سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
“شينزو آبي" في جامعة الملك عبد العزيز لعل في زيارة رئيس الوزراء الياباني السيد شينزو آبي الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل لهذا الانفتاح التقني الثقافي الذي يستوجب بذل جهود تتكافأ مع حجم التحدي.
قام رئيس الوزراء الياباني السيد شينزو آبي ضمن جولة استراتيجية له في المنطقة العربية الإسلامية ( الشرق الأوسط ) يزور من خلالها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا ، قام الأربعاء الماضي بزيارة تاريخية لجامعة الملك عبد العزيز بجدة وبرفقته عدد كبير من كبار الاقتصاديين والصناعيين اليابانيين ، أطلق فيها من خلال كلمته التي استغرقت قرابة 20 دقيقة وترجمت للعربية والإنجليزية أساسيات السياسة الإستراتيجية الجديدة لليابان في المنطقة ، وقد حملت الكلمة رسائل عدة من أهمها تطلعات اليابان إلى مزيد من التعاون والشراكة الاستراتيجية مع دول وشعوب المنطقة التي وصفها بالفتية وبالحيوية وبين اليابان إحدى أهم دول العالم صناعياً وتقنياً. تعاون وشراكة مبنية على المزيد من الاحترام المتبادل بين البلدين والشعبين مبنية على تفعيل الأدوار لكل الأطراف ، ولعل في اختيار السيد آبي لجامعة من أعرق جامعات المنطقة كمنصة لإطلاق إستراتيجية بلاده الجديدة إشارة إلى أهمية الأدوار العلمية والمعرفية والتقنية كأساسيات للتعاون التاريخي المرتقب. وقد احتفى صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز باستقبال ضيف البلاد السيد شينزو آبي مساء الأربعاء بقصر الملك فيصل للضيافة حيث تناولت الزيارة آفاق جميع أوجه التعاون بين المملكة واليابان وسبل دعمها وتعزيزها ، كما تم بحضور سمو ولي العهد ورئيس الوزراء الياباني توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين المملكة واليابان ، وقع الاتفاقية من الجانب السعودي معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبد اللطيف بن أحمد العثمان ، ومن الجانب الياباني سفير اليابان لدى المملكة السيد / كودير جيرو. عوداً على بدء ، ذكّر السيد آبي الحضور الأكاديمي بجامعة الملك عبد العزيز بأن العلاقات السعودية اليابانية تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي وأنها لم تزل في تطور منذ ذلك التاريخ ، إلا أنها ستأخذ منطلقات جديدة لا يكون فيها النفط هو العامل الأوحد ، ووعد بإرسال أعداد غفيرة من الخبراء الفنيين اليابانيين إلى السعودية لنقل الخبرة والتقنية والمهارة اليابانية ، وأن الإنسان السعودي يتمتع بحكمة وعمق حضاري يتخطى مجرد التعاون البترولي مؤكداً على أنه من الآن فصاعداً ستبدأ اليابان مع السعودية والإمارات ً، محوراً جديداً يسمى «التعاون الفني مع تقاسم التكاليف». كما أكد على أن الشركات واليابانيين الذين يعملون في السعودية يجتهدون في نقل المضمون والجوهر الياباني في مجال تصنيع المنتجات إلى جيل الشباب السعودي. وتابع «يوجد أشخاص متحمسون يعملون على تقديم منتجات اليابان الطازجة إلى مائدة طعام الشرق الأوسط ، ويوجد أيضاً أشخاص لديهم دافع متّقد لكي تقوم اليابان بتحقيق اكتمال منظومة الرعاية الطبية هنا في مجال التشخيص بالصور والخدمات الطبية العاجلة التي لدى اليابان خبرة كبيرة فيها قياساً لما لديكم، ومن خلال تعاونكم معنا، فإن ألواح الطاقة الشمسية الصلبة المصنوعة في اليابان أصلاً ستحصل على قوتها التي تتحمل العواصف الرملية، والطاقة الكهربائية التي تولد في الشرق الأوسط بإضافة القوة اليابانية ستوصلكم إلى مركز شبكات كبيرة تربط بين آسيا وأوروبا». سيشهد القرن الحادي والعشرون بفضل الله تعالى تطورات عدة بالنسبة للعلاقات السعودية اليابانية وكذلك مع بقية دول المنطقة العربية الإسلامية ترتكز على عدد من الركائز السياسية والاقتصادية والثقافية و المصالح المشتركة ستحدث نقلة نوعية كبرى في العلاقات السعودية اليابانية ، وهي بكل تأكيد فرصة تاريخية مناسبة جداً لنقل وتوطين التقنيات الصاعدة من اليابان المنفتحة تقنياً على المملكة ، ومن جهة أخرى لإشراق أنوار الحضارة الإسلامية على أرض الشمس المشرقة المتعطشة حقاً لنور وهداية الإسلام لتزداد إشراقاً على إشراق ، ولعل في زيارة دولة رئيس الوزراء الياباني السيد شينزو آبي المشار إليها أعلاه الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل لهذا الانفتاح التقني الثقافي الذي يستوجب بذل جهود تتكافأ مع حجم التحدي.