أكد السفير السعودي لدى طوكيو الدكتور عبد العزيز تركستاني على الأهمية التي تكتسبها زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى اليابان والتي تعتبر المحطة الثانية في جولته الآسيوية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع طوكيو في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين ومناقشة التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وقال السفير الدكتور عبد العزيز تركستاني في حوار أجرته معه «عكاظ» إن زيارة سمو ولي العهد لليابان تأتي في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات السعودية اليابانية لمرحلة الشراكة الاستراتيجية، والأوساط اليابانية تتطلع بكل اهتمام لهذه الزيارة الهامة التي تعتبر الأولى لسموه منذ تقلده منصب ولي العهد. وتابع قائلا «إنه بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي بذلها وصلت هذه العلاقة لمرحلة الشراكة وأصبحت والحمد لله تتعدى العلاقة الاقتصادية والبترولية إلى علاقات متعددة المستويات». وزاد «إن سمو ولي العهد سيلتقي خلال الزيارة بجلالة إمبراطور اليابان ورئيس الوزراء الياباني وعدد من الوزراء في الحكومة وسيشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات التعاون الاستثماري والاقتصادي التجاري»، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون بين البلدين في الجوانب السياسية والاقتصادية. زيارة هامة بداية.. كيف تنظرون لأهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى اليابان والتي تعتبر المحطة الثانية في جولته الآسيوية؟ في الحقيقة أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع تأتي في الوقت الذي وصلت فيه العلاقات السعودية اليابانية لمرحلة الشراكة الاستراتيجية، وتكتسب الزيارة أهمية نظرا للظروف التي تتطلب التشاور والتنسيق بين البلدين وتعزيز العلاقات في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين. والأوساط اليابانية تتطلع بكل اهتمام لهذه الزيارة الهامة التي تعتبر الأولى لسموه منذ تقلده منصب ولي العهد. وفي الواقع أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بفضل الجهود التي بذلها والتي نجح فيها بامتياز لإيصال هذه العلاقة لمرحلة الشراكة، أصبحت والحمد لله تتعدى العلاقة الاقتصادية والبترولية إلى علاقات متعددة المستويات لتحقيق مصالح البلدين والشعبين حيث أصبح العنوان الجديد لهذه العلاقة «من الطاقة إلى التكامل». إن هذا التكامل المتميز لهذه العلاقات الثنائية سيعطي أهمية كبرى لزيارة سمو ولي العهد لليابان لكي تؤكد من جديد ولكي تكون شاهدة على هذا التميز الحقيقي. إن العلاقة المباشرة التي تأسست من عهد الملك المؤسس عبد العزيز يرحمه الله بإرساله مندوبا لافتتاح المسجد الرئيسي في طوكيو عام 1938 وجاء من بعده الملوك المتعاقبون رحمهم الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الذي دعم هذه الشراكة الاستراتيجية حيث أصبحت العلاقة مع اليابان نموذجا للعلاقات المتميزة. إن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون بين البلدين في الجوانب السياسية والاقتصادية. ما هو برنامج سمو ولي العهد خلال الزيارة، وهل سيتم التوقيع على مذكرات التفاهم. في الواقع أن الحكومة اليابانية أعدت برنامجا زاخرا باللقاءات مع كبار المسؤولين اليابانيين. ومن المقرر أن يلتقي سمو ولي العهد خلال الزيارة التي ستستغرق ثلاثة أيام بجلالة إمبراطور اليابان ورئيس الوزراء الياباني وعدد من الوزراء في الحكومة اليابانية. وأعتقد أن الاتفاقيات المتعددة والمتعلقة بتعزيز العلاقات في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية ستكون ذات فائدة على البلدين وجاء وضع اللمسات الأخيرة على هذه الاتفاقيات. علاقات بترولية وصناعية ما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقة الاقتصادية والبترولية السياسية بين البلدين؟ في الحقيقة أن العلاقة الاقتصادية والبترولية جعلت اليابان الشريك الثالث للمملكة والجهود تبذل لكي تحافظ اليابان على صدارتها، بالنسبة للتجارة البينية التركيز في الحقيقة ينصب لكي تتقدم اليابان في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والتقنية والتصنيع داخل المملكة وليس فقط في جانب الاستيراد. إن تعزيز الاستثمار الصناعي والتقني مع اليابان هو أولوية للسفارة السعودية في طوكيو ولقد تم بفضل الله الوصول إلى الكثير من المشاريع في هذا المجال مع اليابان، كما أن الفضل بعد الله يعود لوزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة الذي ساهم في الوصول إلى أول مصنع ياباني للسيارات في المنطقة الشرقية. إن طريقنا طويل للاستثمار الصناعي ونقل التقنية ولكن وجود برنامج الصناعات المشتركة بين البلدين سيساهم في تعزيز العلاقات في جوانبها الصناعية ونقل التقنية. كما أن تبادل زيارات الوفود اليابانية للمملكة لمشاهدة التقدم الاقتصادي الذي وصلت إليه المملكة خاصة زيارة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ والمدن الاقتصادية والصناعية الأخرى سيكون ذا منفعة لهذه الشراكة وداعما لتعزيز العلاقات. إن الشركات اليابانية حريصة على الدخول في شراكات من نظيراتها في المملكة في مشاريع مترو القطارات والطاقة بكافة أنواعها. أما فيما يتعلق بالجوانب السياسية فقد جاءت مذكرة التفاهم السياسي التي وقعت عام 2006 استكمالا للجهود التي بذلت من 50 عاما. هناك تشاور سياسي مستمر ودوري بين البلدين وعلى مستوى عال خاصة في المجال الأمني الاستراتيجي. الاستثمارات السعودية ما هي المجالات التي يمكن للسعوديين الاستثمار فيها؟ في الواقع إن المجالات كثيرة ومتنوعة ومن أبرزها مشاريع البنية التحتية والطاقة الشمسية وإنشاء القطارات ومشاريع الكهرباء وتحلية المياه ومشاريع الصرف الصحي. إن المملكة والحمد لله تعيش أزهى عصورها في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والصناعية وخاصة النواحي الأمنية التي تجعل المستثمر الياباني يتوجه للمملكة للاستثمار فيها. والمملكة العربية السعودية عضو مؤسس في مجموعة العشرين وهي فعالة ومؤثرة في هذه المجموعة الاقتصادية العالمية بفضل دورها الاقتصادي والسياسي والفعال لإرساء الأمن والسلام في العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي.