدم توفر أسرة كافية لاستيعاب مرضى العناية المركزة أبرز الشكاوى التي أجمع عليها أهالي المرضى الذين تحتاج حالتهم المرضية الى الانتقال الى العناية المركزة، مشددين أن حالتهم المرضية تسوء يوما بعد الآخر وأن المشكل الأساسي ليس في عدم توفر سرير للمرضى وحده، بل انه إذا ما توفر السرير لا تتوفر المعدات الكافية لإنقاذ حياته. تقول ام سلطان: والدتي مريضة قلب وبعدما فحص الطبيب حالتها اكد انها في اشد الحاجة لانتقالها من الغرفة الى العناية المركزة، إلا أنه لم يتوفر سرير في العناية المركزة لإنقاذ حياتها. وأضافت «توفيت والدتي بمجرد أن تم نقلها إلى العناية المركزة، وبعد التحقيق في الأمر اتضح ان جهاز الاوكسجين الموجود لم يكن يعمل بشكل جيد»، فيما أكدت روان مصطفى أن والدتها بقيت في الانتظار عشرة أيام، ولم يتوفر سرير لنقلها حتى توفيت قبل نقلها للعناية المركزة. وفي السياق نفسه، أوضح طارق محمد وهو مرافق لوالده المقعد أنه انتظر انتقال والده الى العناية المركزة في المستشفى ولكن لم يتوفر سرير، مع العلم ان حالته الصحية كانت تزداد سوءا يوما بعد يوم، الى ان توفي ولم ينقل الى العناية المركزة. وأشار محمد ماجد إلى أنه ذهب الى طوارئ احد المستشفيات برفقة والدته ولكن لم يتوفر لها سرير في العناية المركزة ما اضطره الى نقلها الى مستشفى آخر ولكنها توفيت قبل ان تصل الى المستشفى الآخر. من جهته، اتفق مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداوود مع شكاوى المرضى من طول مواعيد مراجعة مستشفى الملك فهد العام بجدة، بسبب نقص الأسرة وقلة العيادات الطبية وزيادة عدد المرضى، مؤكدا أنه تم نزع 5 آلاف متر مربع حول مستشفى الملك فهد العام، وإنشاء عيادات خارجية وأقسام جديدة ومواقف كافية للمراجعين ستعمل على إنهاء إزمة طول المواعيد في المستشفى. وتوعد مدير صحة جدة أي موظف يسيء التعامل مع المراجعين، بأقصى الجزاءات الرادعة، مشددا على محاسبة كل مقصر في عمله، منوها بدور إدارة علاقات المرضى بالمستشفيات في استقبال الشكاوى وتحويلها إلى الجهات المعنية للبت فيها، وأشار إلى أن هناك دورات تدريبية للعاملين حول التعامل الجيد مع المرضى والمراجعين والمرافقين. وأوضح التقرير أن عدد الأسرة بمستشفيات محافظة جدة (1500 سرير) التي تخدم 4 ملايين نسمة، مؤكدا أن عدد ما يتوفر من أسرة حاليا في محافظة جدة وجميع المستشفيات الحكومية والمتخصصة لا يقل عن (7135) سريرا، كما أن جزءا كبيرا من سكان محافظة جدة يعملون في قطاعات حكومية لديها خدمات صحية مثل الحرس الوطني، وزارة الدفاع، جامعة الملك عبدالعزيز، إضافة إلى الخدمات التخصصية المرجعية التي يقدمها مستشفى الملك فيصل التخصصي بمعدل (2000 سرير تقريبا)، يضاف لهم العاملون في مؤسسات القطاع الخاص مثل البنوك والخطوط السعودية وأرامكو وغيرها، التي تقدم لهم مراجعهم خدمات صحية في مستشفيات القطاع الخاص في (3000) سرير تقريبا، وبذلك يكون إجمالي عدد الأسرة المتوفرة حاليا في محافظة جدة (7135) سريرا. وبين التقرير أن الخدمات الصحية في محافظة جدة تقدم من خلال 2135 سريرا لسكانها البالغ عددهم 3.430 مليون نسمة، وذلك حسب تعداد مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات الأخير، ورغم ذلك فإن الوزارة لديها خطط طموحة لتطوير خدماتها الصحية في المحافظة، حيث يجري حاليا إنشاء عدد من المستشفيات الجديدة والأبراج الطبية لتضيف 2170 سريرا (مستشفى شمال جدة 500 سرير، مستشفى شرق جدة 300 سرير، برج طبي بمستشفى الملك فهد 270 سريرا، مستشفى الصحة النفسية والإدمان 500 سرير، برج مستشفى الولادة والأطفال 400 سرير، برج مستشفى العيون 200 سرير)، كما أن هناك 84 سرير عناية مركزة ستتم إضافتها لمستشفى الملك فهد بجدة حسب خطة الوزارة لتجويد خدمات العناية المركزة بالمملكة، يضاف إلى ذلك ما تقدمه مدينة الملك عبدالله الطبية من خدمات مرجعية تحويلية لسكان محافظة جدة. تجهيز البرج أوضح الدكتور سامي باداوود انه سيتم تجهيز برج مستشفى الملك فهد العام بالكامل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حيث يجري حاليا إيصال التمديدات اللازمة لتشغيله، بعد أن تم توفير كامل المعدات التي يحتاجها البرج.